مقالات
محمود خطاب يكتب: سبوبة الترندات.. التنمر على الفنانين
في العصر الرقمي الذي نعيش فيه، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي منصة أساسية للتواصل بين الفنانين وجماهيرهم. بينما توفر هذه المنصات فرصة للفنانين للتفاعل مع معجبيهم وبناء قاعدة جماهيرية واسعة، إلا أنها في الوقت نفسه أصبحت ساحة للتنمر الإلكتروني على الفنانين هي ظاهرة متزايدة تبرز بوضوح، حيث يتعرض المشاهير والفنانون لموجات من الهجوم اللفظي والانتقادات الجارحة بشكل غير مبرر، مما يثير تساؤلات حول تأثير هذا التنمر على حياتهم الشخصية والمهنية.
و يعد التنمر اللفظي من أكثر أشكال التنمر شيوعًا على الإنترنت. يواجه الفنانون يوميًا تعليقات سلبية تتعلق بمظهرهم، أدائهم الفني، أو حتى حياتهم الشخصية. هذه التعليقات قد تكون جارحة وتفتقر إلى أي نقد بناء.
وقد انتشر عبر الإنترنت العديد من الشائعات التي تستهدف الفنانين، وغالبًا ما تكون مغلوطة أو مبالغ فيها. يقوم البعض بترويج أخبار غير صحيحة حول حياتهم الشخصية أو المهنية بهدف إلحاق الضرر بهم وتشويه سمعتهم.
ويستخدم بعض المتنمرين السخرية والاستهزاء من الفنانين، سواء في مظهرهم أو طريقة كلامهم أو أعمالهم الفنية، بهدف التقليل من شأنهم أو إضعاف مكانتهم في المجتمع.
و كثيراً ما يتعرض الفنانون للمقارنة بينهم وبين زملائهم بطريقة تهدف إلى انتقاصهم أو تقليل إنجازاتهم، مما يخلق منافسة سلبية وضغوطاً إضافية على الفنان.
وفي بعض الأحيان، يقوم المتنمرون بالتحريض على حملات كراهية ضد فنان معين، حيث يدعون الجمهور إلى مهاجمة الفنان عبر الإنترنت أو حتى مقاطعة أعماله الفنية.
بعض الفنانين يتبعون استراتيجية التجاهل وعدم الرد على التعليقات السلبية أو المسيئة. هذه الاستراتيجية تساعد على تقليل تفاعل المتنمرين وتجنب إشعال المزيد من الجدل.
ومن أهم أمثلة التنمر على الفنانين كان وجود هجوم علي الفنانة نادية الجندي بعد ظهورها في حفل جوائز Joy Awards بفستان مكشوف البطن، حيث اعتبر البعض أن هذه الإطلالة لا تناسب عمرها، بينما رأى آخرون أنها غير ملائمة بشكل عام، برغم تعرضها لهذه الظاهرة، تستمر في تقديم أعمالها الفنية وتتعامل مع التنمر بحكمة وصبر. إلا أن الحل الأمثل يكمن في تعزيز ثقافة الاحترام والحد من السلوكيات السلبية على الإنترنت، مما يتيح للفنانين العمل في بيئة أكثر دعمًا واحترامًا. وليست الأولى التي تتعرض للإنتقادات والتنمر. هي جزء من ظاهرة أوسع يعاني منها العديد من الفنانين والمشاهير في عصر التواصل الاجتماعي. بينما تقدم وسائل التواصل فرصًا للتواصل مع الجمهور، إلا أنها في نفس الوقت تفتح الباب أمام موجات من الهجوم والتنمر.
تأثير التنمر على الفنانين
الآثار النفسية: التنمر الإلكتروني يمكن أن يؤدي إلى آثار نفسية خطيرة على الفنانين. العديد منهم يعانون من القلق، الاكتئاب، والتوتر نتيجة الهجمات المتكررة عليهم عبر الإنترنت. وقد يؤدي التنمر المستمر إلى تدهور صحتهم النفسية على المدى الطويل.
العزلة الاجتماعية: بعض الفنانين قد يختارون الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي أو حتى الابتعاد عن الأضواء لتجنب الهجمات المتكررة والتنمر. هذا الانسحاب قد يؤدي إلى فقدان التواصل مع جمهورهم ويؤثر على مسيرتهم الفنية.
التأثير على الإنتاج الفني: التنمر قد يؤثر على إبداع الفنانين وجودة أعمالهم. الضغط النفسي الناتج عن الهجمات المستمرة يمكن أن يقلل من تركيزهم ويدفعهم إلى التردد في إنتاج أعمال جديدة خوفًا من الانتقاد أو الهجوم.
الشعور بالعجز أو عدم الرضا: حتى مع النجاح والشهرة، يمكن أن يشعر الفنان بالعجز أمام موجات التنمر. قد يتسبب ذلك في فقدان الثقة بالنفس والشعور بعدم الرضا عن الأداء الشخصي، بغض النظر عن مدى تحقيقهم للنجاح المهني.
ويجب أن تكون هناك قوانين وتشريعات صارمة تعاقب على التنمر الإلكتروني، خاصة ضد الشخصيات العامة التي تكون عرضة لهذه الهجمات بشكل أكبر. بعض البلدان بدأت بالفعل في تطبيق قوانين تحمي الأفراد من التنمر عبر الإنترنت.
من المهم أن يدرك الجمهور أن الفنانين هم بشر أيضًا ولديهم مشاعر وأحاسيس.
دعم الجمهور للفنانين ومساندتهم ضد المتنمرين يمكن أن يكون له تأثير كبير على تقليل التنمر وتشجيع بيئة إيجابية على الإنترنت.
التعليقات