كتبت: هبة الطوخي
اكتشف فريق البحث أن العلاج الإشعاعي بجرعة منخفضة يبدو أنه يعزز وظيفة القلب في أشكال مختلفة من قصور القلب بعد تحليل التأثيرات القلبية للإشعاع لدى عدد صغير من هؤلاء الأفراد ونمذجة تأثيرات الإشعاع المنخفض الجرعة على الفئران المصابة بقصور القلب.
هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث قبل أن يتمكن الباحثون من اختبار هذا العلاج على مرضى قصور القلب، لكن الدراسة تشير إلى أن تأثيرات الإشعاع على القلوب المصابة بمستويات عالية من الالتهاب قد تكون أكثر تنوعًا – وربما مفيدة – مما تم التعرف عليه سابقًا. ووفقا للدراسة التي نشرت في مجلة ميد، فإن العلاج الإشعاعي بجرعة منخفضة يحسن وظيفة القلب، جزئيا على الأقل، عن طريق تقليل كمية الخلايا المناعية الالتهابية في عضلة القلب.
وقال المؤلف المشارك وطبيب القلب علي جواهري، “إن العلاج الإشعاعي المستخدم لعلاج عدم انتظام دقات القلب البطيني يستهدف موقعًا محددًا في القلب، ومع ذلك، فإن جزءًا كبيرًا من بقية القلب يتعرض لجرعة منخفضة”.
ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها يموت أكثر من نصف مرضى قصور القلب الذين يدخلون المستشفى بسبب هذه الحالة خلال خمس سنوات من دخولهم المستشفى لأول مرة، مما يدل على الحاجة إلى علاجات أفضل، حيث يفقد القلب الفاشل تدريجيًا قدرته على إمداد الجسم بالدم المؤكسج بشكل صحيح، ويمكن أن يكون لقصور القلب، وهو حالة معقدة، مسببات متنوعة، بما في ذلك نوبة قلبية سابقة أو عدوى فيروسية أو عدم انتظام ضربات القلب المزمن مثل عدم انتظام دقات القلب البطيني.
تم تقييم مجموعة من تسعة مرضى يعانون من عدم انتظام دقات القلب البطيني باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب قبل وبعد العلاج الإشعاعي، حيث أظهر التصوير بالرنين المغناطيسي تحسنًا في وظائف القلب بعد فترة وجيزة من الإشعاع. وعلى وجه الخصوص، أظهرت قلوب المرضى تحسنًا في قدرة ضخ البطين الأيسر، الذي يزود الجسم بأكمله بالدم. وقد لوحظ التحسن بعد أيام قليلة من العلاج، لذلك كان من غير المرجح أن يكون بسبب انخفاض عدم انتظام ضربات القلب، والذي يحدث بشكل تدريجي أكثر خلال الأسابيع والأشهر التالية.
وقام الباحثون بدراسة تأثيرات جرعات منخفضة من الإشعاع على القلب في مجموعات من الفئران المصابة بقصور القلب نتيجة لثلاثة أسباب مختلفة. وعلى غرار ما لوحظ في المرضى من البشر، وجد الباحثون تحسنا في وظائف القلب لدى الفئران التي تتلقى العلاج الإشعاعي، وخاصة في البطين الأيسر في الفئران التي تعاني من قصور القلب التدريجي، أدى العلاج الإشعاعي إلى زيادة معدل بقاء الحيوانات على قيد الحياة، مما يشير إلى أن التحسن في وظائف القلب يُترجم إلى تحسين البقاء على قيد الحياة.
ووجد الباحثون أن قلوب الفئران الفاشلة التي تلقت الإشعاع قد قللت من التليف – أو الأنسجة الندبية – وانخفاضات في البلاعم القلبية، وهو نوع من الخلايا المناعية التي يمكن أن تسبب الالتهاب في القلب. بشكل عام، كانت القلوب التي تعرضت للإشعاع تحتوي على عدد أقل من الخلايا التي تتكاثر بسرعة – مثل الخلايا المناعية والخلايا الليفية – والتي تميل إلى المساهمة في تفاقم فشل القلب. وعلى النقيض من ذلك، فإن خلايا عضلة القلب الطبيعية لا تنقسم بشكل متكرر، هذا إن حدث ذلك على الإطلاق.
أحدث التعليقات