هاي ميوزيك فن
بالتفاصيل ..أفلام المهرجانات تصل دور السينما فى مصر والوطن العربى
أُقيمت احتفالية فى إحدى دور السينما الكبرى مؤخرًا، للإعلان عن انطلاق مبادرة تهدف إلى عرض الأفلام العربية المشاركة فى المهرجانات الدولية داخل دور العرض السينمائية بمختلف أنحاء العالم العربى، فى تجربة تُعد الأولى من نوعها لعرض أفلام المهرجانات تجاريًا أمام الجمهور العام.
وتستمر المبادرة، التى تحمل عنوان «سينماد»، لمدة ثلاثة أشهر، تتضمن خلالها عرض أكثر من ٢٠ فيلمًا عربيًا سبق مشاركتها فى مهرجانات دولية مرموقة، ونجحت فى حصد عدد من الجوائز، فى محاولة لخلق جسر تواصل بين أفلام المهرجانات والجمهور غير المتخصص.
وانطلقت الفعالية بعرض ثلاثة أفلام قصيرة، عُرفت بمشاركاتها اللافتة خلال العامين الماضيين فى عدد من المهرجانات السينمائية، وهى: «ستين جنيه» للمخرج عمرو سلامة، و«سموكى آيز» للمخرج على على، و«سيمو» للمخرج عزيز زرمبة.
واتسمت الأفلام الثلاثة بثيمة مشتركة تدور حول العلاقات الاجتماعية؛ إذ تناول فيلم «ستين جنيه» قضية التفكك الأسرى، بينما ركّز «سيمو» على الخلافات الحادة بين الأشقاء، فى حين عاد «سموكى آيز» إلى قصة تجمع بطليه فى القاهرة عام ٢٠١٣، مقدّمًا معالجة إنسانية لعلاقة شخصية فى ظل ظرف اجتماعى ضاغط.
وتضم المبادرة عددًا من الأفلام العربية البارزة، من بينها الفيلم التونسى «صوت هند رجب» للمخرجة كوثر بن هنية، ممثل تونس فى سباق جوائز الأوسكار، الذى يعرض فى ٢٢ دور عرض بمصر، وفى ٥١ دور عرض فى السعودية، و٣٧ فى الإمارات، و١٢ فى قطر، و١٢ فى العراق، و٩ فى عُمان، و٨ فى الكويت، و٩ فى البحرين، و٦ فى الأردن، و١ فى سوريا.
تدور أحداث الفيلم فى ٢٩ يناير ٢٠٢٤، حيث تلقى متطوعو الهلال الأحمر اتصالاً طارئًا، من طفلة فى السادسة من عمرها عالقة فى سيارة تحت نيران الاحتلال فى غزة، تتوسل لإنقاذها، وبينما كانوا يحاولون إبقاءها على الخط، بذلوا قصارى جهدهم لإحضار سيارة إسعاف إليها، كان اسمها هند رجب.
الفيلم من كتابة وإخراج كوثر بن هنية، وهو إنتاج تونسى- فرنسى مشترك، وشارك فى بطولة الفيلم سجا الكيلانى ومعتز ملحيس وكلارا خورى وعامر حليحل، وتصوير خوان سارمينتو جى، ومونتاج قتيبة برهمجى، ماكسيم ماتيس، وكوثر بن هنية، وموسيقى تصويرية أمين بوحافة، ومصمم الإنتاج باسم مرزوق.
وفى وقت سابق، كان قد أعلن موقع Deadline أن نجوم هوليوود، براد بيت، وخواكين فينيكس، ورونى مارا، والمخرجين ألفونسو كوارون، وجوناثان جليزر، من بين الأسماء البارزة التى انضمت إلى فريق عمل الفيلم كمنتجين منفذين، وذلك بعد إعجابهم بالفيلم، كما يشارك ديدى جاردنر، وجيريمى كلاينر من شركة الإنتاج «بلان بى»، التابعة لبراد بيت كمساعدى إنتاج، ومن بين الشخصيات العامة البارزة الأخرى التى انضمت إلى المشروع كمنتجين منفذين، الصحفية المنتجة جيميما خان، ورجل الأعمال الكندى والمؤسس السابق لشركة «ليونزجيت» فرانك جيسترا، ومصممة المجوهرات والشخصية الاجتماعية البارزة سابين غيتى.
وفى عرضه العالمى الأول بمهرجان فينيسيا السينمائى الدولى، حظى فيلم صوت هند رجب باستقبال حافل بتصفيق تجاوز العشرين دقيقة، وحقق إنجازا تاريخيا بفوزه بسبع جوائز خلال المهرجان، وهى جائزة الأسد الفضى للجنة التحكيم الكبرى للمهرجان، بجانب عدة جوائز على هامش المهرجان، منها الشبل الذهبى، جائزة الصليب الأحمر الإيطالى، جائزة أركا للسينما الشبابية، تنويه سينما من أجل اليونيسف، «Premio Sorriso Diverso» (الابتسامة المختلفة)، إلى جانب جائزة إنريكو فولتشينونى (اليونسكو).
