«أشغال شقة جدًا» يحتفي بتصدره المسلسلات الكوميدية في رمضان ٢٠٢٥... تفاصيل

«أشغال شقة جدًا» يحتفي بتصدره  المسلسلات الكوميدية في رمضان ٢٠٢٥... تفاصيل

تنافست العديد من الأعمال الكوميدية هذا العام فى موسم دراما رمضان ٢٠٢٥، وتميزت بتنوع فى الأفكار والشخصيات، وعلى الرغم من ذلك، لم تثر العديد من هذه الأعمال اهتمام الجمهور كما كان متوقعًا، بينما حقق مسلسل «أشغال شقة جدًا» صدى واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعى، وظهرت مؤشرات نجاحه بشكل كبير، وفى هذا السياق تحدثت «المصرى اليوم»، مع مجموعة من النقاد الفنيين للحديث عن الأعمال الكوميدية فى موسم دراما رمضان.
الناقد الفنى طارق الشناوى قال إنه من المؤكد أن مسلسل «أشغال شقة جدًا» يُعدّ من أبرز الأعمال الكوميدية لهذا العام، حيث استطاع أن يُحدث حالة من البهجة فى المنازل العربية، ليس فقط فى مصر، وهو ما يُحسب له، حالة البهجة هذه لم تكن تعتمد فقط على الأداء الفردى للممثلين، بل على النسق العام للعمل وفكرته، الذى أعطى للمسلسل طابعًا خاصًا، ما يميز هذا العمل هو أنه يعتمد على حالة مبهجة فى تفاصيله، وليس مجرد مشاهد كوميدية مفتعلة، وهذا هو سر نجاحه، كما أن شيرين وخالد دياب، قدما نصًا قويًا ومتجددًا، كما أن المفاجآت التى تظهر كل حلقتين، مثل شخصية الشغالة التى كانت تساهم فى تحريك أحداث المسلسل، كانت جزءًا كبيرًا من عناصر الجذب.



أما بالنسبة لمسلسل «شهادة معاملة طفل»، للفنان محمد هنيدى، أوضح «الشناوي»، أنه لا شك أنه من أهم علامات الكوميديا فى تاريخنا، لكن فى السنوات الخمس عشرة الأخيرة، يبدو أنه لا يزال يبحث عن علاقة جديدة مع الجمهور، ولم يتمكن بعد من إيجاد صيغة متوافقة مع مرحلته العمرية وما يقدمه من أعمال، الكوميديا تغيرت، ونحن نعيش فى وقت لم يعد فيه الجمهور يضحك لمجرد تقديم مشهد كوميدى تقليدى، بل أصبحنا بحاجة إلى تقديم حالة مبهجة تتناغم مع الواقع والمواقف بشكل أعمق وأكثر تعقيدًا، يبدو أن هنيدى يعمل خارج الزمن، ولا يزال يعتمد على نفس الأسلوب الذى كان يلقى قبولًا فى الماضى، بينما يتطور الذوق العام ويبحث عن شيء مختلف.
تحدث «الشناوى» عن مسلسل «عقبال عندكوا» لـ حسن الرداد وإيمى سمير غانم، رغم أن إيمى تمتلك خفة دم واضحة، إلا أن أسلوب حسن الرداد كان يُقلّد الكوميديا القديمة، التى تعتمد على المبالغة فى التعبيرات، وهذا يجعل الحكاية التى يتم تقديمها لا تكتمل بشكل مؤثر، بوجود هذا الأسلوب المبالغ فيه، يفشل العمل ولا يحقق النجاح المتوقع، مما يؤثر سلبًا على أداء إيمى أيضًا، إيمى قد تكون أكثر نجاحًا لو كانت تقدم أسلوبًا كوميديًا مختلفًا، ولا تتبع نفس المنهج المبالغ فيه الذى يؤدى إلى الفشل.




