دراسة تحذر من أضرار الصراخ على نمو الأطفال

دراسة تحذر من أضرار الصراخ على نمو الأطفال
أفادت دراسة حديثة بأنه تبين أن الآباء والمعلمين والمدربين وغيرهم من الأشخاص البالغين الذين يصرخون في وجه الأطفال أو يهددونهم لفظيًا، يمكن أن يضروا بنموهم مثل الاعتداء الجنسي أو الجسدي.   يشار إلى أنه تم إجراء الدراسة من قبل باحثين في جامعة «Wingate University» في ولاية كارولينا الشمالية وكلية لندن الجامعية، بتكليف من «Words Matter»، وهي مؤسسة خيرية بريطانية تهدف إلى تحسين صحة الأطفال من خلال إنهاء الإساءة اللفظية، وفقًا لما ذكره موقع «CNN».   واستعرضت الدراسة التي نُشرت في مجلة «Child Abuse & Neglect» دراسات سابقة لإنتاج تحليل مُفصل للأدبيات الموجودة حول هذا الموضوع، إذ دعا المؤلفون إلى تصنيف الإساءة اللفظية في مرحلة الطفولة ضمن فئة سوء المعاملة.   يذكر أنه يتم تصنيف سوء معاملة الأطفال حاليًا إلى أربع فئات: الاعتداء الجسدي، والاعتداء الجنسي، والإساءة العاطفية، والتي تعد الإساءة اللفظية جزءًا منها، بالإضافة إلى الإهمال.   وعلى عكس الأشكال الأخرى من الإساءة العاطفية، بما في ذلك اللامبالاة والمعاملة الصامتة ومشاهدة العنف الأسري، صنف الباحثون الإساءة اللفظية على أنها «علنية» وتستحق اهتمامًا خاصًا، إذ يقول البروفيسور شانتا دوبي، المؤلف الرئيسي للدراسة ومدير برنامج الماجستير في الصحة العامة بجامعة وينجيت: «إن الإساءة اللفظية في مرحلة الطفولة بحاجة ماسة إلى الاعتراف بها كنوع فرعي من الإساءة بسبب العواقب السلبية التي تسببها وتستمر مدى الحياة».   واستشهدت الدراسة، التي درست تأثير الصراخ من قبل البالغين مثل الآباء والمعلمين والمدربين، بالعديد من الأوراق البحثية التي أشارت إلى أن الآثار الدائمة للإساءة اللفظية في مرحلة الطفولة يمكن أن تظهر على شكل ضائقة عقلية، مثل الاكتئاب والغضب، كما تتمثل الأعراض الخارجية في أشياء مثل ارتكاب الجرائم أو تعاطي المخدرات أو ارتكاب الإساءة؛ ونتائج الصحة البدنية، مثل الإصابة بالسمنة أو أمراض الرئة.   من جانبه، شددت جيسيكا بوندي، من مؤسسة «Words Matter»، على أهمية استيعاب الحجم الحقيقي وتأثير الإساءة اللفظية في مرحلة الطفولة. وأوضحت: «أن جميع البالغين يتحملون فوق طاقتهم في بعض الأحيان ويقولون أشياء عن غير قصد، علينا أن نعمل بشكل جماعي لابتكار طرق للتعرف على هذه الإجراءات وإنهاء الإساءة اللفظية في مرحلة الطفولة من قبل البالغين حتى يتمكن الأطفال من الازدهار».   ووجدت هذه الدراسة الأخيرة أن تحولًا كبيرًا محتملًا في إساءة معاملة الأطفال قد يحدث، إذ زاد انتشار الإساءة العاطفية في مرحلة الطفولة بينما انخفض الاعتداء الجسدي والجنسي، وفقا لمنظمة الصحة العالمية في عام 2014 وأربع أوراق بحثية أخرى تم الاستشهاد بها في الدراسة الجديدة.   ودعا الباحثون إلى الحاجة إلى الاتساق في تعريف الإساءة اللفظية في مرحلة الطفولة بحيث يُمكن قياس انتشارها وتأثيرها بشكل مناسب، وتطوير التدخلات.
img
الكاتب

أميرة خالد

التعليقات

أضف تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مميزة بعلامة *