كتب: محمود محمد

تفاصيل مثيرة كشفت أوراق القضية رقم ١٨٢٠ لسنة ٢٠٢٤، المعروفة إعلاميا بإسم طفل شبرا الخيمة، عن علاقة ودور شخص يُدعى «محمد.ع»، سمسار وتاجر أعضاء بشرية، بـ«طارق»، المتهم بقتل المجني عليه أحمد محمد، داخل شقته بعزبة عثمان بناءً على طلب من «صبي» من أصل مصري كان يقيم في دولة الكويت، مقابل ٥ ملايين جنيه مصري، وتصوير فيديوهات بذلك، قبل أن يضبط الإنتربول الدولي الصبي ووالده ويتم ترحيلهما إلى القاهرة.

تضمنت اعترافات المتهم «طارق»، أمام جهات التحقيق، أنه تعرف إلى «محمد.ع»، الشهير بـ«أبوحمزة» قبل نحو سنة و٧ أشهر، من خلال موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك»، وكان ذلك أثناء بحثه عن مشترِ لإحدى كٌليته.

«طارق»، قال عن «أبوحمزة»، إنه وسيط بين المتبرعين بالأعضاء البشرية والمرضى بمقابل مادي، ومن هنا توطدت علاقتهما إذ عرض عليه بيع كليته مقابل حصوله على ١٧٠ ألف جنيه، ولم يكتفِ بذلك فعاونه على العمل بمقهى في شبرا الخيمة عقب إتمام العملية الجراحية لاستئصال الكلية اليسرى بمستشفى شهير في منطقة التجمع الخامس.

وبعد حصول المتهم «طارق» على الأموال، استئجار شقة صغيرة في منطقة الشبراوي قبل أن ينقل معيشته إلى الشقة محل جريمة قتل الطفل أحمد محمد، بعزبة عثمان، حيث اشترى أثاثًا جديدًا واضطر إلى بيعه إثر مروره بضائقة مالية، ليفكر في إعادة الكرّة فعرض على الإنترنت بيع فص الكبد الخاص به، ليتواصل معه المتهم «علي الدين»، ١٥ عامًا، من دولة الكويت، ليطلب منه قتل طفل ونزع أحشائه وتصوير الجريمة مقابل حصوله على ٥ ملايين جنيه مصري، وهو ما نفذه.

بيان النيابة العامة

كشفت تحقيقات النيابة العامة في القضية رقم ١٨٢٠ لسنة ٢٠٢٤ إداري قسم أول شبرا الخيمة تفاصيل جديدة بشأن العثور على جثمان طفل يبلغ من العمر خمسة عشر عامًا بإحدى الشُقَقِ السكنية المُستأجرة.

وأوضحت التحقيقات أن المتهم أقدم على استدراج طفل آخر بعدما أنهى حياة الطفل «أحمد»، ليحصل على مبلغ ٥ ملايين جنيه المتفق عليه من المحرض المقيم بدولة الكويت، إلا أنه تم ضبطه قبل قيامه بذلك.

وتأكدت النيابة العامة أنها لم تعثر بمعاينتها على أي تجهيزات طبية تشير إلى أن المقصود هو تجارة الأعضاء البشرية، لكن التحريات أسفرت عن معرفة المتهم بالمتهم المصري المقيم بالكويت الذي استخدم في ارتكابها هاتفًا محمولًا مزودًا بشريحة اتصال يملكها والده.

وتابع بيان النيابة أنه بناء على تعليمات النائب العام، اضطلعت إدارة التعاون الدولي بمكتبه بالاتصال بالجهات المختصة بدولة الكويت والإنتربول الدولي؛ وأسفر الأمر عن ضبط المتهم ووالده وما بحوزتهما من أجهزة إلكترونية، وجرى ترحيلهما إلى مصر؛ فباشرت النيابة العامة استجوابهما وصولًا لأسباب ارتكاب الجريمة.

وأقر المتهم الأول الذي جاوز الخامسة عشرة من عمره أنه من أوعز لمرتكب الجريمة بارتكابها على نحو ما ورد بإقراره، قاصدًا من ذلك الاحتفاظ بالمقاطع المرئية لواقعة قتل الطفل المجني عليه والتمثيل بجثمانه حتى تسنح له فرصة بيعها ونشرها عبر المواقع الإلكترونية التي تبثها مقابل مبالغ مالية طائلة. كما قرر أنه سبق أن قام بهذا الفعل في مراتٍ سابقة، وجارٍ التحقق من صحة ذلك عن طريق فحص الأجهزة الإلكترونية الخاصة بالمتهم ووالده الذي ضبط معه وأنكر صلته بتلك الوقائع، وجارٍ استكمال التحقيقات.