كتبت :مريم يعقوب

على عكس الهدوء الذى يسبق العاصفة، فى طرقات الباب المستحية، الكائنة فى مطلع أغنية ألف ليلة وليلة، والتى ترد عليها وتريات بليغ حمدى بنفس الثبات والهدوء، قبل أن تتصاعد النغمات على درجات السلم الموسيقى، ليهرول بعدها القوس على أوتار الكمان، تمامًا مثلما تهرول عدد دقائق استماع أم كلثوم على تطبيق أنغامى، الذى تتصدر أغنية «ألف ليلة وليلة» قائمة أغانى أم كلثوم قوائمه، وهو ما يؤكد أن «الكوكب» تهيمن على الشرق فى كل زمان، وبمختلف الوسائط. لم يكن هذا هو الحال على تطبيق أنغامى فقط، بل على جميع أشهر تطبيقات الأغانى فى الوطن العربى أيضًا، فى هذا التقرير يرصد «قسم تدقيق المعلومات وصحافة البيانات» بـ«المصرى اليوم» تصدر أعمال أم كلثوم فى زمن التطبيقات الرقمية.

 

«الليل وسماه.. ونجومه وقمره.. وقمره وسهره.. وانت وأنا…» هى أكثر الكلمات التى استمعها نحو ٣ ملايين متابع لأم كلثوم على تطبيق أنغامى منذ إنشائه فى لبنان عام ٢٠١٢، أى من ٤ آلاف و٣٨٣ ليلة.

 

كم ليلة قضاها جمهور صاحبة

«ألف ليلة وليلة» للاستماع إلى أغانيها رقميًا؟

 

استغرق المستمعون فى «ألف ليلة وليلة»، مرورًا بـ«أنت عمرى» وصولًا إلى «سيرة الحب» أكثر من ٣٦٦ مليون دقيقة استماع على تطبيق أنغامى، ولم يختلف الحال على تطبيقات «سبوتيفاى» و«يوتيوب ميوزيك».

«والهوا آه منه الهوا» جمعت أكثر من ٤٠٠ ألف متابع شهريًا لأم كلثوم على تطبيق «سبوتيفاى»، واستمعوها لأكثر من واحد ونصف مليار دقيقة على التطبيق الذى تم إنشاؤه عام ٢٠٠٨، أى منذ ٥ آلاف و٥٦٤ ليلة.

بينما انقلب الحال على «يوتيوب ميوزيك» من «ألف ليلة وليلة» إلى «يا صباح الخير يا اللى معانا»، التى كانت أكثر استماعًا لنحو ٣ ملايين متابع لأم كلثوم، منذ إنشاء التطبيق فى ٢٠١٥، استغرق كل منهم نحو مليار و٢ مليون دقيقة فى «فرحه طول عمره ما ينساها ولا يسلاها».

وتمامًا مثل «الطير السارحة فى سماها» تجاوزت أم كلثوم حدود وطنها الأصغر للوطن الأكبر، حيث كان ٤٠٪ فقط من مريديها على التطبيقات الثلاثة من مصر، بينما كان الـ٦٠٪ الآخرون من ٧ دول عربية، على رأسها العراق ثم سوريا ولبنان والأردن، تليهما السعودية والكويت والإمارات المتحدة.

كان الشباب هم أكثر من يرفعون شعار «يلا نعيش فى عيون الليل.. ونقول للشمس.. تعالى تعالى بعد سنة.. مش قبل سنة» على التطبيقات الثلاثة، حيث تراوحت أعمار ٣٠٪ من مستمعى أم كلثوم على التطبيقات الرقمية بين ٢٥ و٣٤ عامًا، ذلك لأن أغلب مستخدمى تلك التطبيقات من الشباب.

فى حين أن ٧٠٪ من المستمعين كانوا من فئات عمرية أكبر، كما قالت الست بتأنٍ فى النهاية «بكل العمر هو العمر إيه غير ليلة زى الليلة».