«الإسماعيلية للسينما التسجيلية» يختتم فعالياته اليوم

«الإسماعيلية للسينما التسجيلية» يختتم فعالياته اليوم

يختتم مهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية فعاليات دورته الـ٢٦، مساء اليوم، بإعلان جوائز مسابقاته المختلفة، وبعد مجموعة من الفعاليات المتنوعة التى شهدتها الدورة الحالية بين عروض الأفلام والندوات النقاشية والورش السينمائية التى أقبل عليها الجمهور.

وعلى مدار أسبوع كامل، تابعنا عن كثب عروض الأفلام، الندوات، والورش، حيث شهدت الدورة العديد من الإيجابيات وأيضًا بعض السلبيات التى أثارت الجدل بين الحضور، وشهدنا عرض أفلام متميزة ناقشت موضوعات متنوعة ما بين اجتماعية وثقافية وسياسية، فى مجملها تنتصر للإنسانية، وهى التيمة التى يسعى المهرجان دائمًا إلى دعمها.

\"\"ضيوف المهرجان الأجانب فى صورة تذكارية\"\"

كما نجح المهرجان فى استقطاب الجمهور والتواصل مع شباب وأطفال الإسماعيلية من خلال تنظيم ورش تعليمية حول صناعة السينما.

إلا أن هناك بعض الملاحظات التى لا يمكن إغفالها، أبرزها تأخر المطبوعات وتوزيع برنامج العروض والندوات فى بداية المهرجان، مما تسبب فى استياء بعض الحضور، قبل أن يتم تدارك الأمر فى اليوم التالى للافتتاح.

\"\"إعلان مسابقة النجوم الجديدة\"\"

وبالحديث عن حفل الافتتاح، فقد غاب عنه وزير الثقافة د. أحمد فؤاد هنو، ولم يتم إرسال أى ممثل عنه، رغم أن المهرجان تنظمه الوزارة، كما غاب محافظ الإسماعيلية اللواء أكرم محمد جلال، وحضر بدلًا منه المهندس أحمد عصام الدين. 

كما جاء الحفل غير مرتب، وخرج بصورة بسيطة دون إجراء أى بروفات مسبقة، بسبب تأخر وصول المسؤولين عن المهرجان، وفى مقدمتهم المخرجة هالة جلال، التى وصلت إلى الإسماعيلية قبل انطلاق الحفل بساعتين فقط.

\"\"ندوة «الفيلم التسجيلى خارج حدود العاصمة»\"\"

ومن بين الأزمات التى ظهرت بوضوح أيضًا، مشكلة تنظيمية تتعلق بتسكين الضيوف فى فندق الإقامة خلال اليوم الأول، حيث اضطر بعضهم للانتظار أكثر من أربع ساعات حتى يتم توفير غرف لهم، رغم دعوتهم رسميًا من إدارة المهرجان، مما أدى إلى اعتراضات وانفعالات واضحة بينهم.

وشهدت الأيام الماضية إعلان جوائز مسابقة النجوم الجديدة، وكشفت لجنة التحكيم برئاسة إنصاف وهيبة، وضمّت فى عضويتها كلًا من إسلام كمال وبسام مرتضى عن جوائز المسابقة، حيث حصل على جائزة أحسن فيلم «أربعة أيام» للمخرج إسماعيل جميعى، بينما ذهبت جائزة لجنة التحكيم لفيلم «ماما» للمخرجة سمر الفقى، وتنويه خاص لفيلم «داجن» للمخرج يوسف إمام. 

وتمثل هذه المسابقة منصة فنية هامة تسلط الضوء على المواهب الصاعدة فى صناعة الأفلام المصرية، وتمنح الفرصة للمبدعين الناشئين لعرض أعمالهم واكتساب الدعم الذى يحتاجونه.

\"\"جانب من ورشة لصناعة سينما الأطفال\"\"

وتمكّنت المسابقة هذا العام من جذب مشاركات من مختلف أنحاء مصر، حيث عرضت أفلامًا من القاهرة، الإسكندرية، أسوان، المنصورة، وغيرها من المدن، بما يعكس التنوع الجغرافى والفكرى، وتنوعت الأعمال المشاركة بشكل لافت، بين أفلام روائية، وأفلام وثائقية شخصية، ورسوم متحركة، وأفلام تجريبية، حيث تناولت موضوعات متعددة مثل الهوية، والذاكرة، والتحديات الاجتماعية، ما أضفى عمقًا فنيًا وفكريًا على العروض.

