بين تكريم لنجوم السينما وفعاليات بمشاركة أهم صانعيها تتواصل فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الغردقة لسينما الشباب التى انطلقت الخميس الماضى، وتختتم اليوم بحضور عدد كبير من نجوم السينما.

«ماستر كلاس»حسين فهمى

 

شهدت فعاليات المهرجان «ماستر كلاس» للفنان حسين فهمى، والذى تحدث عن بداياته وحبه للسينما فى طفولته: أحببت السينما منذ أن كان عمرى ٨ سنين، وانبهرت بعالم الفن والسينما، وكان حلمى دخول هذا العالم المبهر، وبعدها وجدت نفسى فى عالم الإخراج، أهلى كانوا قضاة ومستشارين، وأعضاء برلمان، فدخلت كلية الحقوق، وقرأت خبرًا عن افتتاح أكاديمية الفنون وسحبت أوراق التحاقى بالكلية وتقدمت للمعهد، وفى يوم الاختبار واللجنة الشخصية، سألونى

عن افلام إسماعيل ياسين وقلت لهم «بيقلدوا الأمريكيين، ومن أسوأ الأفلام»، وكان ضمن اللجنة نيازى مصطفى مخرج معظم أفلام إسماعيل ياسين وقلت وقتها «لن أنجح، وهاسقط».

وأضاف «فهمى»:«أمى تعبت وأبويا تجنبنى، وعائلتى حاربتنى، بسبب حبى للسينما، وأصررت على دخولى هذا العالم، أبويا كان صديق يوسف وهبى، وسليمان نجيب، وكنت أتعجب سبب رفضهم الفن رغم أن أصدقاءه من كبار الفنانين»

وتابع: «أطلب من شباب صناع السينما الانفتاح والقراءة والثقافة فى كافة المجالات من فن تشكيلى أوبرا ورسم وإخراج ومونتاج وتمثيل وملابس وإضاءة وصورة، كثير من الفنانين ليس لديهم معرفة أو ثقافة حاليًّا وهو يؤثر على الفنان الذى يجب أن يدرس فلسفة وعلم نفس، عالم السينما كبير وغير محدد، ضرورى القراءة فى كل المناحى».

 

وأكد «فهمى»: «أى مخرج شاب يتعامل مع نجم يجب أن يكون اختياره وفق أسباب، الكاستينج بالنسبة للمخرج ٥٠٪ من الفيلم، التعامل مع نجم يفرضه المنتج يكون نتيجته أن المخرج يعتذر عن الفيلم، المخرج هو مايسترو العمل، رأيه هو الأساس لأنه مسؤول عن الفيلم كله».

وعن رفضه إخراج فيلم لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، أوضح حسين فهمى: «المنتج رمسيس نجيب عرض علىّ إخراج فيلم لفاتن حمامة واعتذرت فور عودتى من أمريكا، ورفضت أن أتعامل مع نجمة كبيرة تفرض شخصيتها علىّ، وتمسكت برأيى».

وتابع «فهمى» متحدثًا عن تجربته فى الإخراج فى بداية مشواره: بدأت حياتى مساعد إخراج مع المخرج يوسف شاهين، وكان مسؤولًا عن شغل الفنانة سعاد حسنى، وطلب منى تعديل بعض البنود الخاصة بعقدها، وذهبت لأسلمه لها وكانت تصور فيلم (بئر الحرمان) وقتها فى ستديو النحاس، مع المخرج كمال الشيخ، والمنتج رمسيس نجيب، مع وحيد فريد، والكاتب إحسان عبد القدوس».

وأضاف «فهمى»: «قالى وقتها هو انت الممثل الجديد اللى مع يوسف شاهين، واخدنى البلاتوه وطلبوا منى أن أعمل اختبار كاميرا، وعرضوا علىّ مشاركتى فى فيلم (الحب الضائع)، وعملته بعدها مع رشدى أباظة». وتابع: «أول ظهورى كانوا يتعاملوا معى على أننى (الحليوة، صاحب العين الملونة)، ورفضت دخول أفلام ابن الذوات، وقدمت الإخوة الأعداء، شخصية بعيدة عن شكلى تمامًا، كسرت الصورة النمطية التى كانوا يريدون حصرى فيها، تعلمت أقول لأ حتى لو هاكل عيش حاف».

 

وبعدها قدمت «خللى بالك من زوزو»، بعد أفلام ناجحة، منها «دلال المصرية ونار الشوق» حققت إيرادات قوية لمؤسسة السينما.

 

وتابع: «إذا كنت استمريت فى الإخراج، كنت سأختار أعمال كوميدية، وكنت سأختار الطريقة الإيطالية فى السخرية».

وأكد «فهمى»: هناك فرق بين الممثل القادر على الأداء المسرحى، والنجم المرتبط بالسينما فقط، والشخص المشهور.

