المجتمع والحوادث
نيفين مندور.. نجـمة «اللـي بالـي بـالك» التـــــــي غيّبها المرض عن الأضواء حتى رحيلها
تحقيق: هبة الطوخي
وفاة نيفين مندور تعيد فتح ملف الدعم النفسي للفنانين
نهاية مأساوية وصدمة فنية.. الوسط الفني يودّع نيفين مندور
لم تكن نيفين مندور مجرد ممثلة عابرة في ذاكرة السينما المصرية، بل كانت واحدة من الوجوه التي خطفت الأنظار سريعًا ثم اختفت في صمت، قبل أن يعود اسمها للواجهة مرة أخرى ولكن هذه المرة مرتبطًا بخبر الوفاة، في نهاية مؤلمة لمسيرة قصيرة ومضطربة.
وُلدت نيفين مندور في مصر، وبدأت مشوارها الفني في نهاية التسعينيات، حيث لفتت الأنظار بملامحها الهادئة وحضورها المختلف عن النمط السائد آنذاك. جاءت انطلاقتها الحقيقية من خلال السينما، وليس الدراما التلفزيونية، وهو ما منحها انتشارًا سريعًا.
الانفجار الفني.. «اللي بالي بالك»
عام 2003 شكّل نقطة التحول الأهم في حياتها الفنية، عندما شاركت في فيلم «اللي بالي بالك» أمام النجم محمد سعد، وحققت من خلاله شهرة واسعة، خاصة بعد نجاح الفيلم جماهيريًا.
رغم أن الدور لم يكن بطولة مطلقة، إلا أن نيفين مندور أصبحت حديث الجمهور، واعتبرها البعض وقتها من الوجوه المرشحة بقوة لنجومية قادمة.
مسيرة قصيرة وأعمال محدودة
بعد هذا النجاح، شاركت نيفين في عدد محدود من الأعمال السينمائية، من بينها:
«يا أنا يا خالتي»
«عشان ربنا يحبك»
لكن الغريب أن خطواتها الفنية لم تكن بنفس سرعة النجاح الأول، وبدأت أدوارها تقل تدريجيًا، وسط غيابها عن الدراما التلفزيونية التي كانت تشهد طفرة كبيرة في تلك الفترة.
الانسحاب الغامض من الساحة
مع منتصف الألفينات، اختفت نيفين مندور تمامًا عن الأضواء، دون إعلان رسمي عن اعتزالها الفن.
لاحقًا، تبيّن أنها عانت من أزمات نفسية وصحية أثّرت على استقرارها وحياتها العامة، وهو ما أدى إلى ابتعادها الكامل عن الوسط الفني، في وقت كانت فيه في أمسّ الحاجة للدعم لا التهميش.
المرض والوحدة
بحسب مصادر مقربة، عانت نيفين في سنواتها الأخيرة من مرض نفسي حاد، ودخلت في دائرة عزلة قاسية، بعيدًا عن زملاء المهنة والإعلام.
لم تُعرض حالتها بشكل إنساني في وسائل الإعلام، بل عادت للظهور فقط من خلال أخبار متفرقة تحمل طابعًا صادمًا، دون الالتفات إلى الجانب الإنساني وراء القصة.
وفاة نيفين مندور حرقًا داخل شقتها
في واقعة صادمة أعادت اسمها إلى الواجهة بعد سنوات من الغياب، توفيت الفنانة المصرية نيفين مندور داخل شقتها، في حادث مأساوي كشفت التحقيقات الأولية أنه ناتج عن حريق نشب داخل المسكن، ما أدى إلى وفاتها في الحال.
تفاصيل الواقعة
بحسب مصادر أمنية، تلقت الأجهزة المختصة بلاغًا يفيد باندلاع حريق داخل شقة الفنانة نيفين مندور، وعلى الفور انتقلت قوات الحماية المدنية إلى موقع الحادث، حيث تم السيطرة على النيران، ليُعثر على جثمانها داخل الشقة.
