تقرير :أميرة خالد تحل اليوم ، ذكرى ميلاد "نادرة أمين"وهي مطربة مصرية وليست سورية كما يعتقد البعض ، وكانت نادرة لها نصيب من اسمها فكانت نادرة الاسم والصفة بصوتها العذب النادر الذي لا يشبه أحد. هجرت أسرتها إلى القاهرة عام 1930 وعاشت فى حى عابدين. اشتهرت بالغناء في مسرح رمسيس. حيث تعتبر أول مطربة تظهر على شاشة السينما المصرية فى عام 1934. واشتهرت بموهبتها في الغناء والتلحين ايضا من أشهر أغانيها "ما احتيالى يا رفاق" "يقولون ليلى المريضة فى العراق" "يا رب هيئ لنا" ،" لما بدا تثني"

نشأتها

ولدت نادرة في17 يوليو 1906 في حى عابدين لأب مصرى من رشيد بالبحيرة، فيما كانت أمها لبنانية الأصل، ولذلك اعتقد كثيرون أن «نادرة» شامية، وحين توفيت أمها كان عمر نادرة سنتين، سافر والدها لأمريكا وتزوج واستقر فتولت عمتها وجدتها لأبيها رعايتها.

حبها للفن كان سبب في زواجها وهي طفلة

بدأت علاقة «نادرة» بالغناء في سن مبكر عندما كانت في المرحلة الابتدائية فكانت تهرب مع بعض زميلاتها إلى حديقة كانت قريبة من منزلها، وتغنى لرفيقاتها وعندما كانت تعود متأخرة كان عمها يضربها، وهو ما دفعهم لأن يزوجوها وهي في سن الثالثة عشرة، وبعد ستة أشهر من الزواج هربت فطلقها زوجها، وكان الفن هو شغلها الشاغل وظلت تمارس الغناء في حفلات أسرية ضيقة حتى التقت عازف الكمان المعروف "سامى الشوا" في إحدى هذه الحفلات وشجعها على احتراف الغناء ثم درست العزف على العود على يد يوسف عمران وعلم «نادرة» غناء الموشحات.ووقف "سامى الشوا "بجانبها حتى غنت في حفلة عامة على مسرح رمسيس في أوائل الثلاثينيات.

اتقانها للعزف بجانب الغناء

أجادت نادرة العزف والغناء، ففتح لها كازينو "بديعة مصابني" أبوابه أمامها، فتألقت على مسرحه بالعزف والغناء، تلألأت في ظهورها كالنجمة الساطعة التي جذبت الأنظار إليها وحدقت الأعين بها وطربت الآذان بصوتها، حتى تألقت في عالم الغناء.  

أول مطربة في تاريخ السينما المصرية

واتجهت "نادرة"  للتمثيل في عام 1932م ، ولعبت دور البطولة فى الفيلم الغنائي الأول من نوعه في تاريخ السينما المصرية، "أنشودة الفؤاد"،أمام جورج أبيض. ومن أهم أغاني الفيلم تلك التي كتبها شاعر القطرين خليل مطران ولحنها زكريا أحمد "يا بحر النيل يا غالي"، وقصيدة "أمسعدي أنت في مرادي"، و"يا أيها البلبل الحنون"، وبعد نجاحها رغب ومحمد عبد الوهاب فى أن تشاركه نادرة بطولة فيلمه "الوردة البيضا"، لكنها رغبتها في تولي رياض السنباطى تلحين أغانيها فى الفيلم، كان سببا في الخلاف بينها وبين عبد الوهاب لينتهي الاتفاق بينهما قبل أن يبرم.

4 أعمال سينمائية في مشوارها

بعد ان حققت نجاح كبير في فيلمها الاول "أنشودة الفؤاد" عام 1932 ، مثلت في فيلمي "شبـ.ح الماضي" عام 1934 من إخراج إبراهيم لاما، وتمثيل بدر لاما وأمين النبكي، و"أنشودة الراديو" عام 1936، تأليف بديع خيري وإخراج توليو كاريني، وتمثيل أحمد علام، بشارة واكيم، ماري منيب، صالحة قصين. وفي عام 1942 استعان يوسف وهبي، بصوت المطربة نادرة للغناء فقط، من خلال فيلم بنت ذوات عام، بطولة راقية إبراهيم، ليلى فوزي، بشارة واكيم، عباس فارس، وقصة وإخراج يوسف وهبي.

حقيقة غيرة أم كلثوم منها

لمع اسم نادرة في عالم الغناء، وازدادت شهرتها يوم بعد يوم،  حتى قيل ان غارت منها أم كلثوم، وتنافست معها بعد شعبيتها المتزايدة ، واثبات مكانة  خاصة عند الكثيرين ، فغنت للجيش المصري أيام حرب فلسطين، فأبدعت في غناء "يا مصرى قوم احمِ الوطن"، حيث كانت أول مطربة تغني للجيش المصري، فذاع صيتها أكثر واكثر، حتى لحن لها عمالقة مثل رياض السنباطى، ومحمد القصبجى، ومحمد عبد الوهاب.

أغنيها لها مازالت تُغني حتي الان

لا يعلم الكثيرون اليوم أن كلمات أغاني "لما بدا يتسنى.. ما احتيالى يا رفاقى.. بين الزهور والمية"، أن أصولها تعود إلى المطربة نادرة أمين، التي غنتها بكلمات عباس العقاد، لتمر عقود وتبقى تلك الأغنية حاضرة في الأذهان، لم تتوقف نادرة عند ذلك النجاح فحسب، فاتجهت للتنويع وأنشدت دعاءًا دينيا للإذاعة المصرية.

أشهر أغانيها

من أشهر أغانى«نادرة» غنائياتها الدينية بالإذاعة دعاء «يا رب هيئ لنا من أمرنا رشدا» وهى من تلحينها، كما ساهمت في الأغانى الوطنية.+  

اعتزالها ووفاتها

ظلت "نادرة أمين" في توهجها حتى قررت الاعتزال في منتصف ستينات القرن الماضي، لتعيش أواخر أيامها حبيسة الجدران، لا ينقذها سوى المعاش  الذي قرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر صرفه لها، حتى رحلت عن عالمنا عام 1990 عن عمر يناهز 84 عامًا.