محمد أيمن البخاري يكتب: التيك توك.. ملهى ليلي داخل بيوتنا.. ارحمونا يا بشر!!!

محمد أيمن البخاري يكتب: التيك توك.. ملهى ليلي داخل بيوتنا.. ارحمونا يا بشر!!!
لا شك أننا أصبحنا نرى ونشاهد ونسمع العديد والعديد من الأمثلة والتى تؤكد لنا أننا أصبحنا أمام عصر الانحلال الأخلاقي والذى أصبح يتجسد برمته فى هوس العالم الافتراضى والسوشيال ميديا والمنتديات والمنصات والوسائل الإليكترونية للتواصل. والبعض من التطبيقات المستخدمة تكنولوجيا لتسفيه العقول وضياع الأجيال وتشويه صورة المرأة العربية، مثل «تطبيق التيك توك» Tik Tok الذي يعد قنبلة موقوتة في يد الجميع. فلا أحد يعلم متى وكيف ستنفجر لكن الكل يعلم مدي خطورتها ولعنتها ولكن دون جدوى!! التيك توك هو واحد من أهم وأشهر  البرامج الموجودة وله شعبية كبيرة جداً لمستخدمي هواتف الأندرويد والآيفون في جميع أنحاء العالم وخاصة بين فئة الأطفال والمراهقين. وانتشر استخدام التطبيق في الفترة الأخيرة وزاد عدد مستخدميه بشكل سريع جداً وتحديدا  في أواخر عام 2021 إلى أكثر من مليار مستخدم نشط شهرياً بسبب تميزه عن غيره من البرامج المنافسة في تحديد اهتمامات المستخدمين باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي. يراه البعض مثله مثل غيره من البرامج التى تحمل المميزات والعيوب ولأنه يعتبر منصة مفتوحه أمام الجميع بلا رقيب أو حسيب؛ فأنا أراه عبارة عن ملهى ليلى داخل بيوتنا، يدخلونه ليشاهدوا الرقص والعرايا والإغراءات المالية والهدايا مقابل مشاهدة أكثر إثارة و أكثر إهانة، فنجد نساء رخصن من قيمة أنفسهن حتى وصل بهن الحال إلى استعراضهن لأجسادهن بحركات وإيحاءات تثير الغرائز، ففى مرة نجد بثا من داخل غرفة النوم وآخر نشاهده من المطبخ أو صالة لمنزل سيدة تقوم بتصوير نفسها، أما أن تظهر وهى تقوم بالأعمال المنزلية مرتدية قطعة من القماش ليس لها أى وظيفة سوى الإثارة، أو تظهر وهى تتراقص على أنغام الأغانى أو تتحدث باستخدام بعض المقاطع والمشاهد من بعض الأفلام السينمائية والتى توحى للآخر بإيحاءات جنسية أيضاً؛ وكأنها تقوم بتقليد النطق الذى نسمعه مستهدفة أصحاب البحث عن إشباع الغرائز ، ناهيكم عن الآباء والأمهات الفاقدين من وجهة نظرى للأهلية قبل أن يفقدوا صفة الأبوة أو الأمومة بأية حال من الأحوال ويقوموا باستخدام ابنائهم وتصويرهم وهم نائمون على الأرض من أجل التسول  بهم أو استغلال خوفهم ورعبهم وتصوير لحظة إثارة الفزع داخل قلوب الأبناء باستخدام بعض الحيل والمقالب كالتمثيل أن الأم توفيت ثم رصد وتسجيل رد فعل الطفل إن كان ابنا او ابنة جراء ذلك، أما الكارثة الكبري فهي في استهداف البنات القاصرات بشكل أكبر من الفئات الأخرى. لجذب المراهقين والشباب عن طريق تقديم إغراءات ودعم من المتابعين، مع المكسب المادي الرهيب والسريع تنحرف البنات  عن عادات المجتمع والدين للحصول على أرباح مالية بسهولة دون تعب او اهتمام بمستقبلهن التعليمي أو حتى العملي. ولنا من الأمثلة التى امتثلت للقانون وضاع مستقبلهن بالسجون وكانت النتيجة هى الحكم عليهن بتهمة نشر الرذيلة والاتجار فى البشر والتعدى على القيم والمبادئ الأسرية ببث فيديوهات مثيرة للغرائز والخادشة للحياء العام عبر شبكات التواصل الاجتماعى مثل «مودة الأدهم وحنين حسام وسلمي الشيمي» وغيرهن ممن اتبعن هذا النظام وهذا السلوك المشين. فكل هذا وذاك من أجل جذب أكبر نسبة مشاهدات والحصول على الأموال والهدايا، وحدث ولا حرج لعبة التحديات وهى عبارة عن مسابقات  ويقوم فيها اللاعب الكاسب بالحكم على الخاسر أن يهين نفسه بأعلى درجات الإهانة أمام المشاهدين للبث المباشر فربما تجد فى بث رجلا يستحم وفى بث آخر تجد شخصا يضرب وجهه ويصفعه  رقص القردة أو ينبح كالكلاب ويخرج لسانه للمشاهدين مقلدا إياه. لقد احترت من انصح!!! لمن أوجه حديثى؟!!! هل للآباء والأمهات الفاقدين لكل معانى المسؤولية تجاه تربية أبنائهم والتقصير فى ممارسة دورهم الحقيقى تجاه ابنائهم وبناتهم، أم أوجه كلامى  لبناتنا وشبابنا الذين أصيبوا بهوس الشهرة والتربح السريع واتباع أي شيء يجذب انتباه المشاهدين دون مراعاة للعادات والتقاليد والأعراف وتعاليم ديننا الحنيف، أم أوجه رسالتى للمجتمع الذى أتاح الفرصه أمام كل هذا السفه وكان المادة الخصبة لهؤلاء من خلال تشجيع وسائل الإعلام وبعض من الإعلاميين من اصحاب التريندات بمساعدتهم على الانتشار واستقبالهم بالبرامج والحلقات والتناول الإعلامي لهم وصناعة بطولة زائفة لهم وسط تغافل تام للنماذج المشرفة والناجحة على المستويين العلمى والعملى. فثلاثتكم ضحايا وجناة فى آن واحد، ضحايا غزو العقول وتجهيل المجتمعات واللهث وراء التربح المادى السريع وجناة عندما قررتم قتل أغلى ما لديهم وهو العقل، وكالعادة لا يسعنى سوى أن أقول ارحمونا يا بشر.

محمد أيمن البخاري

خيوط‭ ‬من‭ ‬حرير‭!!!‬
Share:
img
الكاتب

محمود محمد

التعليقات

أضف تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مميزة بعلامة *