هاي ميوزيك فن
«فنانون تحت قبة البرلمان».. الفنان النائب.. ضرورة مجتمعية أم مجرد موضة عابرة؟
قراءة في مدى ملاءمة الخبرة الفنية لمهام التشريع والرقابة
تقرير: مريم يعقوب
من أول ما خُطّت أول عضوية… نجوم على مقاعد القرار على مر عقود، مرّ على البرلمان المصري عدد من نجوم الفن، سواء بالتعيين أو بالانتخابات. بين الأسماء اللى سجلت حضورها:
■ محمود المليجي
أول فنان يُعيّن رسمياً في برلمان مصري (مجلس الشورى) عام 1980 وبعد وفاته، جاء على نفس الدرجة: محمد عبد الوهاب الموسيقار الأيقوني ، اللي شغل مقعد برلماني بعد المليجي.
■ اما من جيل السينما القديمة: أمينة رزق، ثم مديحة يسري — كلّ واحدة منهم اختيرت في قائمة المعينين لمجلس الشورى.
■ اما اللى تم انتخابها انتخابيًا أكثر من انه يكون تمثيل للشعب): فايدة كامل اللي انتخبت عن دائرة «حي الخليفة» وظلت في البرلمان لمدة 34 سنة، قبل لما تخرج من الحياة السياسية.
■ كذلك الفنان الراحل حمدي أحمد اللي مثّل دائرة «بولاق» في مجلس الشعب والفنان يحيى الفخرانى والفنانة سميرة أحمد.
■ وفي العصر الحديث، واضح أن الفن والبرلمان ماشيين مع بعض: يحيى الفخراني وسميرة عبد العزيز مثّلوا الوسط الفني في مجلس الشيوخ مؤخرًا.
كلهم مثّلوا محاولة لدمج الفن بالسياسة والمجتمع فهل نجحت التجربة؟
من نجح وأثر… ومن فشل أو اختفى
■ فايدة كامل كانت واحدة من أطول الفترات البرلمانية من الوسط الفني حوالي 34 سنة وكان هذا استمرار طويل في التمثيل الشعبي يعكس ثقة متكررة من ناخبيها، وبيدل على أن جزء من الجمهور فعلاً قبل إن فنان يمثلهم، مش بس كممثل، بل كنائب.
■ أمينة رزق
استخدمت منصبها للدفاع عن المرأة وقضايا المجتمع، ومن ضمن مواقفها المطالبة بتعديل قوانين الأحوال الشخصية، وملاحقة قضايا الفساد ضمن ما يُنسب لتقاريرها وقتها
■ مديحة يسري
رغم خوفها الأول، إلا أن دخولها الشأن العام عبر البرلمان كان بدافع خدمة ثقافة وفن المجتمع، وكان بيمثل فرصة لإيصال صوت الفنان داخل القرار.
كلهم نجحوا إلى حد ما في تحويل نجوميتهم إلى مصداقية: جمعوا بين الشعبية وبين تمثيل حقيقي لمن يحملون ثقتهم في صناديق الاقتراع أو عبر التعيين.
تجارب لم تكمل… أو لم تترك أثر حقيقي
البعض الآخر من الفنانين اللى تم تعيينهم — رغم الشهرة — رغم ان لم يُسجّل لهم نشاط برلماني مُطلوب، أو اختفوا بعد فترة، هنا المقعد كان «شرفي» أكثر من انه وظيفة خدمية ملموسة. كثير من الحالات دى لم تتبلور فيها إنجازات واضحة قصاد الناس، والجمهور بدأ يشك: هل الفنان فعلاً مؤهل للقرار؟ وللا مجرد واجهة إعلامية؟
2025 فرصة… ولا تكرار للتجارب القديمة؟
وجود ياسر جلال، خالد جلال، وأحمد مراد في مجلس الشيوخ فرصة حقيقية لو استُغلت صح.
لأن كل واحد فيهم جاي من خلفية فنية مختلفة، وقدامهم ملفات مهمة فى وقت مفتقدين فيه لدور الفن الحقيقى فى بناء اجيال محتاجة لزرع القيم والاصول والانتماء والوطنية، لو قدروا يمشوا في الاتجاه ده.. ممكن تجربة 2025 تتحول لأقوى مرحلة في تاريخ مشاركة الفنانين بالحياة التشريعية.