عُرض الفيلم بعدها فى أكثر من ١٥ مهرجانا دوليا، منها افتتاح مهرجان الدوحة السينمائى وختام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، وفاز بعدة جوائز منها جائزة الجمهور للفيلم الروائى، مبلغ قدره ٢٠٠٠ يورو للمخرجة وجائزة الأنشطة الاجتماعية للطاقة بمهرجان سينيميد مونبلييه للفيلم المتوسطى بفرنسا، وجائزة الجمهور بمهرجان موسترا فالنسيا السينمائى الدولى، وجائزة الجمهور لأفضل فيلم روائى بمهرجان ليدز الدولى للأفلام، وجائزة الجمهور بمهرجان وارسو السينمائى فى بولندا، والجائزة الكبرى لأفضل فيلم لعام ٢٠٢٥ بمهرجان «جنت» السينمائى ببلجيكا.
ويعرض أيضًا الفيلم الفلسطينى «فلسطين ٣٦» للمخرجة آن مارى جاسر، ممثل فلسطين فى سباق الأوسكار، إلى جانب فيلم «يونان» للمخرج أمير فخر الدين، والفيلم الفلسطينى «كان ياما كان فى غزة» للمخرجين طرزان وعرب ناصر.
وتشارك مصر بعدد من الأفلام فى المبادرة، من بينها: «جحر الفئران» لمحمد السمان، «٥٠ متر» ليمنى خطاب، «المستعمرة» لمحمد رشاد، «٦٠ جنيه مصرى» لعمرو سلامة، «سموكى آيز» لعلى على، و«سيمو» لعزيز زرمبة.
كما تضم المبادرة أفلامًا من دول عربية مختلفة، منها من لبنان فيلم «كلب ساكن» لسارة فرانسيس، ومن السودان «ملكة القطن» لسوزانا ميرغنى، ومن ليبيا الفيلم الوثائقى «بابا والقذافى» لجيهان، ومن فلسطين «شكرًا لأنك تحلم معنا» لليلى عباس، ومن تونس أفلام «الاختفاء» لكريم موساوى، «وين ياخذنا الريح» لآمال قلاتى، «سماء بلا أرض» لأريج السحيرى، «اغتراب» لمهدى هميلى، «عصفور جنة» لمراد بن الشيخ، و«آية» لماية عجمية.
كما تشارك الجزائر بفيلم «١٩٦ متر» للمخرج شكيب طالب بن دياب، والمغرب بفيلم «خلف أشجار النخيل» لمريم بن مبارك، وسوريا بفيلم «أثر الأشباح» لجوناثان ميليت، فيما يمثل الصومال فيلم «قرية قرب الجنة» للمخرج مو هاراوى.
وقال المخرج عمرو سلامة إن هذه الاحتفالية تمثل دليلًا واضحًا على أن السينما القصيرة يمكن أن تمتلك جمهورًا حقيقيًا، وأن يكون لها متابعون وقادرة على التأثير فى المشهد الثقافى بشكل عام، وليس فقط ضمن إطار المهرجانات، بل أيضًا على المستوى التجارى. وأوضح أن هذه الفعالية تمثل اختبارًا حقيقيًا لمدى قرب الأفلام القصيرة من الجمهور العام، معربًا عن أمله فى تفاعل الجمهور معها باعتبارها تجربة مهمة.
وأضاف عمرو سلامة، فى تصريحات صحفية ، أنه أخرج فيلم «٦٠ جنيه»، من بطولة زياد ظاظا: «زياد أصبح نجمًا موهوبًا ولديه قاعدة جماهيرية كبيرة، سواء كممثل أو كمغنٍ، وقد حظى الفيلم بتفاعل لافت خلال عروضه فى المهرجانات، خاصة بين فئة الشباب، وأتمنى أن تُطرح هذه النوعية من الأفلام على المنصات الرقمية حتى تصل إلى شريحة أوسع من الجمهور».
من جانبه، قال بطل الفيلم زياد ظاظا، فى تصريحات صحفية ، إن تجربة عرض الأفلام القصيرة فى دور السينما تُعد خطوة مُسعدة للجميع، خاصة له، مشيرًا إلى أن فيلم «٦٠ جنيه» يُعرض حاليًا فى دور السينما بعد مشاركته فى الدورة السادسة من مهرجان الجونة السينمائى. وأضاف أن الفيلم يتناول عددًا من القضايا الاجتماعية، من بينها العنف الأسرى، إلى جانب موضوعات إنسانية أخرى.
وفى السياق نفسه، قال المخرج على على، مخرج فيلم «سموكى آيز»، إن الأفلام القصيرة تُعد مساحة مهمة للشباب لصناعة تجاربهم السينمائية الأولى، معتبرًا المبادرة خطوة إيجابية تشجع على مشاهدة هذا النوع من الأفلام وفتح المجال أمام وجود منتجين مهتمين بها.
وأشار إلى أن جمع خمسة أفلام قصيرة فى عرض واحد يمتد لساعة ونصف يُعد جهدًا كبيرًا من القائمين على المبادرة.
وأضاف على على، فى تصريحات صحفية ، أن معاييره فى إخراج الإعلانات تختلف عن السينما، لافتًا إلى أن الإعلانات المصرية شهدت تطورًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، سواء على مستوى الأفكار أو التنفيذ.
التعليقات