بفوز للسينما العربية .. مهرجان «كان» يختتم فعاليات دورته الـ78

بفوز للسينما العربية .. مهرجان «كان» يختتم فعاليات دورته الـ78

فعلتها السينما الإيرانية، وفعلها المخرج الإيرانى المعارض جعفر بناهى، وتمكن من حصد «سعفة» الدورة الـ ٧٨ لمهرجان كان السينمائى الدولى، رغم تقييد تحركاته وسجنه من قبل السلطات الإيرانية ٦ سنوات، ومنعه من السفر لـ٢٠ عاما، وفقا لقرارات سابقة، وفاز «بناهى» بـ«سعفة» كان خلال حفل الختام للدورة الـ٧٨ للمهرجان وتسلمها بنفسه، بعد أن عانى في دورات سابقة للمهرجان من عدم القدرة على الحضور والمشاركة في فعاليات المهرجان لظروف سجنه، وحصد «بناهى» السعفة الذهبية- وهى أرفع جوائز مهرجان كان – عن فيلمه «حادث بسيط» ليسدل المهرجان العريق الستار على دورته الـ٧٨ لمهرجان كان السينمائى الدولى، أمس الأول، بعد ١٢ يوما من الفعاليات وعروض الأفلام والكثير من الانتصارات للسينما «المختلفة» والتى تحمل موضوعات جريئة وجديدة.

تمكن المخرج الإيرانى الشهير جعفر بناهى من حصد السعفة الذهبية عن فيلمه «حادث بسيط» أو un simple accident، وهى المرة الأولى التي يحضر فيها «بناهى» بعد ١٥ عاما من تواجده في «كان»، إذ طالما أعيق حضوره بسبب سجنه أو تقييد تحركه من السلطات الإيرانية، وتم الحكم عليه بعدم السفر طوال ٦ سنوات في ٢٠١٠، وعدم صنع الأفلام لمدة ٢٠ عاما، إلا أن «بناهى» تمكن من صناعة فيلمه الجديد سرا، وشارك به في مهرجان كان.

وليست المرة الأولى التي يتلقى فيها الإيرانى جعفر بناهى -٦٤ عاما- «سعفة» كان، فقد سبق أن حصد ٣ جوائز في المهرجان، رغم القيود المشددة التي تفرضها السلطات الإيرانية على تحركاته طوال العقدين الماضيين.

واستغل «بناهى»، المعروف بمعارضته للنظام الإيرانى، فرصة فوزه في المهرجان بالسعفة الذهبية، وتسلمه لها من الممثلتين جوليت بينوش وكيت بلانشيت، ليوجه رسالة سياسية وإنسانية عن الحرية في بلاده، وقال باللغة الفارسية، وفق الترجمة التي قدمها المهرجان: «أعتقد أن هذه اللحظة مناسبة لسؤال كل الناس، جميع الإيرانيين، بكل آرائهم المختلفة، داخل إيران وخارجها، أن يضعوا جانبا كل الخلافات، فالأمر الأهم في هذه اللحظة هو بلدنا وحرية بلدنا».

وخلال تسليمه الجائزة، أشادت الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، رئيس لجنة التحكيم للدورة الـ٧٨، بدور الفن في مواجهة التحديات، وقالت: «الفن يستفز ويطرح الأسئلة ويبدّل الأوضاع، إنه يحرك الطاقة الإبداعية لأثمن وأحيا ما فينا، إنها قوة قادرة على تحويل الظلام إلى غفران وأمل وحياة جديدة».

نادية ميلتى

من ناحية أخرى وفى مفاجأة ثانية بحفل ختام المهرجان حصلت الفرنسية نادية مليتى- ٢٣ عاما- على جائزة أفضل ممثلة عن أول دور سينمائى لها في فيلم «الأخت الصغيرة»، أو«La petite dernier» إخراج حفصية حرزى، والذى جسدت «مليتى» خلاله دور طالبة رياضية رُصدت في اختبار أداء، وعمرها ١٧ عاما، وهى شابة مسلمة تكتشف مثليتها الجنسية، والفيلم مقتبس من رواية سيرة ذاتية للكاتبة فاطمة دعاس صادرة عام ٢٠٢٠.