أما بخصوص الجزء الثالث من «أشغال شقة جدًا»، قال «الشناوى»: «أؤيد وجود جزء ثالث إذا كان هناك تطور حقيقى فى الفكرة وتقديم شخصية جديدة تؤثر فى سير الأحداث، مثل شخصية الشغالة التى كانت محورية فى الجزء الأول، تغيير فكرة الشغالة وتطوير شخصيتها يمكن أن يُسهم فى تجديد دماء الكوميديا ويسمح بتعدد الأجزاء، وهو ما سيسهم فى استمرار العمل بشكل قوى، فى حال كانت الكتابة والإخراج بقيادة شيرين وخالد دياب موقنين أن قطار الكوميديا يسير بسرعة أكبر، فمن المحتمل أن يُحقق الجزء الثالث نجاحًا أكبر».
وأشار «الشناوى»، إلى أن مسلسل «الكابتن» رغم النجاح الذى حققه فى البداية، تراجع خطوة عن المكانة التى وصل إليها بسبب فكرة «سبات الموتى» التى تم الاعتماد عليها فى كثير من المشاهد، الفكرة نفسها قد تكون مثيرة فى البداية، ولكن تكرارها بكثرة فى الحلقات أدى إلى فقدان فاعليتها، الأفكار الكوميدية التى تتكرر بشكل مفرط تفقد تأثيرها مع مرور الوقت، ولا تترك نفس الأثر الذى تتركه فى البداية، فعندما يُكرر نفس «الأفيه» أو الموقف الكوميدى عدة مرات، يفقد فاعليته ويبدأ الجمهور فى التوقع لما سيحدث، وبالتالى يضعف التأثير الكوميدى، كما ذكرت، كان يجب على أكرم حسنى وفريق العمل أن يدركوا من البداية أن هذا الأسلوب لن يكون دائمًا فعالًا وأنه لا يمكن الاعتماد على نفس الميكانيزم لفترات طويلة.



من جانبها قالت الناقدة ماجدة خير الله، أن الأعمال الكوميدية هذا العام تتنوع من حيث المستوى، حيث هناك أعمال تتسم بالضعف، وأخرى تحقق نجاحات ملحوظة. من بين الأعمال المحبطة، كان مسلسل «شهادة معاملة طفل» حيث كان من المتوقع عودة نجم كبير حقق نجاحات سابقة، لكنه اختار نصًا ضعيفًا، بالإضافة إلى أن أدائه كان قديمًا ومفتعلًا، مما جعله أحد أسوأ عناصر المسلسل، محمد هنيدى، مشكلته الكبرى تكمن فى أنه لم يدرك أنه فى أزمة، هو لا يعى أن الكوميديا تطورت وأن أسلوبه الذى كان ناجحًا فى الماضى لم يعد يلقى نفس التقدير من الجمهور اليوم، لا يبدو أنه مستعد للاعتراف بأن الأسلوب الذى يقدمه قد أصبح مكررًا وغير مجدد، هذا الوضع يشبه الفنان الذى يصر على تقديم نفس النكتة مرارًا وتكرارًا، وهو أمر طبيعى أن يفقد تأثيره مع مرور الوقت، فى المقابل، هناك أعمال كوميدية على مستوى جيد، مثل مسلسل «أشغال شقة جدًا» الذى يقدم تجربة جديدة كل يوم، حيث يضع الأبطال فى مواقف مختلفة، المسلسل يحقق بعض النجاح بسبب العناصر الأساسية فيه مثل هشام ماجد ومصطفى غريب، ومحمد عبد العظيم. كما أن الشخصيات ضيوف الشرف فى كل حلقة تضيف نكهة للعمل، بالنسبة لوجود جزء ثالث، فإذا كانت الأفكار التى سيتم تناولها فى الأجزاء التالية لا تضيف شيئًا جديدًا، فمن الأفضل أن يتوقفوا عند الجزءين الأولين، لأن الاستمرار فى تقديم نفس الفكرة بدون تجديد يمكن أن يضر بالعمل ويؤدى إلى تراجع جودته.

