كتبت: مريم يعقوب

يتزامن اليوم مع ذكرى رحيل الموسيقار محمد عبد الوهاب أحد أهم الأسماء الفنية التي أثرت في الموسيقى العربية في عالمنا العربي وأسهمت في تطوير الأغنية العربية بصورة كبيرة، والذى رحل عن عالمنا زى النهارده في الـ 4 من مايو، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا كبيرًا عبارة عن مجموعة من الأعمال الغنائية المهمة ما بين التلحين والغناء.

كشف لنا المايسترو سليم سحاب العديد من الأسرار بشأن عبد الوهاب أبرزها الرد على تهمة دومًا ما حاولت الانتقاص من الموهبة الكبيرة لعبد الوهاب والممثلة في أنه كان يعتاد الاقتباس في ألحانه، وكأنه لم يكن ليبنى ما بناه من امبراطورية في التلحين إلا بتلك الاقتباسات قائلا:” في البداية أنا مدين للقدر الذى عرفنى على تلك الشخصية الاستثنائية والفريدة الذى لم يكن لها مثيل في كل شيء، وأنا بالفعل كنت محظوظ بمعرفتى به، كما أننى مدين له، ففي لقاءنا الأول أصر على بقائي في مصر وأخبرنى أننى لابد من أستكمل معيشتى في مصر، وهو ما حصل بالفعل”.

تطرق سليم سحاب للرد على موضوع اقتباس عبد الوهاب الألحان من الغرب بقوله: “عبد الوهاب في البداية لمن لا يعلم كان (درويشى حتى النخاع) بمعنى أنه كان من مدرسة سيد درويش، وهو ما ظهر في ألحانه التي كانت استكمالاً لإبداعات درويش،استمر عبد الوهاب في إبداعاته التلحينية ولم يبح أحد بكلمة تجاهه بأنه يقتبس من الغرب أي لحن حتى عام 1979، حتى قرأت في الصحافة أنه متهم بسرقة ألحان من الخارج، وهو ما جعلنى أشعر بالصدمة مما أقرأه من الصحف خاصة أننى كنت وقتها عائد من موسكو وهناك وجدت الأساتذه مندهشين من عبقرية عبد الوهاب التلحينية”.

استكمل سحاب حديثه:” حينما بحثت وجدت أن الصحافة تنقل عن وثيقة اليونسكو بأنه أخذ لحن أغانى مثل “أحب عيشة الحرية” و”طول عمرى عايش لوحدى” من سيمفونية لبتهوفن وغيرها من الألحان من إحدى افتتاحيات تشايكوفسكى، وهو ما صدمنى أكثر خاصة أن هؤلاء كان ينبغي عليه الفهم أولاً، وبالتالي نشرت في مجلة سفير مقالاً بعنوان (اليونسكو تتهم عبد الوهاب والفضيحة لليونسكو)، فندت بهذا المقال كل أكاذيب اليونسكو، من خلال إبراز كل اقتباسات بيتهوفن نفسه وعباقرة الموسيقى الغربية الكلاسيكية كلهم ممن اقتبسوا موسيقاهم ممن سبقوهم، وبالتالي لم يكن حكرًا على عبد الوهاب الاقتباس مثلهم مما سبقه من حضارات، ثم أضاف لها أعظم الجمل التلحينيه من إبداعاته”.