كتبت : مريم يعقوب

عقدت بالأمس ندوة السينما في الأزمات: نظرة على فلسطين بالتعاون مع مؤسسة الفيلم الفلسطيني بقاعة كوڤ، واستضافت الندوة المخرج خليل المزين والممثل احمد المنيراوي والمخرج رشيد مشهراوي والمخرجة فرح نابلسي بإدارة المخرج محمد المغني.

في البداية وجه المغني سؤالًا لأعضاء اللجنة عن مدي قدرة صانع الافلام على المساعدة في تغيير الشؤون الحالية حيث يعتقد أن الشعب الفلسطيني يطلب اولاً المأكل والحماية قبل أن تدوُن حكايته.

بدأ احمد المنيراوي حديثه بالترحم والدعاء على شهداء وشغب غزة مستعينا بقصيدة من قصائد محمود درويش كما أكد أن اهداف الاحتلال منذ ١٩٤٨ هي التشكيك في وجود وقدرات الشعب الفلسطيني.

بدأت نجوي نجار حديثها بالاشارة إلى صناع الأفلام الفلسطينيين الذين يحاربوا آلة الغرب ليتغلبوا على الرواية المزيفة التي تصدر في الغرب عن الشعب الفلسطيني واشادت بوقوف الشعب المصري بجانب الشعب الفلسطيني ثم تحدثت عن اهمية استخدام السينما كسلاح مهم للشعب الفلسطيني.

 

 

تسائل المخرج خليل المزين عن ما اذا كان الجمهور الفلسطيني سيتحمل مشاهدة افلام تحاكي الأحداث الحالية كما الواقع، كما وجه نقدا لصناع الافلام الفلسطينيين على اضطرار بعضهم لتبني الأجندات الغربية كي يحصلوا على تمويل لأفلامهم.

 

وأكد المخرج رشيد مشهراوي على ثقته بإستمرار المشهد السينمائي الفلسطيني حيث انه لا يوجد احتلال للأبد بل هناك سينما للأبد، وأن السينما هي التي تحمل رواية وحضارة وتاريخ الشعب الفلسطيني وأنها الفن الأبرز في تشكيل الثقافة الفلسطينية.

 

فضلت المخرجة فرح نابلسي أن تتحدث بالإنجليزية، وبدأت حديثها بقول أن السينما شكل من أشكال المقاومة، فهي ساعدت بالفعل على انتهاء دولة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

 

استنكرت نابلسي ما نراه من ازدواجية المعايير لدي هيئات حقوق الإنسان حيث انها لا تطبق على الجميع. وجه المغني سؤالاً للمخرج خليل المزين عن تجربته في اقامة مهرجان السجادة الحمراء في غزة بدأ المزين رده بإنتقاد الجماعات الإسلامية في غزة مثل حماس على تدميرهم لصالات السينما في غزة بعد عام ١٩٧٣ ،.

و رداً على سؤال المغني قال انه أراد بإقامة مهرجان سينمائي بغزة بعد حرب ٢٠١٤ ولكن لم تتوافر صالات السينما فإضطر إلى اقامة مسرح المهرجان على الركام. ايضاً لم تتوافر سجادة حمراء بطول ١٢٠ متر فإضتر إلى استخدام سجادة حمراء بمقياس ٧ x٨ متر واستخدم الملابس التالفة كشريط المهرجان الذي يقص في افتتاحه واقيم المهرجان بحضور اكثر من ١٠ الاف زائر، جميعهم من الشعب الغزاوي. واختتم حديثه بتوجيه النقد مرة أخرى للتيارات الإسلامية بغزة على تعاملهم مع المرأة والحريات وعن ضرورة تغيير مواقفهم بعد تضامن الجميع مع شعب غزة في الأحداث الجارية .

ورد المغني بالإشارة إلى التغييرات الإجابية التي تحدث كل عام من قبل حماس وانه في اخر زيارة له لغزة لم يشعر بفرق بين غزة والضفة من حيث الامان للرجال والسيدات.

 

سأل المغني المخرجة فرح نابلسي عن ظروف تصوير فيلميها الهدية والأستاذ في الداخل الفلسطيني. تحدثت نابلسي عن مدي صعوبة تصوير فيلم الأستاذ حيث أنهم بدأوا التصوير في الفترة التي قتلت فيها شيرين ابو عقله، على جانب اخر كانت صعوبة تصوير فيلم الهدية تكمن في التصوير في نقط تفتيش حقيقية.

 

وتحدث الممثل احمد المنيراوي على صعوبة عمله كممثل من قطاع غزة حيث انه لا يستطيع أن يذهب إلى المدن الفلسطينية الأخري، بالتالي يفوت فرص عمل كثيرة مع مخرجين فلسطينيين في الداخل. وجه المغنّي سؤالاً لمشهراوي ونابلسي عن طريقة تناولهم للشخصيات الاسرائيلية في افلامهم، هل يعملوا على ايجاد دوافع لهذه الشخصيات؟

 

ورد مشهراوي بانه غير ملزم على ايجاد دوافع لهذه الشخصيات وانه يعتمد على معرفة المشاهد السابقة بأبعاد المشهد في فلسطين، بينما ردت نابلسي برفضها التام للعمل على ارضاء اية اطراف المشاهدين، وانها تكتب القصة كفنانة فقط بدون التفكير في رد فعل المشاهدين، لكنها لا تستطيع أن تتعاون مع أي شخص لا يؤمن بوجود وحق الشعب الفلسطيني. شدد الممثل احمد المنيراوي على اهمية التوقف عن التظاهر بالصوابية السياسية والتركيز فقط على توثيق واظهار ما يحدث الآن في غزة. طلب المغنّي من الحضور الوقوف لدقيقة حداد على ارواح الشعب الفلسطيني قبل البدء في تلقي اسئلة الجمهور.

 

بدأ أحد الحاضرين بتوجيه الشكر لأعضاء الندوة على المعلومات التي وردت خلال الجلسة ثم سأل عن هوية الممثلين الذين يلعبوا شخصيات اسرائيلية في افلام نابلسي. ردت نابلسي بأن جميع الممثلين من فلسطيني الداخل أو الضفة أو القدس باستثناء الممثلة التي جسدت دور المحامية في فيلم الاستاذ حيث انها اسرائيلية داعمة لحركة مقاطعة اسرائيل “BDS” وداعمة لتحرير الشعب الفلسطيني، والممثل الذي جسد دور الضابط، فهو ممثل يهودي بريطاني. وجه احد الحضور سؤالاً عن مدى صعوبة جلب تمويل خارجي للفيلم الفلسطيني،

 

رد مشهراوي أن هذه المرحلة هي احد اصعب المراحل في صنع الفيلم حيث يتطلب أي فيلم تمويل دولي كي يحظى بحضور جيد في المهرجانات المرموقة وان هذه المرحلة ازدادت صعوبة الآن