لكن لو كانت المشاركة مجرد صورة أو كرسي… هيكرروا نفس أخطاء ناس كتير قبليهم وده لان التحديات مش سهلة امام الفنان اللى تم ترشحه خاصة لمنصب منتخب من غير خلفية سياسية أو اجتماعية قوية، لانه بيزيد من شبهة «نفسنة» الأمور: يعني يمثل دوره العادي (شهرة)، مش دور بيتطلب دراية بقضايا الناس ومعاناتهم.
زى لما شوفنا محاولات ترشح أُعلن عنها ثم انسحب منها بعض الفنانين، خوفًا من الانتقادات أو قلة التأييد.
الجمهور مش دائمًا بيكون مستعد يتقبل إن الفنان يكون نائب؛ بعضهم بيشوف إن الفن مجال مختلف، مش سياسة، وبيخاف إن الشهرة تتحول لـ”استعراض” بدلآ من خدمة حقيقية.
هل الفنان المصري مؤهل لحياة عامة؟
الفنان عنده قاعدة جماهيرية واسعه و ده ممكن يساعده ينطلق برؤية اجتماعية بسرعة، ويكون صوت مؤثر.
كثير من الفنانين عندهم خلفيات اجتماعية بسيطة، وعندهم إحساس بالمعاناة اليومية — ده ممكن يخليهم أكثر قربًا لقضايا الناس.
وساطة إعلامية: لما نجم يتكلم من داخل البرلمان، الإعلام بيبصله فهو فرصة لشو إعلامي + اهتمام بقضايا المجتمع.
اما تنوع في التمثيل: الفن لايعنى فقط تمثيل، فيه موسيقى، مسرح، إعلام فوجود فنان في البرلمان ممكن يدعم قضايا ثقافية وفنية مهمّة.
اما عن العيوب اللى ممكن تعوق الفنان من ممارسة هذا العمل هو قلة الخبرة السياسية أو التشريعية: البرلمان عمل احترافي عبارة عن قوانين، لجان، موازنات مش «كاميرا وبوست». الفنان مش دايمًا مجهز.
التشكيك في الجدية بعض الجمهور والنقاد بيشوفوا إن الفنان “مش جدي” غرضه شهرة.
■ الاستغلال الإعلامي: في بعض الحالات بيُستخدم اسم الفنان كواجهة بدون دعم حقيقي، فتتحول العضوية لـ”ديكور” مش خدمة.
■ تراجع الفن: لما الفنان يخوض السياسة بشراسة، ممكن الشغل الفني يتأثر، والجمهور يهمل فنه.
هل بيقبل فكرة فنان في البرلمان؟
في قناعة بأن الفكرة ممكن تنجح بشرط الجدية، لكن فيه خشية من استغلال الشهرة بلا تنفيذ. وفي النهاية ، ثقة الناس بتعتمد على النتائج مش على الاسماء
النجاح مش مضمون… لكن ممكن
دخول الفنان للعمل العام سواء عبر التعيين أو الانتخاب — مش «عيب» بطبيعته. بالعكس، ده ممكن يكون جسر بين الفن والمجتمع. لكن النجاح مش مضمون. لازم:
■ يكون عنده رؤية واضحة، ومعرفة بمشاكل الناس، وصوت حيّ يبلّغ فعلاً هموم المجتمع.
■ يتعامل مع دوره بجدية، مش كأنه «جائزة شرفية».
■ ما ينشغلش بالشهرة أو السياسة الإعلامية فقط، لكن بالحلول والمتابعة.
التجارب الناجحة — زي فايدة كامل أو أمينة رزق أو مديحة يسري — بتثبت إن الفنان لو قدر يوازن بين نجوميته ومسئوليته، ممكن يكون نائب حقيقي للشعب. أما غير كده… هتغلب صورة «الفنان السياسي» — وده غالبًا بيزعّل الناس من الاثنين: من الفن ومن السياسة لان الشعب محتاج ممثلين حقيقيين مش فقط على المسرح والكاميرا
في النهاية.. الفن مش بس ترفيه، والفنان مش مجرد نجم.
هو شاهد على المجتمع… مرايته… وصوت مشاعره.
وعشان كده، وجود الفنان داخل البرلمان أو مجلس الشيوخ ممكن يكون واحد من أهم الجسور اللي تربط بين وجدان الناس وقرارات الدولة.
لكن المعادلة دقيقة:
الفنان لازم يعرف إنه مش جوه دور… ده واقع ومسؤولية.
ولو قدر يحوّل موهبته لصوت حقيقي يخدم البلد.. ساعتها التجربة مش بس هتنجح… هتبقى مثال يُدرّس في تاريخ العلاقة بين الفن والسياسة في مصر.


التعليقات