وفى شهادته عنه أثناء حضوره الماستر كلاس، قال المخرج محمد عبدالعزيز عن حسين فهمى:توأم الروح وصديق العمل، جمعنا حلم، ومشوار، نحضر أفلام وحفلات الأوبرا، نتسابق على شراء الكتب، لمتابعة كل ما يدور حولنا، جمعنا عالم السينما الساحر، وأنها إعادة صياغة للحياة بكل تفاصيلها، وأن المخرج يجب أن يعرف فى الحياة وعلم الاجتماع والاقتصاد والطبيعة لأنه يعيد صياغة الحياة نفسها، وأن المخرج هو النجم الأول لأى فيلم».

سلاف فواخرجى: لا يهمنى خسارة جمهور بسبب آرائى السياسية

شهدت فعاليات المهرجان ندوة للفنانة السورية سلاف فواخرجى أدارها الكاتب والناقد خالد محمود، والتى كرمها المهرجان فى حفل افتتاح دورته الأولى.

وخلال ندوتها أكدت «سلاف» أن مصر بالنسبة لها هوليوود الشرق، و«جواز مرور» أى فنان لقلوب الوطن العربى كله، وتابعت أنها تأثرت بكثير من النجوم المصريين على مدار مشوارها، ونشأت على مشاهدتهم ومتابعتهم.

وأضافت سلاف أنها تعشق التجربة ولذلك خاضت التمثيل والإخراج والكتابة مؤخرًا فى أحدث أعمالها ودرست الآثار، وتحضر حاليًّا ماجستير فى الآثار.

 

وتابعت أن اتجاهها للإخراج فى فيلم «رسائل الكرز» يأتى من منطلق حبها الإخراج وأيضًا حب المغامرة وخوض تجارب جديدة، وأنها تعلمت الكثير من هذه التجربة، وخلقت لديها تجارب جديدة تريد أن تخوضها.

 

وأضافت «سلاف» أن دراسة الفنان وتجاربه الخاصة تؤثر بشكل كبير على اختياراته الفنية بشكل غير مقصود، وتزيد من قدرته المعرفية.

وحول عملها بالدراما المصرية قالت «سلاف»: «إن كل الوطن العربى يعرف الأفلام والمسلسلات المصرية، وهناك علاقة قوية بين مصر وسوريا، ومنذ قدومى إلى مصر وجدت قبولًا واستحسانًا كبيرًا من الجمهور وأيضًا الفنانين المصريين، وأشعر بانتمائى الشديد إلى الفن والاستديوهات المصرية، ولم أواجه أى عوائق فى عملى بمصر».

أما عن عملها بفيلم «حليم» مع الراحل أحمد زكى، فقالت «سلاف» إنها لم تقابل النجم المصرى ضمن أحداث العمل، ومشاهدها كانت مع ابنه هيثم زكى، ويكفيها أنه أشاد بها فى إحدى المرات، وقبلها برأسها وأشاد بها.

وتابعت: «أعشق سوريا بلدى، وأدعو للالتفاف حولها بعد سنوات من الحرب وقضيتى الوطن حاليًّا ولا يهمنى خسارة جمهور بسبب آرائى السياسية لأن الحب هو العلاقة بين الممثل وجمهوره».

 

وعن متابعتها الفن المصرى منذ طفولتها قالت سلاف: مند صغرى أحببت الأفلام المصرية، خصوصًا أفلام نعيمة عاكف وكان عندى ٤ سنوات، وكنت دائمًا أحلم بالتمثيل، وكنت أحاول إشباع ذلك بالرسم، ثم شاركت فى مسلسل وعمرى ٨ سنوات، وتوقفت بعدها، وبعد سنوات درست علم الآثار، وظل الشغف بالتمثيل داخلى، حتى جاءتنى الفرصة لاحترافه.

وعن نشأتها وتأثيرها على أفكارها، قالت إن البيئة تؤثر بشكل كبير على تكوينها، وأنها اختارت أن يكون لها فكرها الخاص وآراؤها.

وحول تجسيدها شخصية «أسمهان» فى مسلسل تليفزيونى، قالت سلاف: حرصت على تقديمها من كل جوانب شخصيتها، ومفتاح الشخصية هو إحساسها أنها ستمَوت مبكرًا، لذا أخذت الشخصية من هذا الجانب، وتقديمها من جانب إنسانى، ودرستها وأحببتها دون أن أحكم عليها.

وأكدت أنها لم تواجه أى معوقات فى عملها بمصر، وكل صناعها يتعاملون بتواضع مع الممثلين العرب. من ناحية أخرى حضر على، نجل سلاف، ندوة تكريمها ووُجِّه لها سؤال: «من الابن الأقرب إليكِ بين أبنائك؟»، وردت عليه بأنها تحب كل أولادها بنفس القدر ولا تميز بينهم، وخطف «على» الأنظار فى المهرجان، وكان قد خاض تجربة التمثيل مع والدته فى أحد المسلسلات السورية التى عُرضت فى رمضان.

