لم تكن حياته سعيدة، مثل كان يفعل مع جماهيره، بل كانت بائسة منذ صغره، فتوفى والدته وهو طفل وكان أبن وحيد لأب ميسور الحال يعمل صائغ، حيث ولد فى محافظة السويس، ثم إنتقل إلى القاهرة، ليبحث عن عمل، وبدأ فى الثلاثينياتعمل كمرطب منولوج، ولكن لعبت خفة ظله وشكله، الكثير حتى وصل إلى الكوميديان إسماعيل ياسين.
ثم عمل بالسينما وأُنتجت له العديد من الأعمال السينمائية التى كانت تحمل أسمه ومن أبرزها: “إسماعيل ياسين في متحف الشمع – إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة – إسماعيل ياسين في الجيش -إسماعيل ياسين بوليس حربي – إسماعيل ياسين في الطيران – إسماعيل ياسين في البحرية – إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين.
وتزوج إسماعيل ياسين ثلاث مرات ولم ينجب غير أبن واحد، وهو المخرج الكبير الراحل ياسين إسماعيل ياسين من زوجته السيدة فوزية.
أزمات فى حياة أبو ضحكة جنان
بعد النجاح الكبير الذي حققه على مدار حياته الفنية خاصة في فترة الخمسينات، عانى إسماعيل ياسين في نهاية حياته من قلة أعماله الفنية والأدوار التي تعرض عليه، حتى عم الحزن حياته، وتراكمت عليه الديون، واضطر في النهاية إلى بيع العمارة الخاصة به بعد حجز الضرائب عليها.
وكشفت ميرفت إسماعيل، ابنة شقيقة زوجة الفنان إسماعيل ياسين عن اللحظات الأخيرة في حياته، مشيرة إلى أنه بعد وفاة صديقه المخرج فطين عبد الوهاب حزن بشدة وقرر السفر إلى الإسكندرية وهناك قضى 10 أيام، ثم عاد إلى منزله مرة أخرى.
وأضافت أنه عاد يوم وفاته، كما طلب منها ومن ابنه الوحيد ياسين، آيس كريم، وعندما عادا، ودخل هو للنوم، شعر بتوعك في تمام الساعة الثانية عشر منتصف الليل، وعانى حينها من ضيق شديد في التنفس، ثم طلب منهم أن يجلس على مقعد أمام المنزل، وبعد جلوسه بفترة شعر بتعب أشد حتى توفي.
أزمات فى بداية حياة إسماعيل ياسين
على الرغم من البهجة والكوميديا التى أمتعنا بها أبو ضحكة جنان، إلا أن حياته فى بدايتها لم تكن سهلة، وإنما عاش أياما صعبة قبل احترافه الفن، وحكى تفاصيل ذلك خلال لقاء قديم، إذ قال إنه أخذ 6 جنيهات من جدته لوالدته وهرب من السويس إلى القاهرة، ليعمل مطربا، لكن الحظ لم يحالفه، ووجد معهد الموسيقى مغلق.
وأضاف إسماعيل ياسين: “وقتها كان عمرى 17عاما، وكنت شابا طائشا معه 6 جنيهات وضيعتهم، وأصبحت لا أعرف إلى أين أذهب؟ ولم أجد سوى أولاد خالى الذين كان يكرمهم والدى عندما يأتونى لزيارتنا، لكنهم قالوا لى عندما رأونى “جاى ليه؟”، متابعا: “أخبرتهم بأنني سأقيم في القاهرة وأقدم في معهد الموسيقي، لكنني فوجئت باعتراضهم على أن يصبح فردا من العائلة مطربا، وكأنني تاجر مخدرات مثلا، وللأسف ساءت حالتي النفسية و”مستريحتش” وأخذت أسير في الشوارع لا أعرف مصيري.
وحول هذه الفترة قال إسماعيل ياسين: وكنت بلف طوال النهار ولا أعمل ولم أكن أعرف أحدا في القاهرة، وفي آخر اليوم كنت أنام في مسجد السيدة زينب، وكان إمام الجامع يرفصني برجله ويقول لي “قوم” لغاية ما أصبحوا يحفظون شكلي لأن ملابسي اتسخت ولحيتي طالت.
