قال الكاتب أحمد مراد إن الفنانة منى زكى كانت الخيار الأول منذ اللحظة الأولى لتجسيد بطولة فيلم «الست»، الذى يتناول السيرة الذاتية لأسطورة الغناء العربى أم كلثوم، مؤكدًا أن اختيار بطل أو بطلة لفيلم بهذا الحجم يخضع لمعايير دقيقة وواضحة.

وأوضح مراد، فى تصريحات صحفية ، أن هناك أربعة عوامل رئيسية تحكم اختيار بطل العمل، مشيرًا إلى أن هذه العوامل اجتمعت بالكامل فى منى زكى، وهو ما جعلها الخيار الأول بلا منازع، قائلًا: «العامل الأول هو الخبرة، فمنى زكى تمتلك رصيدًا كبيرًا من الخبرة الفنية يؤهلها لتقديم شخصية بحجم أم كلثوم. هى ليست ممثلة عادية، بل ذكية، ودؤوبة، وتختار أعمالها بعناية شديدة، وكل دور تقدمه يحظى بتقدير الجمهور».

وأضاف أن العامل الثانى يتمثل فى الالتزام والانضباط المهنى، موضحًا: «منى زكى تتمتع بأخلاقيات مهنية عالية، ولديها قدرة كبيرة على التركيز والتفانى الكامل أثناء العمل، وهو ما يجعلها مؤهلة للتعامل مع تحديات شخصية معقّدة مثل أم كلثوم».

وتابع مراد أن العامل الثالث، والأهم، هو الشكل والمظهر، لافتًا إلى أن كثيرين لا يعرفون الشكل الحقيقى لأم كلثوم فى الثلاثينيات والأربعينيات، قائلًا: «كانت قصيرة القامة وصغيرة الجسم، وكانت ترفض التصوير على المسرح فى كثير من الأحيان، لأنها كانت تنزعج من ذلك».

وأشار إلى أن هذه التفاصيل انعكست بوضوح فى الفيلم، موضحًا: «عندما كانت تقبل التصوير، كان يجب أن يتم بأساليب محددة، مثل التصوير من أسفل أو من مسافات بعيدة، أو ارتداء كعب عالٍ وفستان طويل. كل هذه العناصر كانت متوفرة فى منى زكى، وقدرتها على تجسيد هذه التفاصيل جاءت بشكل رائع».

واختتم أحمد مراد حديثه بالتأكيد على أن منى زكى لا تكتفى بالأداء التمثيلى فقط، بل تسهم أيضًا فى تطوير النص، قائلًا: «منى زكى تعمل على تطوير السيناريو نفسه، وتضيف إليه، وهو ما ينعكس فى النهاية على قوة الشخصية وعمقها».