كتبت : أميرة خالد

يعد الفنان القدير إبراهيم سعفان واحدا من أشهر نجوم الكوميديا في السينما المصرية، فلن تمل من مشاهدة أعماله والاستمتاع بعفويته والفكاهة الغير مبتذلة، بحيث تتعرف عليه بمجرد سماع صوته وأفيهاته المميزة فكانت عبارة “أنا مبسوط كده، انا مرتاح كده”، من الإفيهات الشهيرة التى ظلت تردد بين الجمهور لفترة طويلة قالها في مسرحية “الدبور” مع أبو بكر عزت وليلي طاهر.
وعلى الرغم ان مشواره الفني حافل بالاعمال حيث اشترك في 140 عملا فنيا إلا انه لن يحظ في أي من أعماله بالبطولة المطلقة
ولكن الموهبة الحقيقة دائما تنتصر فقد استطاع الفنان إبراهيم سعفان ان ينتزع مكانة خاصة في قلوب ووجدان الجمهور مازالت خالدة حتى وقتنا هذا ، فقد أبدع في الكثير من الأعمال التراجيدية مثلما يُبدع في الاعمال الكوميدية، رافعا شعار الفنان الشامل الذي يستطيع ان يقدم أي دور يُسند إليه بحرافية شديدة كما فعل في فيلم «احنا بتوع الأتوبيس» مع عادل إمام وعبدالمنعم مدبولي.

ولكن احيانا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن بالرغم أن معظم أعمال الفنان الكبير إبراهيم سعفان كانت كوميدية إلا أن حياته كانت مليئة بالكثير من المواقف المحزنة المأساوية


نشأته
من مواليد 13 سبتمبر عام 1924، بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، التحق بكلية الشريعة جامعة الأزهر، كان حلم والده أن يصبح ابنه عالم أزهري، إلا أن الراحل كان حبه للفن يجري فى دمه ، فتقدم للدراسة بالمعهد العالي للفنون المسرحية عام 1951، ثم التحق بفرقة نجيب الريحاني للفنون المسرحية وظل عضوًا بها حتى وفاته، خلال دراسته بالمعهد الديني كان يمثل ويخرج عدد من المسرحيات
أشهر أعماله في السينما والمسرح
كان أشهر أدواره التي ما زالت عالقة في ذهن الجمهور “المتر سفاجة سفعان” في فيلم “30 يوم في السجن” والذى قدمه مع وحش الشاشة فريد شوقى، واشتهر وقتها بجملة “شنب النجعاوي اتحرق”.
ومن أشهر مسرحياته: “الدبور، سنة مع الشغل اللذيذ، حركة ترقيات، مين ما يحبش زوبة، 2على دبوس، وقدم للتليفزيون: مليون فى العسل، الهاربان، وجهان للحب، اللقاء الأخير، المصيدة، وفي السينما شارك في أفلام (30 يوم في السجن، أضواء المدينة، أكاذيب حواء، ميرامار، سفاح النساء، أونكل زيزو حبيبي)
صديق مقرب لرئيس دولة عربية
خلال دراسة «سعفان» بكلية الشريعة، تعرف على صديقه الذي سيصبح رئيسًا للجزائر فيما بعد، كان يعرف حينها باسم محمد إبراهيم بوخروبة، وأصبح اسمه هواري بومدين، بعدما أصبح أحد رؤساء الجزائر.
بدأت القصة حينما كان الفرنسيون يتعاملون مع الجزائريون الذين يحتلون بلادهم كمواطنين فرنسيين، ولكن من ناحية الواجبات فقط، إذ كان على الجزائري الالتحاق بالجيش الفرنسي عندما يبلغ سن الـ18، وعندما بلغ بومدين السن المطلوب، طلب للالتحاق بالجيش الفرنسي، فقرر مع مجموعة من أصدقائه الهروب من الجزائر، لإيمانهم بأن فرنسا بلد محتل وعدو، ولا يجوز خدمة جيشها، هربوا في البداية إلى تونس، وبعدها انتقلوا إلى مصر عبر الأراضي الليبية.
وفي مصر، التحق بومدين، الذي كان يعرف حينها بـ محمد إبراهيم بوخروبة، بجامعة الأزهر لدراسة الشريعة، وهناك التقى بصديقه إبراهيم سعفان، وبمرور الأيام يصبحان صديقان مقربان، فالاثنان لم يكن لهما أحد في القاهرة.
لم ينس بومدين صديقه عندما أصبح رئيسًا للجزائر وعند زيارته مصر في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، طلب منه أن يلتقي بـ إبراهيم سعفان، فتواصل السادات مع الإعلامي وجدي الحكيم للوصول إليه، الذي روى على لسان أحد أبناء سعفان، أن الفنان الراحل كان كتومًا، فلم يحكي لأحد أنه درس مع بومدين في الأزهر، ولا لقاءه له.


عشقه للمسرح
اعتبر إبراهيم سعفان المسرح بيته الأول، وأن العمل بالمسرح أساس النجاح لأي فنان، وهو الذي علم سعاد حسني القراءة والكتابة، فلم يكن والدها القادم من شمال سوريا قد أدخلها المدارس في القاهرة، من أهم أعماله: «30 يوم في السجن»، ومسرحية «الدبور»، و«أونكل زيزو حبيبي»، و«مذكرات الآنسة منال»، و«سفاح النساء»
مأساة حياته
من أصعب المواقف التي مرت في حياة «إبراهيم» هي وفاة 4 من أبنائه في عام واحد، إذ توفي 3 أولاد وفتاة بسبب إصابتهم بالجفاف، وبعدما أنجبت زوجته مرة أخرى أطلق على المولودة الجديدة اسم «رضا»، وبعدها أنجب 4 أبناء آخرين.
وفاته
وفي 13 سبتمبر عام 1982 تعرض إبراهيم لأزمة قلبية حادة وذلك أثناء مشاركته في أحد الأعمال الفنية أثناء التصوير في استوديوهات عجمان في الإمارات العربية المتحدة، وتم نقل الفنان إلى المستشفى بعجمان لكنه توفي عن عمر يناهز 58 عامًا.