كتبت :أميرة خالد

 

نظم مهرجان جمعية الفيلم السنوى، ضمن فعاليات دورته الخمسين، أمس الأول، ندوة للاحتفاء بمئوية ميلاد الفنانة والنجمة الاستعراضية الراحلة سامية جمال، وشهدت توقيع كتاب «الفراشة»، للكاتبة ناهد صلاح، بحضور منيرة أباظة، الأخت غير الشقيقة للفنان الراحل رشدى أباظة، والذى تزوج من سامية جمال لسنوات طويلة، وأدار الندوة مصطفى الطيب.

 

 

سامية جمال

 

 

وقال الطيب: أثناء التجهيز للمئويات على وجه الخصوص، لأول مرة نجمع فيها الأعمال الأدبية، وكان أبرز ما كُتب عن سامية جمال فى السنوات الأخيرة كتاب «الفراشة»، لمؤلفته الكاتبة والناقدة ناهد صلاح. وتابع «الطيب» أن اسم سامية جمال – أو زينب خليل إبراهيم محفوظ المولودة عام 1924 فى بنى سويف – ارتبط باسم رشدى أباظة فنيًا، الملقب بـ«الدنجوان»، وعلى المستوى الشخصى بزواجهما، وأوضح أن الكتاب مقسم لـ9 فصول، كل فصل يتتبع مرحلة من مراحل حياتها، مع تحليل نفسى لشخصيتها.

 

منيرة أباظة والكاتبة ناهد صلاح فى ندوة الكتاب «الفراشة»

 

 

وقالت الكاتبة ناهد صلاح إنها تحدثت مع الراحلة سامية جمال، عبر الهاتف، وأعطتها موعدا لإجراء حوار صحفى، ولكن لم تذهب لها، وتابعت: يشرفنى ويسعدنى أكون جزءا من مهرجان جمعية الفيلم، وشرف كبير لى فى يوبيله الذهبى أن أتحدث عن نجمة كبيرة فى مئويتها ومحببة إلى قلبى، وقلب الجماهير العربية. وحكت «ناهد» كواليس المكالمة التى جمعتها مع الراحلة سامية جمال، قبل وفاتها: فى 1992 كنت طالبة بالجامعة، وأتدرب صحافة، واتصلت بمدام سامية، وكنت منبهرة جدا، ومفتونة بصوتها، وكانت فى منتهى الإنسانية والرقة، وقالت لى: «يا حبيبتى أنا معتزلة ولا أجرى أى لقاءات صحفية»، وأصررت عليها، فطلبت منى أن نأجل أسبوعا، وأتى اليوم المحدد، ولكن وقع زلزال 1992، ولم أتذكر، وبالطبع لم تتذكر هى أيضا، وظللت لفترة طويلة أنزل مواقع عمل، وانشغلنا بتغطية الحوادث الإرهابية فى تلك الفترة، ثم محاولة اغتيال نجيب محفوظ، وأحداث عنيفة وقعت فى تلك المرحلة، إلى أن جاء عام 1994 ووجدت خبرًا عن رحيلها، وشعرت بتأنيب ضمير، وإن كان لدى فرصة أن أقابل نجمة بينى وبينها رابط عاطفى وإنسانى ليس له تفسير منطقى.

 

وأضافت «ناهد»: جاءنى فى يوم وائل الملا، صاحب دار للنشر، وكان صدر لى من خلاله كتاب عن النجم عمر الشريف، ووجدته يقول لى: أحلم بتقديم كتاب عن سامية جمال، لكن فى مصر فيه مشكلة كبيرة هى الأرشيف والتوثيق، لكى نتحدث عن حياة نجم هناك الكثير من الأمور ضائعة، أحاديث وبرامج، ووجدت لها حوارا مع التليفزيون الفرنسى اشتريته وترجمته، وحوارا آخر مع ميرفت أمين ورشدى أباظة، وثالثا مع الإعلامى طارق حبيب، وحوارات قليلة لكن لم يقل أحد من هى سامية جمال، الكل أجمع على أنها تعرضت للتعذيب من زوجة والدها، ولم يذكر أحد تاريخ ميلادها، وهناك معلومات مغلوطة مثل شهر ميلادها، فهى لم تولد فى فبراير.

 

تعرضت للتعذيب فى طفولتها.. وتأثرت بأنها بنت مرحلة «ثورة 1919» فأضفت عليها نزعة تمرد وقدر لها معرفة بديعة مصابنى

وتابعت ناهد: أشرف غريب قال إنها ابنة الزوجة الثانية، وتوفيت أمها فعاد الأب للزوجة الأولى، لكن المعلومة الأكيدة أنها تعرضت للتعذيب بسبب فقدانها الأم، وتأثرت بظروفها، واكتسبت سمات الفتاة الجدعة بنت البلد، وتأثرت بأنها بنت مرحلة ثورة 1919، والتى أضفت عليها نزعة تمرد، وقدر لها الزمن أن تتعرف على واحدة من أهم أهل الفن بديعة مصابنى.