وأوضحت المعاينة الأولية أن الوفاة وقعت نتيجة التعرض للحريق، فيما تم نقل الجثمان إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة، التي باشرت التحقيق للوقوف على ملابسات الحادث وأسبابه. وحتى الآن، لم تُعلن الجهات الرسمية بشكل قاطع ما إذا كان الحريق عرضيًا أم ناتجًا عن إهمال أو شبهة جنائية، حيث أمرت النيابة، بانتداب المعمل الجنائي لفحص موقع الحريق وإعداد تقرير فني حول أسباب اندلاع النيران والاستماع إلى أقوال الجيران وشهود العيان
وكشفت أقوال عدد من الجيران وشهود العيان تفاصيل الساعات الأخيرة قبل وفاة الفنانة نيفين مندور داخل شقتها، إثر الحريق الذي اندلع في ظروف لا تزال قيد التحقيق.
قال أحد الجيران: «لاحظنا انبعاث رائحة دخان قوية من الشقة في وقت متأخر، وبعد دقائق بدأ الدخان يخرج من الشرفة، فقمنا بإبلاغ الحماية المدنية فورًا».
وأكدت جارة تقيم في نفس العقار: «نيفين كانت ساكنة لوحدها، وكانت هادئة جدًا، ومش بتختلط بحد، وكنا نادرًا ما نشوفها، لكنها لم تكن تسبب أي مشكلات».
وأضاف شاهد عيان: «ما سمعناش أي صراخ أو استغاثة، كل اللي حصل إن الدخان زاد فجأة، وبعدها وصلت المطافي والإسعاف».
وقال أحد سكان العقار: «آخر مرة شوفناها قبل الحادث بيوم أو اتنين، كانت طبيعية، مفيش حاجة غريبة، وكانت داخلة الشقة بهدوء زي عادتها».
وأشار مصدر من الأهالي إلى أن: «النار ما كانتش منتشرة في كل الشقة، لكن واضح إن الدخان كان كثيف، وده ممكن يكون سبب الوفاة».
صدمة في الوسط الفني
سادت حالة من الحزن بين عدد من الفنانين والجمهور، الذين عبّروا عن صدمتهم من النهاية المأساوية لنجمة عرفها الجمهور في أوج شبابها، ثم غابت دون ضجيج، لتعود في خبر وفاتها المفجع.
وسادت حالة من الذهول بين عدد من الفنانين والعاملين في الوسط، خاصة أن نيفين مندور كانت واحدة من الوجوه التي حققت شهرة سريعة في بداية الألفينات قبل أن تختفي تمامًا عن الساحة.
وأكد مقربون من الوسط الفني أن خبر الوفاة جاء صادمًا وغير متوقع، وأثار موجة من التعاطف الإنساني قبل أي حديث فني.
تفاعل عبر مواقع التواصل
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الحزن والاسترجاع، حيث تداول فنانون ونقاد صورًا قديمة لنيفين مندور من أعمالها السينمائية، مع تعليقات عبّرت عن:
الأسف لنهاية موهبة اختفت مبكرًا
الحزن على قسوة العزلة التي عاشتها
الدعاء لها بالرحمة والمغفرة
اعتبر عدد من النقاد أن قصة نيفين مندور تتجاوز كونها خبر وفاة، بل تمثل جرس إنذار حول التعامل مع النجوم بعد انطفاء الأضواء، مؤكدين أن الفن لا يجب أن يتخلى عن أبنائه في أصعب لحظاتهم.
رحيل صامت وذاكرة باقية
رغم غيابها لسنوات طويلة، فإن اسم نيفين مندور عاد بقوة إلى الواجهة بعد رحيلها، لتبقى حاضرة في ذاكرة الجمهور من خلال أدوار قليلة لكنها مؤثرة، ونهاية مؤلمة تركت أثرًا عميقًا في قلوب محبيها.







التعليقات