مقالات
محمد أيمن البخاري يكتب: مروة محمد حسنى مبارك تكشف الوجه الآخر لتجار البشر والمعرضين
مروة بنت الرئيس: الحقيقة التي زلزلت الوهم وعرّت المستور
في زمن تحكمه “الترندات” وتعلو فيه الأصوات لا لصدقها بل لغرابتها، خرجت علينا فتاة تُدعى مروة، تدّعي بكل ثقة أنها ابنة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، لتقلب الدنيا رأساً على عقب وتحدث حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين مصدق ومكذب، ساخر ومتعاطف، لكن… خلف هذه القصة، كان هناك ما هو أعمق من مجرد ادعاء نسب!
الناس انشغلوا بالسؤال: “هل هي فعلاً بنت مبارك؟”
لكن السؤال الأهم كان: “لماذا أثارت هذه الفتاة كل هذا الغضب؟ ولماذا خرج علينا هذا الكم من الملفات فجأة؟”
مروة ليست النهاية.. بل كانت البداية
سواء كانت مروة بالفعل ابنة الرئيس أو لا، فإن ظهورها بهذه الطريقة العلنية، وبثقتها الغريبة، وبالصور والقصص التي نشرتها، كان بمثابة المفتاح لفتح خزائن ملفات طالما تم دفنها أو التعتيم عليها.
ومن هنا، بدأ الجمهور يلتفت لقضايا أخطر بكثير من قصة فتاة تعيش أوهامًا!
تيك توك.. من منصة ترفيهية إلى سوق للجريمة
تحوّلت منصة التيك توك خلال السنوات الأخيرة من تطبيق للضحك والتحديات إلى بؤرة لغسيل الأموال، وتجارة المخدرات، وحتى الإتجار بالبشر تحت ستار “الشهرة”.
ولكم من الأمثلة الواقعية على جرائم التيك توك:
• قضية شيرين تيك توك: فتاة تم ضبطها تدير شبكة لتسهيل الدعارة واستغلال القُصّر عبر بث مباشر.
• شاب شهير على التيك توك وُجهت له تهم بترويج المخدرات على البث المباشر، مستخدمًا الرموز والإيموجيّات كوسيلة مشفرة للزبائن.
• فتيات قاصرات يجبرن على الظهور في بثوث غير لائقة بهدف جني المال، ويتم استغلال أرباحهن لاحقًا في غسل أموال داخل شركات صغيرة أو متاجر “براندات” مجهولة الهوية.
ناهيكم عن البراندات المزيفة.. ستار فاخر لجرائم قذرة
في ظل غياب الرقابة الحقيقية، ظهرت خلال السنوات الماضية محلات براندات وهمية تحمل أسماء مشابهة لعلامات تجارية عالمية، وتُفتح داخل فنادق كبرى أو مولات فخمة، تُدار من قبل وكلاء مشبوهين، لا همّ لهم إلا تمرير أموال مجهولة المصدر.
• بعض هذه المحلات لا تبيع شيئًا تقريبًا، لكن حساباتها البنكية تشهد حركات مالية ضخمة.
• يتم “تبييض” الأموال القادمة من تجارة مخدرات أو تهريب أو استغلال إلكتروني، عبر هذه الأنشطة “اللامعة من الخارج والفاسدة من الداخل”
وقضايا فجأة اختفت.. وفجأة طلعوا لنا مروة!
من يتذكر قضية داليا فؤاد؟
ومن تابع تطورات قضية سارة خليفة؟
ملفات فساد كانت تتصدر الرأي العام، ثم اختفت فجأة دون ردود أو نتائج، وكأن هناك من قرر أن يُسدل الستار على كل شيء.. فجاءت “مروة” لتعيد تسليط الضوء ولو بشكل غير مباشر!
اين الجهات الرقابية؟ أين الدولة من كل هذا؟
الأسئلة المشروعة الآن:
• أين دور هيئة الرقابة الإدارية؟
• أين الرقابة على مواقع التواصل ومن يحقق في هذه “الترندات المفخخة”؟
• لماذا يُترك التيك توك ساحة مفتوحة لكل من يريد أن يبيع العرض أو العقل أو حتى الأعضاء؟
في النهاية.. مروة ليست القضية لكنها المفتاح
سواء كانت مروة ابنة الرئيس أم لا، فهي بلا شك كانت “الصفعة” التي أيقظت البعض من غفلتهم، و”القنبلة” التي انفجرت في وجه الفساد الصامت، والمنصات المتوحشة.
وعلينا أن نقولها بوضوح:
اللهم احفظ هذه الفتاة إن كانت ضحية.. واحمها من كل شر، وأبدلها عقلاً وسكينة إن كانت مريضة، لكن أبداً لا تسخروا منها، فربما هي مجرد أداة، لكن خلفها منظومة تحتاج إلى تفكيك ومواجهة.
التعليقات