 

 

ناهد صلاح: لم يكن لها توجه سياسى مثل تحية كاريوكا بل تأثير فنى

وأضافت أن الحديث عن بدايات سامية جمال كثير جدا، وشجعها أن كثيرين لم يكتبوا عن راقصة وفنانة مؤثرة بشكل كبير مثلما كتب إدوارد سعيد عن تحية كاريوكا، والحديث عن امرأة تؤثر فى الجماهير، وأشارت إلى أن سامية جمال لم يكن لها توجه سياسى مثل تحية، لكن كان لها تأثير فنى، وصممت شكلا جديدا فى الرقص، وأنها ترقص بلا حذاء ويطلقون عليها الفراشة.

 

 

 

عادت للرقص وعمرها 60 عامًا لتسديد ضرائبها وبناء مقبرتها الخاصة ورفضت عرض أمير عربى

وأكدت ناهد أن سامية جمال كانت عزيزة النفس جدا، وعندما بلغت الـ60 عاما قال لها الفنان سمير صبرى إن أميرا عربيا عرض أن تجلس فى فندق وتذهب للحج على حسابه، فرفضت وقالت لم ينفق علىَّ فى حياتى رجل غير زوجى رشدى أباظة، وقررت العودة للرقص لتسديد ضرائبها وبناء مقبرتها الخاصة.

 

سامية مع رشدى أباظة

 

واستكملت ناهد صلاح، متحدثة عن الراحلة سامية جمال: كانت تجمعها صداقة حقيقية مع الملك فاروق، الوحيدة التى كانوا يرفعون لها علم فرنسا على الفندق الذى تنزل فيه، وهو نفس الفندق الذى كان يسكن فيه الملك فاروق، وتعاونت مع النجم فريد الأطرش، وأصبحت زوجة للفنان الوسيم رشدى أباظة، وتزوجت أمريكى، واعتادت سامية جمال على أن تضع ٣ وردات على مكتبه يوميا، وعندما تخاصمه لا تضعها. وقالت منيرة أباظة – الأخت غير الشقيقة للراحل رشدى أباظة – عن سامية جمال، وقتما كانت زوجة لأخيها: كانت سيدة عظيمة جدا، من بداية زواجها برشدى دخلت وسطنا وأصبحت واحدة مننا، كانت تعرف رشدى من نظرته، ومثقفة جدا رغم أنها لم تنل حظها من التعليم، وتتحدث لغات بطلاقة، وصبورة، وعندما تزوج رشدى من صباح، فى لبنان، كنت مقيمة فى لبنان، فوجئت بتليفون من رشدى فى بيروت يتحدث لزوج أختى، يقول له: «أنا قادم على صيدا أحضر لى مأذونا»، وكان وقتها هو فى بيروت، وعلمنا أنه سيتزوج صباح، دهشنا، واتصلنا بوالدنا فى التليفون، وتفكيرنا كله كان فى طنط سامية، والخبر وصل قبل عقد القران، وكل ما فعلته سامية أنها تحدثت لوالدنا فى التليفون ووالدى كان يحبها جدًا. وأضافت «منيرة» أن اليوم التالى تحدث إليهم رشدى، قائلًا إنه سيعود للقاهرة، وانفصل عن صباح، وبمجرد عودته كانت سامية عاقلة جدًا، ووالدى امتص غضبها، ورشدى كان يعمل حسابًا لأبى جدًا ويخاف منه، وانتهى الموضوع، خاصة أنه اعترف بأن الأمر لم يكن سوى «نزوة».

 

منيرة أباظة: كانت صبورة ومثقفة رغم أنها لم تنل حظها من التعليم.. وأصبحت واحدة منا منذ زواجها بـ «رشدى»

وقالت «منيرة» إن الراحلة سامية جمال هى التى ربت «قسمت» ابنة رشدى، وكانت تذهب بها للمدرسة وتذاكر لها، وظلت معها 5 أو 6 سنوات.

وتحدثت ناهد عن مرور سامية جمال بالفشل فى الكثير من خطواتها، ولكنها كانت تصر على استكمال طريقها والنجاح، وفسرت ذلك بأنه لم يكن أمامها حل آخر، وأنها كانت ربيبة نفسها، فتقرر أن تبعد عن والدها غير الحنون وزوجة أبيها القاسية، وتعمل عند بديعة مصابنى، تشترى طلبات الراقصات، وأوضحت: وكل مرة ترى صورة لفريد الأطرش على مجلة تفكر فى أن تشتريها، وهى لا تعرف من يكون، ربطتهما علاقة غيبية. وأضافت: فشلت فى أول رقصة بسبب خوفها، هى ممكن تتعثر لكن لا تقف، وعندها نزعة تمرد، ونجحت لدرجة أن فريد الأطرش بعد موت أسمهان تحول إلى القمار، ورفض أن يعيش، لولا أنها تحدت الحياة والدنيا ووقفت إلى جواره. وأكدت ناهد أن زواج سامية من الأمريكى شيبارد كينج كان ردا على فريد الأطرش، بسبب رفضه فى حوار صحفى فكرة أن يتزوج من سامية، وتعرفت سامية على «كينج»، الأمريكى، الذى تزوجته وقدمت الكثير من الحفلات التى استولى هو فى النهاية على إيراداتها، وتابعت: فريد بعد سامية حاول يعمل ديو مع أكثر من فنانة مع شادية وليلى الجزائرية، ولم تكن فى نفس مستوى الديو الذى جمع سامية وفريد.