وبعد كل هذا العناء بدأ “ياسين” تقديم فن “المونولوج” تأليف أبو السعود الإبياري، حيث شكلا في ذلك الوقت ثنائيا فنيا ناجحا، وظل عشر سنوات من عام 1935 إلى عام 1945 متألقا في هذا المجال.
وكان عام 1939 بداية دخوله عالم السينما، حيث اختاره فؤاد الجزايرلي ليشارك في فيلم “خلف الحبايب”، قبل أن يقدم بعدها سلسلة من الأفلام، التي تحمل اسمه أبرزها: “إسماعيل ياسين فى مستشفى المجانين”، “إسماعيل ياسين طرزان”، “إسماعيل ياسين فى جنينة الحيوانات”، “إسماعيل ياسين فى البوليس”، وغيرها من الأفلام.
شائعات حول سمعة
شائعات ما زالت تتردد حتى اليوم عن نجم الكوميديا إسماعيل ياسين، الذى تمر اليوم الأربعاء ذكرى وفاته إذ رحل عن دنيانا فى 24 مايو من عام 1972 بأزمة قلبية في الواحدة صباحاً وذلك بعد وصوله من الإسكندرية، وأول تلك الشائعات أنه مات فقيرا بعدما طالبته مصلحة الضرائب بمتأخرات أرباحه فى أعوام سابقة، كما حجزت على العمارة التى كان يمتلكها، ولم يجد أهله مالا ليدفنوه.
تلك الشائعة نفتها سامية شاهين زوجة المخرج الراحل ياسين إسماعيل ياسين، التى قالت فى تصريحات تليفزيونية، إنه لم يمت فقيرًا، وآخر شقة عاش فيها كانت 7 غرف وصالة.
وأكدت سامية، أن إسماعيل ياسين عندما أخذت الضرائب أمواله دون علمه، وقيمتها 300 ألف جنيه، أصيب بشلل نصفى، لكنه سافر إلى لبنان وجنى أموالا كثيرة، ثم عاد إلى مصر، وحدث حينها تضييق على الفنانين، فغنى مونولوجات، ولم يصل إلى حالة التسول .
وأوضحت: “ناس ادعت إنها موجودة يوم وفاته أوإنه استلف منهم فلوس، كلهم كذابين، لأنه توفى فجأة فى الإسكندرية، أصيب باكتئاب بعد وفاة رفيق عمره المخرج فطين عبدالوهاب الذى توفى قبله بـ10 أيام، وسقط أمام باب الشقة”.
كما نفت سارة ياسين إسماعيل، حفيدة الفنان الراحل إسماعيل ياسين تلك الشائعات وذلك عبر منشور قديم على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك ، وقالت: “إسماعيل ياسين آخر فترة فى حياته كان يجد صعوبة إنه يشتغل فى السينما زى الأول والسبب إن فيه ناس فى الفن وقتها كانوا سبب فى بعده عن السينما.
وأضافت: “آه طبعا ظروفه المادية تأثرت عشان كان بيصرف على فريق العمل، اللى كان شغال فى مسرحه حتى وهم مش بيعرضوا لما المسرح وقف خالص.. اه مدفنش فى مدافن ملكه لأن مكنش ليه مدافن فى القاهرة، أهله ليهم فى السويس اللى اتوفى منهم ادفن فيها.. لكن هو ادفن فى مدفن فتحية شريف زوجة عماد حمدى الاولى”.
ورغم ظروفه المادية الصعبة آخر أيامه إلا أنها نفت أنه عانى من الفقر قائلة: إسماعيل ياسين مات مستور وساتر أهله من بعده”.
واختتمت: “ياريت نتأكد من المعلومة اللى بنبادلها ونفتكر إن الكلمه مسئولية وبالأخص إنها متعلقة بحياة ناس وأسرهم.. ربنا يغفر لأمواتنا جميعا ويسكنهم فسيح جناته”.
الشائعة الثانية التى طاردت إسماعيل يس هى أفول نجمه فى الستينيات من القرن الماضي بسبب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بعد أن ألقى نكتة عنه لم تعجبه لكن أرملة المخرج الراحل إسماعيل ياسين، نفت فى تصريحات تليفزيونية أن يكون عبد الناصر سببا فى الإطاحة به من عرش الكوميديا.
وأكدت حفيدة إسماعيل ياسين أن والدها كان صديقا لأبناء جمال عبد الناصر فى المدرسة، وكانوا يتبادلون الزيارات في منازلهم
أحدث التعليقات