وتميزت المسابقة بتفاعل قوى بين صانعى الأفلام والجمهور، حيث شهدت جلسات مناقشة حية عقب العروض، تحدث خلالها المبدعون عن التحديات التى واجهوها والإلهام الذى دفعهم لتقديم أعمالهم. هذه الحوارات الغنية أضافت بعدًا إنسانيًا وفنيًا للحدث، مما جعل المسابقة ليست مجرد عرض أفلام، بل منصة حية للتبادل الثقافى والفكرى بين صناع السينما والجمهور.

\"\"مهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية\"\"

وقد نجحت المسابقة فى تحقيق هذا النجاح بفضل جهود فريق العمل، بقيادة أحمد نبيل، الذى شارك فى البرمجة مع حبيبة الفقى.

من ناحية أخرى شهدت فعاليات المهرجان العديد من الندوات، منها ندوة بعنوان «الفيلم التسجيلى خارج حدود العاصمة» بحضور المبرمجة السينمائية صفاء مراد والمخرج مدحت صالح والكاتب حمادة زيدان وأدار النقاش المخرج ياسر نعيم، وبدأت الندوة بعرض غادة الشربينى، مسؤول الأنشطة الثقافية فى معهد جوتة بالقاهرة، فيلما يعرض لقطات من مشروع السينما خارج حدود العاصمة.

\"\"جانب من فعاليات مهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية\"\"

وقالت «الشربينى» إن أول جزء من إتمام المشروع كان يدور حول الإدارة الثقافية وكيفية التقدم للمنح المختلفة والتعامل مع السوشيال ميديا والصحفيين وأيضاً كيفية التعامل مع الممول وإقناعه بالمشروع، كما تضمن المشروع عرض المنح المتوسطة والكبيرة ثم دعوة الصحفيين، للتعرف على المشاريع التى تم تنفيذها وعرضها على الجمهور. 

وأعرب المخرج الشاب مدحت صالح عن أمنيته لنشر الثقافة السينمائية فى المدن البعيدة عن العاصمة، وقال إنه من محبى السينما وقرر فى عام ٢٠١١ الانتقال للقاهرة لتعلم الفنون السينمائية، ثم قرر العودة لسوهاج لنشر الثقافة والعلم لجميع محبى صناعة الأفلام. وبالفعل بدأ أول ورشة فى عام ٢٠١٥ فى محاولة لبناء مجتمع فنى من خلال تعليم شباب آخرين.

\"\"جانب من فعاليات مهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية\"\"

وأضاف أن أهم التحديات التى تواجه صناع الأفلام المستقلة هى عدم وجود دعم مادى وخاصة مع المؤسسات غير المعروفة بعد، وتحدث عن عدم تمثيل المجتمع الصعيدى بشكل واقعى فى الدراما والسينما المصرية، فاللهجة التى يتم عرضها لا تمثل حقيقة أهل الصعيد، وضرب مثلاً بمحافظة سوهاج التى يوجد بها حوالى ١٠ لهجات مختلفة، موضحا أنه نفسه تربى فى بيت من أم إسكندرانية وأب سوهاجى لذا لهجته خليط بين الاثنين، كما أنه مقيم فى المدينة وليس بالقرى لذا لهجته تختلف عن أهل القرى.

\"\"جانب من فعاليات مهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية\"\"

وقال حمادة زيدان إنه سعى لخلق مجتمع مغاير عن النمطية السائدة لذلك تم إنشاء مؤسسة مجراية لصناعة الأفلام القصيرة والمستقلة، بعد أن تلقى العلم فى العاصمة، ثم قرر العودة إلى مدينته ملوى، فلقد بدأت المؤسسة عملها بعرض الأفلام فقط ثم قامت بصناعة الأفلام، وتم إنتاج ٣ أفلام قصيرة وصناعة غيرها من الأفلام.

كما أعلن «زيدان» عن إقامة فعالية أسبوع الأفلام فى مدينة ملوى للفيلم القصير، وأبدى رغبته فى عرض الأفلام الفائزة فى مهرجان الإسماعيلية السينمائى الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة فى هذه الدورة المتميزة. 