نجوم صناعة المخرج يوسف شاهين

وشهدت فعاليات مهرجان الغردقة لسينما الشباب ندوة تحت عنوان «نجوم صناعة المخرج يوسف شاهين»، بمشاركة صفية العمرى، حسين فهمى، محمود حميدة، أحمد وفيق، جابى خورى، أدارها الناقد خالد محمود، وقال الفنان محمود حميدة: يوسف لم يدرس السينما لكنه تعلم مرحلة مرحلة فى الإخراج والتمثيل والإضاءة، بينما تاريخه الشخصى فى المدرسة كان محبًّا للرقص والغناء وكان محبًّا للشو والمسرح، وبعد الدراسة أول أفلامه كان مع جون خورى مع حسين رياض وفاتن حمامة مع اثنين من كبار مساعدى الإخراج، وعين يوسف شاهين مميزة لا تنتمى لمدرسة معينة فى الإخراج، والكادر الخاص به تفاصيله واضحة دون عشوائية على الإطلاق وهو أهم ما يميزه، ليس له مرجعية، مخرج قوى.

وأضاف حميدة: «طلبت من جابى خورى كل أفلامه لمشاهدتها لأننى لم أفهمه بشكل سليم ولم أكن قد شاهدت أفلامه بشكل صحيح، كنت أتعامل معه كأنه أبويا، وهما الاتنين توفوا بنفس الأسبوع، وكل خناقاتى معهما تشبه بعضهما البعض».

وتابع حميدة أن يوسف شاهين كان معلمًا وفى نفس الوقت يتعلم من تلميذه ويعرف أفكاره وهو الأمر المتبع فى مدارس التعليم المتطورة.

وقالت الفنانة صفية العمرى: يوسف شاهين كان محبًّا للممثلين الذين يتعاونون معه وحياتهم، كان صديق عمرى، مخرج وأستاذ، يعيش تفاصيل وحياة الممثل، وعرض علىّ فيلم «المهاجر»، وقالى «الدور صغير وبطولة مشتركة وإذا اعتذرت لن أنزعج»، ورديت عليه «بدون أى شك أنا معك فى الفيلم» وهو من اعظم الأفلام فى تاريخ السينما، وبعدها عرض علىّ المشاركة فى فيلم «المصير»، وقال «لكنى سأغير ملامحك تمامًا»، «وأعتبر الفيلمين من أهم أفلام حياتى، لى الشرف والحظ أنى كنت أحد الفنانين فى حياته».

وحكى الفنان أحمد وفيق عن تجربته مع يوسف شاهين: موهبتى الأساسية هى الفن التشكيلى، وكنت أعتبر كادرات وزوايا تصوير يوسف شاهين لوحات، وكنت أتمنى العمل معه، وتعرف علىّ من خلال الأستاذ أحمد فؤاد سليم وعرض عليه أن يشاهدنى على المسرح وأرسل المخرج خالد يوسف ليشاهدنى على المسرح، وقال له إنه كوميديان وهو غير معروف، وطلب أستاذ أحمد فؤاد سليم منه أن يشاهدنى بنفسه، وبالفعل قدمت مشاهد كوميدى صريحة، ورُشحت لـ«المصير»، ولم يكن هناك مصير، وبعدها شاركت فى فيلم «الآخر»، وكنت أتمرد عليه لأنه هو أسلوبه فى الحياة، وكنت دائمًا أتناقش معه وكنت أقول له «مش فاهم»، وحينما يشرحلى المشهد تمثيلًا كنت أقول له «أنا مش همثل كده

وقال الفنان هانى سلامة إن عمره كان ١٩ عامًا عندما شارك فى أول فيلم له مع يوسف شاهين بعنوان «المصير»، ولم يكن وقتها يعلم الكثير عن فلسفة ابن رشد التى يتناولها موضوع الفيلم، لذا حاول المخرج أن يقربه إلى هذا العالم، مما يدل على عظمة مخرج كبير يعرف جيدًا كيف يوجه ويساعد فنانًا شابًا لا يعرف الكثير عن معالم قصة يجسدها سينمائيًّا. وأضاف أنه عمل مع يوسف شاهين أيضا فى فيلم «الآخر» مع عدد كبير من النجوم، وسط شغف كبير والكثير من المواقف المهمة، وأنه فخور بتاريخه المشرف مع المخرج الراحل.

وقال المنتج جابى خورى إنهم كعائلة يوسف شاهين يرممون أفلامه من خلال «أفلام مصر العالَمية» فى إطار الجهود المحافظة على إرثه الفنى.

وعلق الفنان حسين فهمى: أفلام «الأرض والاختيار وبابا أمين، إنت حبيبى»، علامات فى تاريخ السينما المصرية، موضحًا أن يوسف شاهين كان أستاذه فى معهد السينما، وعندما تخرج فى المعهد كان يدرس نفس المادة التى يدرسها المخرج الراحل، ثم سافر إلى أمريكا وعاد للعمل معه.

وأضاف فهمى أن شاهين كان يهتم بكل التفاصيل حتى نظافة شاشة السينما وكاميرا العرض، فهو يعد مؤسسة فنية خاصة. وأشار إلى أنه اتجه إلى التمثيل بناء على نصيحة من يوسف شاهين، وله العديد من الحكايات معه، وكان يتميز دائمًا بأن روحه شبابية فى الكواليس. وكشف أنه زار يوسف شاهين فى فترة مرضه قبل رحيله بنحو ٣ أيام، وأنه كان يريد أن يصبح ممثلًا