عزيزى القارئ، تراودنى تساؤلات عديدة منذ فترة كبيرة، كما تعودت معكم أحببت أن أطرحها كلها عليكم، ربما أجد إجابة تثلج صدرى.
هل الحب مات فى قلوب البشر؟؟!!!.. لماذا اختلطت المفاهيم الإنسانية، ولماذا يتم قلب الحقائق على حساب الأهواء الشخصية والمصالح الخاصة؟؟!
لماذا أصبحت الخيانة وأصبح الغدر سمتين أساسيتين يتعامل بهما الإنسان مع من يساعده أو يقف بجانبه، ويجعل من مكانته قيمة وسط هذا المجتمع الذى لا يرحم، فى حين أن الحيوانات أخلص وأحب وأحن على البشر من أنفسهم؟!.. هل هؤلاء البشر جميعهم شياطين على الأرض؟!
كل هذه الأسئلة المزدحمة داخل عقلى تبحث عن إجابة تنير لى شعاع الأمل من جديد؛ حتى نرى الحقائق بلا أى زيف أو غش أو نفاق أو خداع.
فالحب هو جزء من الطبيعة الإنسانية، وهو المشاعر الإيجابية التى لا تقدر بثمن وتستمر طوال الحياة، إن الحب يبقى حاضرًا فى الإنسان، ويمكن أن يتجدد مرة أخرى فى أى وقت إذا تطهرنا من خبث النوايا والأفكار والآفات المسمومة، وتعلمنا من الحيوان الوفاء والشعور الصادق، ولكن للأسف هناك مسببات تحول أحيانًا أمام الحب والاحترام والإخلاص، أهمها «المصلحة»، التى تُفقدنا الرحمة والعدل والإنسانية، فطغيان المصلحة عملًا بالمثل المعروف «المصالح بتتصالح» يثير نقاشًا واسعًا، والإجابة عنه تعتمد على الأخلاق والقيم والتربية، إنما للأسف أحيانًا تكون المصلحة هى المحرك الرئيسى لاتخاذ القرارات، واللهث وراء المال مقابل أى شىء، وعلى حساب أى شخص وأى مبدأ.
ناهيكم عن انتشار الخيانة والغدر والكذب والإدمان لأنواع متعددة من المخدرات، مثل «الترامادول والحشيش والكوكايين والهيروين والآيس»، وغيرها من التى تؤدى لارتكاب الجرائم كالقتل والسرقة، والكثير من السلوكيات التى تعد أزمات أخلاقية خطيرة، وتتطلب تحليلًا شاملًا لكل تلك المسببات، فإن سوء التربية وغياب الوعى وانشغال الأم عن دورها الرئيسى فى تأسيس أبنائها، ولهثها وراء المال وتقليد الأخريات، وغياب الأب عن دوره الأساسى فى تقويم أفراد أسرته وعدم احترامه وتقديره، بل طاعته، وصحبة أصدقاء السوء والقوادة تحت رداء الاحترام والأخلاق، وتزييف الحقائق وترويج المحتوى غير الأخلاقى والعنيف عبر وسائل التواصل الاجتماعى والإعلام، الذى يقوم على تشويه البعض من أجل المصالح الخاصة، كل هذا وذاك من المسببات الخطيرة والكارثية التى تؤثر على تصرفات بعض الأفراد، وتقلل من حسهم بالمسئولية.
وللتغلب على هذه الأزمات الأخلاقية، يجب على المجتمع، بشكل عام والأفراد بشكل خاص، التركيز على تعزيز القيم الأخلاقية والتربية على الأخلاق والشعور بالمسئولية، وتوفير الرعاية الصحية والعلاجية للمدمنين والمرضى النفسيين، والعمل على تحسين التعليم والتثقيف الثقافى، وتعزيز الوعى الدينى والروحى، كما يجب أن يعمل المجتمع بأكمله على تعزيز القيم الأخلاقية والتربية على الأخلاق والمسئولية، وتوفير البيئة المناسبة لتحقيق السلام الداخلى والاستقرار النفسى.
ولا ننسى قول الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم:
بسم الله الرحمن الرحيم
«وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ، أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ»
صدق الله العظيم
كان الله فى عون الحيوانات من هؤلاء البشر جميعهم.
ولكن يبقى الأمل موجودًا عبر شاشات الحياة، لأن الأشياء ليست كلها سلبية، ولكن هناك خيوطًا من حرير نراها عبر الأفق.
أحدث التعليقات