وأقر حمادة زيدان أن صعوبة عروض الأفلام كانت تظهر فى أن الجمهور لا يرى أفلاما مستقلة إلا فى وجود ضيوف صناع الفيلم. ولكن حاليا «مجراية» لديها جمهور ثابت، واعترف بأن هناك تأثيرا كبيرا من الفن على أهل ملوى لذا لهجته اختلفت. 

واعترفت المبرمجة السينمائية صفاء مراد المدير الفنى لمهرجان أسوان بأن أبرز المشاكل فى الثقافة السينمائية هى وجود فجوة فى محافظة أسوان على سبيل المثال، فالجمهور لا يرى سينما أصلا، والمحافظة كلها يوجد بها دار عرض واحدة فقط، ولكن يوجد فى أسوان عدد من المؤسسات المستقلة لدعم السينما، وأضافت أن المهرجانات الفنية هدفها نشر الفن والأفلام فى جميع الأنحاء البعيدة.

وعن تأثير الفن على جمهور المدن خارج العاصمة قالت صفاء، إن فى بعض الأحيان تحاول المدن البعيدة عن العاصمة الخروج عن هويتها والبعد عن ثقافتها أو تقليد ما تراه فى أفلام أخرى وهناك آخرون من يتمسكون بقضايا مجتمعهم.

كما أقيمت فى قصر ثقافة الإسماعيلية ندوة للفيلم التسجيلى الطويل الكوبى «سجلات العبث» للمخرج ميجيل كويولا الذى يشارك ضمن مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة ضمن فعاليات الدورة الـ٢٦.

وكشف كويولا أن فكرة الفيلم بدأت تترسخ فى ذهنه منذ عامين تقريبًا، بعدما لاحظ الرقابة المشددة التى تفرضها السلطات فى كوبا، هذه الرقابة، التى تكاد تكون غير مرئية للزوار الأجانب، دفعت المخرج إلى اتخاذ قرار مغامر: تقديم فيلم يعكس هذه التناقضات الاجتماعية والسياسية العميقة التى يعانى منها المجتمع الكوبى.

واختار كويولا أسلوبًا فنيًا مختلفًا عن أعماله السابقة، التى كان يدمج فيها بين الأسلوب التقليدى والخيالى. 

وفى «سجلات العبث»، اعتمد على تسجيلات صوتية سرية تم التقاطها بهواتف محمولة مخفية، وهو ما أضاف بعدًا جديدًا للعمل. وبحسب المخرج، فإن هذه التسجيلات الصوتية كانت تُسجل دون علم الأفراد المعنيين، مما سمح له بتقديم صورة غير مزخرفة للواقع الاجتماعى والسياسى فى كوبا.

وتدور أحداث الفيلم حول كشف التناقضات التى تختبئ فى صميم الديناميات السياسية والاجتماعية فى كوبا، تلك التى غالبًا ما تكون غائبة عن أعين الزوار أو حتى المواطنين العاديين، من خلال استخدام الصوت والصورة معًا، استطاع كويولا تسليط الضوء على واقع قد يكون غامضًا بالنسبة للكثيرين، ومع تصاعد الرقابة، أصبح من الصعب تقديم هذا النوع من الأعمال دون أن تكون هناك مغامرة حقيقية فى تقديمه للجمهور.

من ناحية أخرى اختتمت بمكتبة مصر العامة، ورشة لصناعة سينما الأطفال، تحت إشراف المخرجين مينا ماهر وحازم مصطفى، وتضمنت الورشة، تعليم التصوير وكتابة السيناريو والمونتاج عن طريق ألعاب تفاعلية متنوعة تناسب المرحلة العمرية، كما تم عرض أفلام الأطفال التى تم تصويرها كتدريبات، وذلك أمام متخصصين، بهدف زيادة وعى الأطفال بالسينما، كما تم عرض فيلمى «أوضتين وصالة»، للمخرج مينا ماهر، و«فليحيا أبوالفصاد»، للمخرج حازم مصطفى، ودارت حلقة نقاشية للرد على استفسارات الأطفال.

استمرت الورشة ثلاثة أيام واختتمت بتوزيع شهادات حضور للأطفال وألعاب مخصصة لتعليم السينما من تصميم شركة الكشك وألعاب أخرى، وأدوات دراسية.

img
الكاتب

مريم يعقوب

التعليقات

أضف تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مميزة بعلامة *