محمد أيمن البخاري يكتب: حملة تنضيف التيك توك نجحت.. لكن ياترى مين ينضف اليوتيوب

محمد أيمن البخاري يكتب: حملة تنضيف التيك توك نجحت.. لكن ياترى مين ينضف اليوتيوب


في الفترة الأخيرة، أصبحت قضية “مروة” المعروفة إعلاميًا بـ”بنت الرئيس” مادة خام للتريند والسبوبة الإعلامية. وبدلًا من أن ينشغل الرأي العام بالاتهامات الأخطر، مثل تجارة الأعضاء، انشغل كثيرون باستغلال اسمها وقصتها لجذب المشاهدات. فجأة ظهر لنا جيش من المحامين، هذا يقول: “أنا الموكَّل الرسمي”, وذاك يرد: “لا، أنا الوحيد الذي يتولى القضية”. وآخر يصرّح: “هي ممنوعة من الطعام”, بينما غيره يؤكد: “بل تأكل في السجن ومطمئنة”. وفي النهاية؟ مجرد تصريحات متناقضة، هدفها الحقيقي ليس كشف الحقائق، بل حصد المشاهدات والأرباح. 


وفي خضم هذه الضوضاء، طفت على السطح قضية سعد الصغير وطليقته، التي اتهمته بقتل جنينها داخل رحمها، بل ووجهت له تهمًا تتعلق بتجارة الأعضاء! ولكن بدل أن تُطرح القضية بأسلوب جاد ومحترم يكشف الحقائق، تحولت إلى عرض عبثي، وكأننا أمام حلقة من مسلسل هزلي، الغرض منه إثارة الضحك والجدل لا أكثر


ولا يمكننا إنكار أن حملة التطهير على منصة تيك توك قد لاقت إعجابًا واسعًا من الجمهور، حيث شعر البعض أن هناك أخيرًا من يواجه الفوضى. وفي هذا الصدد، لا يسعنا إلا أن نتوجه بالشكر لرجال الشرطة على مجهودهم الملحوظ في مواجهة هذه التجاوزات وملاحقة المخالفين. لكن الصادم هو أن ما يحدث على يوتيوب أكبر وأخطر، إذ يتم بناء قصص كاملة على الشائعات، ويتم استهلاكها لأسابيع وشهور، في حين تُترك القضايا الحقيقية في الظل.


ونحن في قناتنا على منصة اليوتيوب ومجلتنا على ميوزيك” لسنا جددًا على هذا التحذير؛ ففي مقالات سابقة منذ أكثر من عام، تحدثنا بالتفصيل عن جرائم التيك توك وما يحدث فيه من تجاوزات وخطورة على المجتمع من خلال مقالنا بتاريخ 28/8/2024 بعنوان تجار السبوبة الإعلامية ومقال بتاريخ 11/7/2023 بعنوان التيك توك ملهى ليلى داخل بيوتنا ارحمونا يا بشر واليوم نعيد النداء، ولكن هذه المرة لفتح العيون على ما يجري في يوتيوب أيضًا، لأنه أصبح بيئة خصبة لترويج الإشاعات وتضليل الجمهور تحت غطاء “المحتوى”. 


ثم نأتي إلى بدرية طلبة، التي أثارت الجدل مؤخرًا بسبب ظهورها المتكرر على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديها للبعض بأسلوب مليء بالشتائم والهجوم. والسؤال هنا: هل يُفترض بالنجوم أن يكونوا قدوة ويتحلوا بأخلاق المهنة، أم أن السعي وراء التريند بات مبررًا كافيًا لتجاوز القيم والحدود؟ ما يحدث الآن لا يسيء فقط لصورة الفنان، بل يرسّخ في أذهان الجمهور، وخاصة الشباب، أن السب والشجار هما الطريق الأسرع للشهرة.

الخلاصة… أصبحت السوشيال ميديا سوقًا كبيرًا، يتاجر فيه الكثيرون بسمعة القضايا وسمعة الأشخاص، بينما يدفع الجمهور الثمن، إذ يُلهى عن القضايا الحقيقية بخلافات واستعراضات لا تمت للحقيقة بصلة

Share:

التعليقات

أضف تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مميزة بعلامة *