كتبت : هبه الطوخي

أسدل مهرجان الشارقة السينمائى الدولى للأطفال والشباب الستار على فعاليات نسخته العاشرة، تحت رعاية قرينة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمى، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، خلال حفل خاص استضافه مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، وحضره كوكبة من نجوم السينما والدراما العربية، إذ توّج المهرجان في حفل الختام عدد من المخرجين وصناع الأفلام المتميزين والواعدين عن 7 فئات، بعد سلسلة من الفعاليات التي شهدتها الدورة العاشرة للمهرجان.

 

وفاز فيلم «نزوح» للمخرجة سُؤدُد كعدان بجائزة أفضل فيلم روائى طويل، ونال «سكون» من إخراج أحسن منهاس ومروان بكرى جائزة أفضل فيلم خليجى قصير، وحصد فيلم «أمل» من إخراج كانتو راندريسى، ووليد لاوير، ولوسى جون، وماكسيم بيترو، وهينرى إمبويم جائزة أفضل فيلم من صنع الطلبة، وانتزع فيلم «ضمير متصل» للمخرج مجتبى الحجى جائزة أفضل فيلم من صنع الأطفال والناشئة.

وفاز فيلم «دودة القز» للمخرج أمير هونارماند بجائزة فئة أفضل فيلم دولى قصير، ونال «تلة الحصى» إخراج مارجولِن بيريتن جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة قصير، بينما توج فيلم «تيتينا» من إخراج كايسا نايس بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة طويل، وحصل فيلمى «قبلة القطة» لهَنغ سو بِن، و«حادى العيس» لعبدالله سحرتى على تنويه خاص.

 

 

ولفتت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمى، مدير عام مؤسسة فن، مديرة المهرجان إلى أن كافة الأعمال التي عرضها «الشارقة السينمائى الدولى» ساهمت في فتح عيون الصغار على صنوف الإبداع، وقالت: «مع وصولنا إلى المحطة الأخيرة من المهرجان نكرم ثلة من صناع الجمال ورواة الحكاية على ما قدموه من أفلام وأعمال تابعناها بكل شغف، عبروا فيها عن مشاعرنا جميعًا، حيث كنا على مدار 5 أيام على موعد مع أكثر من 80 حكاية ملهمة جاءت من جميع أنحاء العالم، لتجتمع تحت سماء (شارقة السلطان) حيث تنبض الثقافة بالحياة والإبداع». وأكدت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمى أن المهرجان حافظ على تضامنه مع الأشقاء في فلسطين، من خلال تبرعه بكل ريعه لصالح حملة «القلب الكبير» الهادفة إلى دعم أطفال غزة وفلسطين الذين يعيشون حالياً مأساة الحرب.

وثمنت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمى الدور الكبير الذي لعبته فرق عملها والمتطوعين في إنجاح فعاليات نسخة المهرجان العاشرة، وقالت: «أشكر فريق العمل والمتطوعين الذين رافقوا رحلتنا طوال هذه الأيام، تحملوا خلالها التعب والإرهاق لتبقى سجادة المهرجان يانعة بخضرتها، وأشكرهم جميعاً على جهودهم وتعاونهم وعطاءاتهم وتفاعلهم واختياراتهم الممتعة».

 

وكرّمت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمى الفنان سامر المصرى، وصانع المحتوى عمر فاروق، إلى جانب أعضاء لجنة تحكيم الأفلام في المهرجان التي ضمت كلّاً من الدكتور مدحت العدل، وسونجيكو تشو، ومحمد حاجى، وغدير السبتى، ومحمد الكندى، ومحمد قبلاوى، ومونيكا واهى، وأحمد شوقى، وتوماس داناى، وسحر عبدالله، وتوماس كوتشيرا، وعبدالرحمن الغنام.

وكان من أبرز فعاليات المهرجان استضافة النجمة ليلى علوى والتى حلت ضيفة جلسة «مشوار فنان» وفيها كشفت عن أعمالها المقبلة، كما استعرضت مشوارها الفنى الذي بدأته في أروقة الإذاعة المصرية عندما كانت في عمر السابعة، ومنها انتقلت إلى إذاعة الشرق الأوسط، ومن ثم إذاعة القاهرة.

