كتبت: ريهام محمد

لا تحتاج الفنانة ماجدة الرومي إلى من يشهد على وطنيّتها الحاضرة في أعمالها الفنية أو في صوتها الناطق حبّاً وغيرة على لبنانها. لهذا السبب، بات ثابتاً في كلّ حفل تحييه انتظار رسالتها التي يصل دوماً صداها إلى قلوب الوطنيين، لأنّها نابعة من قلب نظيف بعيد كلّ البعد عن الصفقات التي أحاكها المسؤولون في لبنان، فأوصلوا ما كان يُسمّى بـ”سويسرا الشرق” إلى جهنّم وبئس المصير.

وقد أحيت الفنانة؛ أخيراً حفلاً رائعاً ضمن “ليالي السعديّات” في أبو ظبي، فتواصلت مع جمهورها اللبنانيّ على الملأ، ووجّهت كلمات من القلب إلى القلب، ليُفاجأ هذا الجمهور بهجوم تعرّضت له بعد تداول مقطع مجتزأ من كلمتها.

وقالت أمام الحضور في أبو ظبي: “نمسّي عليكم بالخير والحبّ، اشتقنا لـ”أبوظبي” الحلوة التي يبتسم لنا كلّ شيء فيها، كلّ شيء فيها يستقبلنا بالإعمار والخضار، هو أمر يُمجّد الله ويكبّر القلب، الله يديمها على هذه الأرض الطيّبة بركة ونعمة”.

 

وتابعت: “أتون من لبنان، حيث نعيش أبشع كوابيسنا بسبب الإجرام المقترَف في حقّنا من قبل من يجب أن يكونوا منّا وفينا وهم ليسوا كذلك. لا نستطيع إلّا أن نتوقف أمام الإنجازات التي نراها كيفما مشينا في هذا البلد الحبيب، نرى في أمّ العين كيف يصنع العظماء الجنّة على الأرض”.

وعادت الرومي وسألت: “هل يوجد لبنانيون؟ أمسّي عليكم، وأقول لكم نحن في انتظاركم هذا الصيف، لا يزال بلدنا جميلاً ولا زلنا نحبّه، ولا يزال جنّة. مهما فعلوا بنا ومهما أجرموا تأكّدوا أنّ الكلمة الأخيرة لربنا ولبنان لديه ربّ”.

دود الفعل انقسمت بين معتبر أنّها لم توفّق بكلمتها، وكان الأجدى بها أن تكتفي بالحديث عن الصورة الجميلة عن بلدها، بينما دافع آخرون عن الرومي معتبرين أنّها تتحدّث دائماً عن واقع مرير يعيشه اللبنانيون، ولا يحقّ لأحد أن يزايد على وطنيّتها في هذا الإطار.

من بين ردود الفعل الداعمة للرومي كانت الفنانة أحلام التي ردّت على أحد منتقدي كلمة الرومي، فقالت: “أنت تتحدّث مع ماجدة الرومي، لا يحقّ لك التكلّم معها بهذه الطريقة”، مضيفة: “هي تتكلّم عن وضعٍ جميعكم تتكلّمون عنه في لبنان، والحقيقة هي تتكلّم من ألم! الجمال هو لبنان، الحب هو لبنان العظيم، صحيح مئة في المئة، إلّا أنّ لبنان اليوم حزين جداً، وأهل لبنان يستحقون الأفضل، وهي تتكلم عن حال ووضع موجودَين فعلاً، وهي حزينة على وطنها بعدما كان لبنان الوجهة الأولى للسياحة”.
وتابعت: “أين لبنان اليوم؟ لم تقل شيئاً خاطئاً. كلّنا حزينون على لبنان، ولا يتسلّق أحد على ظهر العظماء أبداً، هذه ماجدة الرومي يا أستاذ”.