أبرز ما يميز دير القديس سمعان هو أنه منحوت داخل صخور جبل المقطم، فهو يبدو للوهلة الأولى كجزء من الجبل، وكأنه شاهد على تاريخ وحضارة هذه المنطقة التي يقع بها عبر مئات السنين.

وقد يتساءل البعض عن شخصية القديس سمعان، الذي يطلق على الدير الأثرى أسمه، وهو رجل مسيحى صالح، وسمى الدباغ لأنه امتهن صناعة الأحذية ودباغة الجلود، وهو أحد القديسين بالكنيسة الأرثوذكسية القبطية، وعاش في زمن الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، ويطلق عليه فى التراث القبطى سمعان الخراز.

في أوائل التسعينيات من القرن الماضي قامت بعثة من الكهنة وعلماء الآثار القبطية بالبحث عن مقتنيات سمعان الدباغ، وتمكنوا من العثور على ما يشتبه أنه الهيكل العظمى له وذلك في أغسطس عام 1991م، كما عثرت البعثة على وعاء نادر يرجع تاريخ صناعته إلى ما يزيد عن ألف عام، رجح علماء الأقباط أنه كان ملكا لسمعان الخراز، وأنه نفس الوعاء الذي كان يقوم بواسطته بنقل الماء لبيوت الفقراء، وما زال هذا الوعاء موجودا بدير القديس سمعان الدباغ بالمقطم بالقاهرة.

وتم بناء الدير بمساعدة أبناء “حى الزبالين” بالمقطم، الذين يسكنون بهذا الحي مع ذويهم منذ عام 1969م تنفيذا لقرار محافظة القاهرة حينذاك، حيث كان لهم النصيب الأكبر في المساعدة ببناء وتشييد دير القديس سمعان الدباغ بالمقطم وفقا للتصميم المخصص للمغارة، والذي تم وضعه بواسطة مهندس معماري متميز، حيث قاموا بنقل ما يقرب من 2 مليون ونصف المليون حجر من الحجارة اللازمة للبناء، واستمراستكمال بناء الدير حتى أصبح بشكله الحالي.

ويتكون دير القديس سمعان من 4 كنائس وهي كنيسة الأنبا إبرام السرياني كاتدرائية السيدة العذراء والقديس سمعان الدباغ، كنيسة الأنبا بولا السواح، وكنيسة مار مرقس.