كتبت : أميرة خالد

شهدت فعاليات مهرجان الغردقة أيضًا ندوة لتكريم المنتج هشام عبدالخالق، كشف خلالها عن العديد من الأسرار فى مشواره وهمه وأمنياته لصناعة السينما فى مصر عام ٢٠٢٥، بعد توليه منصب رئيس غرفة صناعة السينما، وقال: «بدأت حياتى كموظف فى بنك لمدة ٥ سنين، ولم أجد نفسى، ثم قررت فتح شركة كمبيوتر، ولم تستمر طويلًا، بعدها اتجهت للعمل كمساعد إنتاج، مع رياض العريان، ثم مدير إنتاج، حتى أنشأت شركة إنتاج فى دولة الإمارات عام ١٩٩٤، واكتشفت أن السينما من أصعب الصناعات، فكرة تقديم فكرة أو تيمة تلقى قبول أكبر شريحة من الجمهور، هذا أمر ليس سهلًا على الإطلاق».

 

وعن تميمة نجاح أى فيلم من عدمه أكد هشام عبدالخالق: «لا يأتى النجاح لأى فيلم إلا بتوفيق من الله سبحانه وتعالى، ومن يتوهم أن الإيرادات الضخمة لفيلمه سببها خبرة خاطئ، وكم من أفلام تعد مغامرات إنتاجية نجحت فى تحقيق نجاحات ضخمة جدًا». وتحدث عن أول أجر حصل عليه فى العمل بالسينما، مؤكدًا أنه تقاضى ٢٠٠٠ جنيه فقط.

 

وبخصوص التحديات التى تواجهها السينما فى مصر، أكد عبدالخالق: «منذ ٥ سنوات تقريبًا مصر تنتج ما من ٢٥ إلى ٣٠ فيلما فقط فى السنة، وهو عيب جدًا فى حق الصناعة المصرية، نعانى من مشاكل، وهو ما يؤلمنى، أبنائى الاثنان يعملان فى الصناعة، كم من المؤلفين والمخرجين قاعدين فى البيت بسبب أزمة السينما حاليًا».

 

وشدد: «معندناش بضاعة كتير، ومشكلتنا فى التوزيع وليس الإنتاج، أن الموزع يتعاقد على أفلام لنجوم بأعينهم دون الحصول على أفلام لنجوم شباب، الصناعة تتمتع بقوى إنتاجية ضخمة جدًا، من خلال الشراكات بين الجهات الكبرى، ومصر البلد الوحيد الذى يمتلك مقومات الصناعة كاملة فى الوطن العربى، لكنه يعانى من العشوائية فى العلاقات بين المنتج والمخرج، والمخرج والممثل، والمنتج والموزع، ونسعى من خلال اجتماعات دورية حاليًا لأعضاء غرفة صناعة السينما ولجنة السينما إلى حل أزمات ومشاكل السينما».

 

وعن الحلول أكد: «عودة فكرة باكيدج التوزيع للأفلام والقضاء على هيمنة اختيار وطلب الموزعين، أمر بات فى غاية الأهمية، وأسعى للتوصل لاتفاق مع الموزعين أن يحصلوا على أفلام صغيرة إلى جانب الأفلام الصغيرة لخلق جيل جديد من الممثلين، لكنه أمر صعب جدا مقاومته، يجب عودة نظام line up».

 

وتابع: «السينما المصرية بعافية، منذ فترة كورونا، وهدفى تقديم ٦٠ فيلما مصريا فى ٢٠٢٥، مقابل ٢٥ فيلما فى ٢٠٢٤، ونبحث استمرار تقديم وتنوع الأفلام المقدمة للجمهور».

 

وعن أجور وطلبات نجوم السينما قال: «الأمر بات صعبًا جدًا، الممثلون بيتخانقوا على الكرفانات، أحد النجوم طلب (كرافان) للمساعدين، وهناك منتجون يوافقون غصب عنهم على طلبات النجوم، والمغالاة فى الأجور هى سمة العصر».

وأكد المنتج هشام عبدالخالق أن المغالاة فى الأجور من جانب صناع السينما يجب أن يتم النظر فيها، وضرب مثالًا بالمخرج رؤوف السيد، مخرج فيلم الحريفة الجزء الأول، الذى حقق نجاحًا كبيرًا فى دور العرض، موضحًا أنه لن يقوم بإخراج الجزء الثانى من الفيلم بسبب طلبه أجرا أعلى فى قائمة أجور المخرجين فى صناعة السينما».

 

وشدد هشام عبدالخالق: «النجم أحمد عز هو الوحيد الذى يتعامل مع السينما باحترافية، ولا تشغله فكرة الأجر بشكل رئيسى، ويهتم بفكرة الفيلم ورسالته ومدى أهميته فى مشواره وتاريخه».

 

وأكد هشام عبدالخالق، رئيس غرفة صناعة السينما، قائلا: «نعانى من مشكلة من قلة دور العرض، ٨٠ ٪ من إيراد السينما يكون فى سينمات القاهرة، و١٥ ٪ من الإسكندرية، والباقى من المحافظات، فتحت مجمع سينمات فى طنطا، بسعر موحد ٩٠ جنيها للتذكرة، ومن المقرر أن أفتتح مجمع سينمات فى المنصورة بعد سنة، واكتشفت أن جمهور المحافظات خاص بالأعياد فقط، فى ظل ظروف صعبة تواجه دور العرض، ندفع مقابل استهلاك الكهرباء ٤٠٠ ألف جنيه شهريًا».

 

وتابع: «السينما المصرية حققت إيرادات فى شهر ٧ تقدر بـ ١٠٠ مليون، وتراجعت فى شهر أغسطس إلى ٦٥ مليونا».

 

وتابع: «وقت التحضيرات الخاصة بمسلسل أبوالعلا البشرى، جلست مع محمد فاضل، والسيناريست أسامة أنور عكاشة، واتفقنا على أن ضرورة أن يكون البطل الفنان محمود مرسى، كان وقتها النجم والمخرج والمؤلف يحصلون على ٥ آلاف جنيه فى الحلقة، وطلب محمود مرسى وقتها ٦ آلاف جنيه فى الحلقة، لأننا شركة مقرها الإمارات، وتم توقيع العقد وحصل على أجر أول حلقة، وفوجئت بأن محمود مرسى عاد مرة أخرى بعد ساعة على المكتب، وقالى أنا الحقيقة طلبت أكثر من حقى، من فضلك عدل العقد وأنا سأحصل على ٥ آلاف، وطلب أن يكون له مساعد ليساعده فى حفظ المشاهد، وحينما سألته عن السبب قالى تحدثت مع صديق لى وأخطرنى بأن منطق الزيادة فى الأجر لمجرد علمى أن الشركة فى الإمارات ليس أمرًا صحيحًا، وقلت له من صديقك حتى أشكره؟، قالى: ضميرى».