أخبار النجوم
تعرف على تفاصيل اللحظات الأخيرة فى حياة المخرج داوود عبدالسيد قبل رحيله
رحل عن عالمنا المخرج والسيناريست الكبير داوود عبدالسيد، صباح اليوم، عن عمر ناهز 79 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، تاركًا خلفه إرثًا سينمائيًا يُعد من الأهم في تاريخ السينما المصرية والعربية، وأعمالًا ستظل حاضرة بقوة في وجدان الجمهور والنقاد.
وفي أيامه الأخيرة، كان الراحل يخضع لجلسات غسيل كلوي بشكل منتظم، وهو ما كشفت عنه زوجته الكاتبة الصحفية كريمة كمال، في تصريحات صحفية ، حيث أكدت أن حالته الصحية كانت مستقرة نسبيًا، رغم معاناته من الإجهاد أحيانًا نتيجة العلاج، مشيرة إلى حرصه الدائم على المتابعة الطبية والالتزام بالإجراءات اللازمة للحفاظ على استقرار وضعه الصحي.
ويُعد داوود عبدالسيد أحد أبرز رموز السينما المصرية، إذ وُلد في القاهرة يوم 23 نوفمبر 1946، وكان من روّاد تطوير مدرسة الواقعية الجديدة، ونجح عبر مسيرته في تقديم أفلام ذات طابع إنساني وفكري خاص، انشغلت بالإنسان البسيط وأسئلته الوجودية، والتحولات الاجتماعية التي شهدها المجتمع المصري، معتمدًا على لغة بصرية هادئة ورؤية فنية متعمقة.
وتميّزت أفلام داوود عبدالسيد بأسلوب واقعي متأمل، ركز فيه على قضايا الهوية والحداثة والصراع الإنساني الداخلي، من خلال شخصيات تنتمي إلى الحياة اليومية للناس العاديين، وسرد سينمائي هادئ يطرح الأسئلة دون إجابات مباشرة، ما منحه مكانة خاصة ومتفردة بين أبناء جيله.
وتضم مسيرته عددًا من الأعمال البارزة، من بينها فيلم «البحث عن سيد مرزوق» (1990)، الذي عبّر عن اهتمامه العميق بالصراع الإنساني والاغتراب، ثم فيلم «الكيت كات» (1991)، الذي حقق نجاحًا جماهيريًا ونقديًا واسعًا، ونال جوائز عديدة في مهرجانات عربية ودولية، ليصبح علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية.
كما قدّم الراحل أفلامًا أخرى رسّخت مكانته الفنية، من بينها «أرض الخوف» و«مواطن ومخبر وحرامي» و«رسائل البحر» و«قدرات غير عادية»، وهي أعمال اتسمت جميعها بالغوص في أعماق النفس البشرية، وطرح قضايا اجتماعية ووجودية شائكة ضمن بناء سردي متماسك ورؤية سينمائية خاصة، جعلت من داوود عبدالسيد أحد أهم المخرجين في تاريخ السينما العربية.
التعليقات