كتبت: مريم يعقوب

كشف المخرج خالد يوسف عن رأيه في حملة الهجوم على فيلم “ولاد رزق 3: القاضية” التي وصفها بالممنهجة، في الوقت الذي يحقق فيه العمل نجاحًا جماهيريًا فاق كل التوقعات سواء بشباك التذاكر المصري أو السعودي.

نشر يوسف عبر حسابه الشخصي بالفيسبوك قائلا:” حملة هجوم واستهجان من نجاح فيلم ولاد رزق تتهمه بالترويج للسعودية والطفرة الحادثة هناك، وطبعًا لازم اتهامه بالإساءة لمصر حيث أن مهاجميه يقولون إن الفيلم مفيهوش حاجة حلوة في مصر بالمقارنة بالسعودية، انتظرت إلى أن تهدأ الحملة لأبدي رأي ليس في موضوع الفيلم فقط ولكن في حكاية مصر والسعودية بشكل عام، وسواء رحبتم بهذا الرأي أو قذفتموه بالحجارة لا يعدوا أن يكون رأيا لا أفرضه على أحد”.

استطرد يوسف حديثه في عدة نقاط وقال: “أولا: السعودية تروج لنفسها وما وصلت إليه تلك حسنة تحسب لهم وهل المطلوب منهم غير ذلك، أنهم يستخدمون كل امكانياتهم المادية واللوجستية والإعلامية لعمل فيلم تجاري وإجراء حملة تسويقية وترويجية له هي الأنجح، نعم هناك أرقام كبيرة قد صرفت ولكن إيرادات الفيلم تقول إنه سيعيد كل ما صرف عليه وسيكسب أيضا، فهو منتج تجاري كسبان، وحتى لو لم يستعيد بعض أمواله ألا تستحق تلك الدعاية الهائلة للسعودية بعض المال وما العيب في ذلك، هذا هو دوره يؤديه بتفوق، إنما العيب إننا لا نستطيع، نحن مصر بكافة مؤسساتنا العريقة ومبدعينا الكبار في كل المجالات أن نصنع أفلاما وأعمالا فنية وثقافية أو حتى أفلام تجارية تصدر وجه مصر الحضاري، وتفرض حضورها على محيطها العربي، هذا هو دورنا وليس دور الآخر الذي نهاجمه لأنه لم يؤديه، كلنا مقصرين ولا استثني نفسي، ثم أن هذا الفيلم نفسه نجومه ومخرجه وكاتبه ومعظم صناعه مصريين، الا يمثل ذلك حضورا لمصر، ولا تمثل الطفرة التي حدثت في مستوى مشاهد الأكشن حتى وصلت لمستوى عالمي بسبب الإمكانيات التي وضعت تحت تصرف المخرج طارق العريان من نقل طموح الفيلم المصري والعربي لآفاق كبيرة سنرى أثرها في أعمالنا القادمة”.

استكمل عمرو قائلا:” ثانيًا: ما هذا الصراع وهذا التحسس من لعب رأس المال السعودي في صناعة الفنون؟، أكنتم سعداء عندما كانت السعودية منغلقة وتصدر للعالم أمثال أسامة بن لادن وأفكار التطرف، أن تتحول دولة بحجم السعودية إلى منارة تنويرية تصنع احتفاليات وفعاليات فنية على مدار العام، وبالمناسبة معظمها مصري لهو أمر جدير بالاحتفاء، وما هذا التحسس والخوف من أن ينتقل مركز الثقل الثقافي من مصر لعاصمة عربية؟، هل بلد بحكم مصر تاريخيا وحضاريا وثقافيا وفنيا يمكن أن تغيب وينمحي دورها الرائد في المنطقة العربية وهي تمتلك أكثر من ثلاثة أرباع القوة الناعمة العربية في الفنون والآداب والثقافة بشكل عام، لماذا لا ننظر للأمر بسرور من التكامل الحادث بين مصر والسعودية، نعم هم يمتلكون الامكانيات المادية واللوجستية والإعلامية الهائلة ولكن ألا تمتلك مصر المحتوى الذي يقدم بمبدعيها من كتاب ومخرجين وممثلين ومطربين وخلافه، أليست السعودية بلد عربي وأي نهضة فنية وأي انفتاح تنويري هناك يصب في نهر الثقافة العربية الذي ننتمي إليه، تقوم الدنيا ولا تقعد عندما تحتفي المملكة بكبار مبدعينا أمثال نجاة والموجي وبليغ، يشتد الصراخ عندما تمنح الجنسية السعودية لأحد فنانينا أو إعلامينا، هل سنسمع هذا الصراخ لو احتفلت فرنسا او إنجلترا مثلا بالفن المصري أو أعطت جنسيتها لأحد مبدعينا تقديرًا لدوره، لماذا يحدث ذلك وكأن هذا البلد الشقيق عدو لمصر وبيننا وبينهم تار بايت”.


اختتم يوسف مسترسلا:” إنني شخصيا، وانتصارا لقناعاتي كقومي عربي يؤمن بأننا أمة عربية واحدة، أتمنى أن نصحو كل يوم على نجاح فيلم مصري أو فيلم خليجي أو فيلم من بلاد المغرب العربي أو من بلاد الشام والعراق، لا فرق عندي بينهم جميعًا فتلك نهضة فنية تصب في النهاية في نهر الثقافة العربية التي نتمنى أن تنطلق وتصدر للعالم كله صورتنا الصحيحة بدلا من الصورة المشوهة الموجودة في أذهان العالم ، الادعاء بالإساءة لسمعة مصر لمجرد أن هناك مظاهر للفقر أو كباريه أو ألفاظ خارجة وخلافه تهمة معلبة قديمة طالت معظم المخرجين وفيها ضيق أفق شديد وعدم فهم لطبيعة ومهمة الفن السابع، فالسينما الأمريكية مثلا نصف إنتاجها المعتد به يتحدث عن الفقر وأحياء الفقراء وبها كل الألفاظ والمشاهد الخارجة ولم يتهمها أحد بالإساءة لسمعة أمريكا”.

تابع ايضا:” وأخيرا وبرغم تردي الأحوال فإن مصر بما تمتلكه من امكانات وأدوات سواء إرثها الحضاري الممتد لسبعة آلاف سنة أو بمبدعيها الكبار من جيل لجيل لا يمكن أن تغيب وينمحي دورها لمجرد أن هناك نهضة وحراك ورواج في بلد عربي شقيق”.