وتحدثت «ليلى» عن دورها في فيلم «أنا وابنتى والحب» أول أعمالها السينمائية، وكذلك تجربتها في فيلم «من أجل الحياة»، وقالت: «العمل في هذا المجال شكل بالنسبة لى مدرسة متكاملة، استفدت منها كثيراً، حيث أتيحت لى فرصة العمل مع نخبة من نجوم الصف الأول، ومن أبرزهم الفنان يحيى الفخرانى، والفنانة الراحلة هند رستم، والفنان الراحل نور الشريف، وغيرهم من النجوم الذين تعلمت منهم طرق التمثيل ومهارات الأداء المختلفة».

وأكدت «ليلى» أن تجسيد الشخصية يُعد من أهم مراحل التمثيل السينمائى والتلفزيونى، لما تتطلبه من تقمص وخبرة في أداء وتقديم الأدوار المتنوعة.

وأوضحت أنها تعمل حالياً على إنجاز فيلم «المقسوم» ولفتت إلى أن دراسة الشخصية والتحضير لها والاقتناع بها والالتزام بها تعتبر من أهم عناصر النجاح في عملية التمثيل الذي ابتعدت عنه لمدة 3 سنوات بعد رحيل والدتها، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن كافة الأعمال التي ستشارك فيها خلال العامين المقبلين ستكون درامية.

وحل الكاتب والسينارست المصرى مدحت العدل ضيفا على المهرجان والذى أكد فيه أن الشغف يمثل أساس النجاح في تأليف السيناريو، وأن المجهود والصبر يشكل الحصة الأكبر في نجاح العمل، وقال خلال مشاركته في جلسة «العثور على قصتك» قال: «القدرة على الإجابة على سؤال (ماذا يحدث لو..) الذي يمثل أصل الحكاية وبدايتها، هو الأساس الذي تبنى عليه عملية كتابة السيناريو، إلى جانب الاهتمام بسرد التفاصيل، ونوعية الشخصيات وشكلها وحركتها ومستقبلها أيضاً، حيث تمثل طريقة وصف الحدث انعكاساً لحركة الشخصيات في السيناريو، بينما يمثل الحوار ترجمة لصوت هذه الشخصيات».

 

 

ولفت العدل الذي يعكف الآن على تأليف مسرحيته الغنائية «فرايداى» من بطولة الفنانة منة شلبى إلى أن الكتابة للطفل صعبة للغاية، كونها تحتاج إلى مختصين وخبراء في سيكولوجية الطفل، مبيناً أنه يجب على شركات الإنتاج رفع مستوى الاستثمارات في السينما حتى تتمكن من إبراز أهمية الفن العربى وقوته ورسائله، وما يتمتع به الفنان العربى من إمكانيات وحضور لافت.

 

 

وشهدت فعاليات المهرجان توقيع الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمى، مدير مؤسسة (فن) ومدير المهرجان والفنان حسين فهمى، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، اتفاقية تعاون مشتركة، بهدف تعزيز التعاون والتنسيق وتوطيد الشراكة بين المهرجانين لرفع مستوى جودة فعالياتهما وتنفيذها على أرض الواقع، إلى جانب تبادل الخبرات والتجارب بينهما، خاصة في المجالات الفنية.

 

 

وحل حسين فهمى ضيفاً على جلسة «مشوار فنان» التي استعادت بدايات مسيرته الفنية ودخوله أروقة السينما التي بدأ فيها مخرجاً قبل أن يتحول إلى التمثيل. وقال: «قضيت معظم أيام حياتى في أروقة السينما التي جذبتنى بألوانها وشخصياتها وموضوعاتها المختلفة، وهو ما ساعدنى على اكتشاف سحر الخيال الذي ساهم في تشكيل شخصيتى وتفكيرى، حيث بدأت مسيرتى المهنية مخرجاً وتحولت من بعدها إلى التمثيل بعد تجربتى الأولى في فيلم (نار الشوق) الذي حقق آنذاك نجاحاً لافتاً».