قالت «خير الله» إن مسلسل «الكابتن» لأكرم حسنى، الذى شهد بعض الحلقات الجيدة، ولكن بشكل عام، مستوى المسلسل هذا العام أقل مقارنة بالأعمال التى قدمها فى السنوات الماضية، يقترب الموضوع بشكل عام من موضوع مسلسل «الوصية»، حيث يسعى الشخصيات لتحقيق أمنية معينة، لكن العمل فى مجمله لم يقدم إضافة جديدة ولم يكن مبتكرًا، مما أثر على جودته، أما أفضل مسلسل كوميدى هو «النص»، أولًا، يتميز بوجود ابتكار جديد يعكس إبداعًا ملموسًا فى تفاصيل العمل بشكل عام، بالإضافة إلى ذلك، اختيار الأبطال لم يكن عشوائيًا، بل هو اختيار مجموعة من الشخصيات التى تضيف حيوية وانتعاشًا للأحداث، المسلسل يعيدنا إلى زمن لم نعشه نحن، لكنه ينقلنا إليه بطريقة تجعلنا نشعر وكأننا جزء منه. ومن المميز أن كل حلقة من الحلقات تزوّدنا بمعلومات حقيقية حول تفاصيل هذا الزمن أو بعض جوانب الحياة التى قد لا نعرفها. وبذلك، يمكن القول إن هذا المسلسل هو من أنجح الأعمال الكوميدية التى أعيدت صياغتها بشكل مبتكر.




تحدثت عن الجزء الثالث من مسلسل «كامل العدد ++»، وأوضحت أنه دخل فيه عناصر جديدة تختلف تمامًا عما اعتدنا عليه فى الأجزاء السابقة، بعض هذه الشخصيات لم تكن مفهومة تمامًا فى البداية، مثل شخصية حسين فهمى، حيث كان من الصعب تحديد علاقته ببقية الشخصيات فى المسلسل، كما أن بعض الشخصيات الأخرى، مثل شخصية «شريف سلامة»، بدأت تتقلص أدوارها بشكل ملحوظ، حيث كان دوره فى البداية مؤثرًا ومهمًا، لكنه الآن أصبح محدودًا، خاصة بعد أن اعتزل العمل ليقتصر على مراقبة ابنته فقط، ويبدو أن الأجزاء الأولى كانت أكثر تميزًا، وكان من الأفضل لو أنهم توقفوا عند جزأين فقط، ففى الجزء الثالث، بدأ عنصر الكوميديا يتراجع بشكل كبير، وهناك بعض المشاهد واللقطات مثل ظهور ابنة محمد صلاح، تبدو غير مرتبطة بالأحداث الرئيسية للمسلسل، وكان تأثيرها ضعيفًا على تطور القصة، وأيضًا فكرة ظهور نجوم رياضيين مثل «ميدو»، فإن هذه المشاركات كانت عشوائية إلى حد ما، ولم تضف كثيرًا للأحداث أو تأثيرها.
قالت الناقدة ماجدة موريس، إن مسلسل «شهادة معاملة أطفال» لمحمد هنيدى قد اعتمد بشكل كبير على أدائه كبطل للعمل، بدلًا من التركيز على السيناريو الذى كان من المفترض أن يكون أكثر تماسكًا، ومن الغريب أن نرى الشخصية ترفع المسدس بشكل متكرر فى مواجهة الآخرين دون تقديم تفسير مقنع لهذا التصرف.
بالنسبة لمسلسل «عقبال عندكوا»، حسن الرداد وإيمى سمير غانم، أوضحت أنه شهد محاولات لإضحاك المشاهد باستخدام أساليب قديمة، مثل تغيير الشكل واللعب بالملامح والأداء، وهى أساليب لم تعد قادرة على إضحاك المشاهد فى الوقت الحالى. بل على العكس، قد تدفع هذه الأساليب إلى السخرية من العمل، ومسلسل «أشغال شاقة ++»، فإن الكوميديا فيه تعتمد على المواقف التى تضع الأبطال فى ورطة أو مشكلة، وهذا هو السبب فى إعجاب جمهور جديد به، ومع ذلك، من الأفضل ألا يتم تقديم جزء ثالث من المسلسل، وإلا سيواجه نفس مصير الأعمال الأخرى التى تراجعت جودتها بعد تكرار الأجزاء، فالقصة نفسها لا تحتمل التكرار، وهناك العديد من القصص الحياتية فى مصر التى يمكن أن تكون مصدر إلهام لقصص جديدة.

img
الكاتب

أميرة خالد

التعليقات

أضف تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مميزة بعلامة *