مخرجي «كان ياماكان في غزة» يفوزان بجائزة «نظرة ما»

وفاز الفيلم الدرامى الكوميدى «كان ياما كان في غزة» للمخرجين طرزان وعرب ناصر بجائزة أفضل مخرج في قسم «نظرة ما»، أعرب المخرجان الفلسطينيان التوأمان طرزان وعرب ناصر عن امتنانهما لهذا التكريم.

وكان الفيلم قد تلقى، بعد عرضه الأول بالمهرجان، إشادات نقدية حيث وصفته كلوتيلد تشينيتشى من موقع «لاود آند كلير» بأنه «فيلم ضرورى ومميز وله أهمية سياسية» وكتبت «مع كان ياما كان في غزة، أثبت طرزان وعرب ناصر استخدامهما البارع للعناصر التقنية لصناعة الأفلام في فيلم رائع، وغنائى في بعض الأحيان، من خلال استخدامهما الديناميكى للكاميرا والإضاءة الآسرة»، كما أشاد جوناثان رومنى من موقع ScreenDaily بتأثير الفيلم، قائلًا: «هذا الفيلم المكثف والمحكم يجب أن يحظى باهتمام واسع بعد عرضه في قسم (نظرة ما)»

أكينولا ديفيز جونيور وحسن هادى يحملان جائزتيهما

وكتب جوردان مينتزر من هوليوود ريبورتر عن دلالات الفيلم في ظل الأوضاع الحالية «رغم صغر نطاقه، فإن الفيلم واسع الدلالة، خاصة في ضوء ما جرى منذ السابع من أكتوبر. يا ما كان في غزة يصوّر بشاعرية شخصيات تبذل أقصى ما في وسعها في مكان لا يقدم لها سوى القليل من الخيارات وفرص أقل».

المخرج جواكيم تيير يحتفل بفوزه بالجائزة الكبرى

وتدور أحداث فيلم «كان ياما كان في غزة» في غزة عام ٢٠٠٧ حول طالب شاب اسمه يحيى، يُكوّن صداقة مع أسامة، صاحب مطعم ذى كاريزما وقلب كبير، يبدآن معًا في بيع المخدرات أثناء توصيل ساندويتشات الفلافل، لكن سرعان ما يُجبران على مواجهة شرطى فاسد وغروره المُتضخم.

أعضاء لجنة التحكيم

واستمر الحضور العربى اللافت في الدورة الـ٧٨، فبجانب فوز فيلم «كان ياما كان في غزة» بجائزة أفضل إخراج في قسم «نظرة ما»، حصد المخرج الفلسطينى توفيق برهوم السعفة الذهبية لأفضل فيلم قصير عن فيلمه «أنا سعيد لأنك مت الآن – Im Glad Youre Dead Now»، في فئة جوائز الأفلام القصيرة، كما حصد العراقى حسن هادى جائزة أفضل فيلم أول: «كعكة الرئيس – The Presidents Cake» في قسم الكاميرا الذهبية (Caméra dOr).

أيضا فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة فيلم «رجل الستة مليارات دولار» ليوجين جاريكى، وفاز بجائزة الاتحاد الدولى لنقاد السينما فيلم «العميل السرى» لكليبر ميندونسا فيلهو، وفاز بجائزة لجنة التحكيم الفيلم الكولومبى «شاعر – Un Poeta» إخراج سيمون ميسا سوتو.

الأخوان داردان

وحصد فيلم «The Mysterious Gaze of the Flamingo» للمخرج دييجو سيبيديس على الجائزة الكبرى، كما منحت جائزة فيبريسى لقسم «نظرة ما» لفيلم Urchin للممثل والمخرج هاريس ديكنسون، وجائزة لجنة التحكيم لفيلم «A Poet» من إخراج سيمون ميسا سوتو، وحصد البرازيلى فاجنر مورا جائزة أفضل ممثل عن «العميل السرى»، وحصد فيلم «القيامة – Resurrection» للمخرج الصينى بى جان جائزة خاصة.

وفى مشهد مألوف لفوزهما بالجوائز في مهرجان كان السينمائى طوال مشوارهما حصد الأخوان البلجيكيان «داردان» جائزة أفضل سيناريو عن فيلمهما «أمهات شابات- Jeunes Mères»

img
الكاتب

أميرة خالد

التعليقات

أضف تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مميزة بعلامة *