 

 

وأكد فهمى أن نجاح أي فيلم يعتمد على أبطاله، مشيراً في هذا السياق إلى أن كافة الشخصيات التي تتواجد في الفيلم تتمتع بذات القدر من الأهمية والبطولة، حيث تساهم المنافسة فيما بينهم في تحفيزهم على تقديم أفضل ما لديهم من أداء. وأضاف: «خلال مسيرتى المهنية عملت مع العديد من المخرجين المهمين في السينما المصرية والعربية، ومن أبرزهم المخرج الراحل هنرى بركات، والراحل عاطف سالم، والراحل أشرف فهمى والمخرج شريف عرفة، وغيرهم من الأساتذة الذين اكتسبت منهم خبرة عالية وتأثرت برؤاهم الإخراجية، وهو ما ساهم في صقل تجربتى الفنية، وساعدنى على فهم طبيعة الشخصيات وطرق تقمصها وتجسيدها على الشاشة»، واصفاً كافة الأدوار التي عرضت عليه خلال مسيرته بـ «الجيدة»، وداعياً في الوقت نفسه كافة الفنانين إلى ضرورة الاهتمام بالمعرفة والقراءة ومتابعة كل ما يجرى حولهم في العالم، وهو ما ينعكس إيجاباً على أعمالهم وطرق أدائهم للشخصيات.

 

 

من ناحية أخرى استقطب «الشارقة السينمائى» أكثر من 3100 طالب وطالبة ومشرفة يمثلون 34 مدرسة من الشارقة ودبى وعجمان، ومن ضمن الفعاليات والجلسات النقاشية، ومن بينها جلسة «تمويل الأفلام: دليل للحصول على التمويل» التي استضافت محمد قبلاوى، مدير مهرجان مالمو السينمائى، والذى أشار فيها إلى أن فكرة تنظيم مهرجان سينمائى عربى في مالمو ليس حديثة العهد، فقد سبقها تنظيم العديد من التجارب في باريس وسيدنى وبرلين والولايات المتحدة الأمريكية.

 

 

وقال «قبلاوى»: «بدأت فكرة المهرجان في 2010 وبعد مرور 4 سنوات نجح في أن يكون أكبر وأشهر مهرجان عربى خارج المنطقة العربية، حيث استفاد كثيراً من وجوده في مالمو التي تعد مدينة الثقافة في السويد ويعيش فيها 165 جنسية»، مشيراً إلى أن ما ميز المهرجان هو عدم اكتفائه بـعرض الأفلام فقط، وإنما وسع من قاعدته في 2015 عبر إنشاء سوق ومنتدى المهرجان.

 

 

وأضاف قبلاوى: «عندما بدأت بوضع فكرة المهرجان تواصلت مع العديد من صناديق التمويل والجهات التي تعنى بتمويل المشاريع الثقافية في المدينة، وقد جاء ذلك في ظل مواجهتنا لمجموعة تحديات تتعلق بتوفير ميزانية المهرجان والتى تم تجاوزها لاحقاً بفضل نوعية الأفكار التي اعتمدها المهرجان».

 

 

وتابع: «بدأنا بعرض أفلام السينما العربية، وقد عرضنا في أولى سنوات المهرجان ما بين 70 – 80 فيلماً، وبعد مرور 4 سنوات بدأنا التفكير في توسيع آفاق التعاون والمشاركة في إنتاج الأفلام، وبحسب التقارير، فقد نجح (مالمو السينمائى) منذ 2015 وحتى اليوم في دعم أكثر من 60 فيلماً ما بين قصير وطويل ووثائقى»، مشيراً إلى أن المهرجان أطلق في 2020 جائزة «التميز الثقافى»، كما أطلق خلال العام الجارى جائزة جديدة لها علاقة بالتمويل وسوق المهرجان.

 

 

كانت نسخة المهرجان العاشرة قد شهدت عرض 81 فيلماً من 37 دولة في العالم، وتضمن عروضاً سينمائيةً من دول تشارك لأول مرة، وهى: مملكة بوتان، وكل من جمهوريات الجبل الأسود، ومالطا، والتوغو، وفيتنام، كما شهد أيضاً عروضاً لثلاثة أفلام تقدم في المهرجان لأول مرة عالمياً، بالإضافة إلى 43 فيلماً تعرض لأول مرة في الشرق الأوسط، فيما استضافت منصة «السجادة الخضراء»، عرض 4 أفلام روائية طويلة، هي: «نزوح»، و«نيكولاس الصغير»، و«هى من كوكب آخر»، و«طريق الوادي».

 

 

وضمت فعاليات المهرجان 8 جلسات حوارية قدمها نخبة من الفنانين والمخرجين والمتخصصين بصناعة السينما، ناقشوا فيها العديد من القضايا المتعلقة بالصناعة.