طوى شهر سبتمبر صفحاته، ومعه رحلت مجموعة من الفنانين و الموسيقيين، الذين حققوا طوال مسيرتهم حضورًا وتميزًا في السينما والدراما التليفزيوينة، وكانت الإصابة بأمراض السرطان، والقلب، أسباب وفاتهم.

 

10 سبتمبر.. سيد درويش

كان من أهم وأكبر مجددى الموسيقى والغناء في العصر الحديث

رحيل عبقرى الموسيقى ومجددها الشيخ سيد درويش الذى رحل عن عالمنا في اليوم الموافق 10 سبتمبر من عام 1923، وهو في ريعان شبابه قبل أن يكمل 32 عاما من عمره، ورغم ذلك كان من أهم وأكبر مجددى الموسيقى والغناء في العصر الحديث، وأثرى الفن والطرب ونهض به نهضة كبرى استلهم منها كبار الموسيقيين الكثير من الإبداعات وتخرج من مدرسته عشرات الفنانين، وغنى في حياته بلسان الفلاح والعامل والموظف والشيال والجرسون، وقاوم الاستعمار بالفن وكان صوتاً لثورة 1919، كما عبر عن انصهار كل الطوائف والجنسيات في مصر فغنى بلسان المصرى والسودانى والاجريجى.
ولد سيد درويش في 17 مارس عام 1892 باﻹسكندرية لأسرة متوسطة الحال، والتحق وهو في الخامسة من عمره بأحد الكتاتيب ليتلقى العلم ويحفظ القرآن، وبعد وفاة والده وهو في السابعة من عمره، قامت والدته بإلحاقه بإحدى المدارس، وبدأت تتضح موهبته الفنية في المدرسة، حيث بدأ ينشد مع أصدقائه ألحان الشيخ سلامة حجازي والشيخ حسن الأزهرى ثم عمل بالغناء فى المقاهى.
تزوج سيد درويش وهو في السادسة عشرة من العمر، وأصبح مسؤولا عن عائلة، وعمل مع الفرق الموسيقية، لكنه لم يوفّق، فاضطر أن يشتغل عامل بناء، وكان يغنى خلال العمل ، فيثير إعجاب العمال وأصحاب العمل، وتصادف وجود الأخوين أمين وسليم عطا الله، وهما من أشهر المشتغلين بالفن، في مقهى قريب من الموقع الذي كان يعمل به الشيخ سيد درويش، فأعجبا بصوته واتفقا معه على أن يرافقهما في رحلة فنية إلى الشام في نهاية عام 1908، ثم عاد سيد درويش إلى الشام في عام 1912 وبقي هناك حتى عام 1914 ، حيث أتقن أصول العزف على العود وكتابة النوتة الموسيقية، ولحن أول أدواره يا فؤادي ليه بتعشق.
وأسفر تعاون سيد درويش مع بديع خيرى عن تراث كبير ومبهر من الأعمال الفنية والوطنية التي لحنها وغناها سيد درويش وكتبها بديع خيرى، ومنها أغانى ثورة 1919 وأجمل تراث درويش ومنها أغانى: “دنجى.. دنجى، «مخسوبكوا أنداس، شد الحزام على وسطك، يا حلاوة أم إسماعيل، هز الهلال ياسيد، الحلوة دى قامت تعجن، البحر بيضحك ليه، اقرأ يا شيخ فقاعة تلغراف آخر ساعة، آه ده اللى صار”.

13 سبتمبر.. سراج منير

درب الكثير من مشاهير الموسيقيين مثل الموسيقار محمد فوزي والموسيقار بليغ حمدي

ممثل مصري، ولد في مدينة القاهرة في عام 1904، وكان عضوًا في فريق التمثيل خلال فترات الدراسة حتى المرحلة الثانوية، وبعدها سافر إلى ألمانيا لدراسة الطب، لكنه سرعان ما تخلى عنها لكي يدرس السينما، وظهر خلال هذه الفترة في عدد من الفلام الألمانية الصامتة، ثم عاد إلى مصر قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية، وانضم للعمل مع فرقة الفنان يوسف وهبي، كما عمل مع الفنان نجيب الريحاني. عمل سراج منير في السينما على نحو مكثف خلال حقبتي الأربعينات والخمسينات، ومن أفلامه: (الشاطر حسن، أمير الانتقام، ليلة الحنة، لحن الخلود، سيدة القطار).
قام سراج منير بمشاركة ميمي شكيب التمثيل في فيلم “ابن الشعب” عام 1934 وهنا ربط الحب بينهما واعترضت أسرته على زواجه بها لأنها مطلقة، ولديها ابن من طليقها، لكن انتصر الحب في النهاية بعد عدة سنوات بتدخل نجيب الريحاني عام 1942 واستمر الزواج حتى رحيله.
شارك خلال مسيرته في 138 عملًا فنيًا بين السينما والمسرح، وأخرج 5 مسرحيات كان آخرها “اللي يعيش ياما يشوف” سنة 1956، وكان فيلم “حكم قراقوش” هو تجربته الوحيدة في اﻹنتاج، والذي تسبب في خسارة فادحة له، ما دفعه لرهن الفيلا التي كان يعيش فيها مع زوجته الفنانة الراحلة ميمي شكيب حيث تكلف 40 ألف جنيه ولم يحقق عائدا فأصيب سراج منير بذبحة صدرية ليرحل عن 53 عاما في 1956.

16 سبتمبر.. الفنان فؤاد المهندس

حرص البالغ على اللغة العربية من خلال أبيه وهو صاحب الفضل الأول في تنمية مواهبه الفنية

فؤاد المهندس من مواليد 6 سبتمبر 1924 في محافظة القاهرة حي العباسية، وترتيبه الطفل الثالث في العائلة بعد أختين هما (صفية) و(درية)، والشقيق الرابع هو (سامي المهندس).
والده هو (زكي المهندس) العالم اللغوي، ولذلك كان في منزلهم حرص بالغ على اللغة العربية التي أتقنها من خلال أبيه، فكان أبوه هو صاحب الفضل الأول في تنمية مواهبه الفنية، وقد ورث عنه خفة الدم وحضور البديهة وسرعة الخاطر الذي ميزه في مشواره الفني.
وعندما التحق بكلية التجارة انضم لفريق التمثيل بالجامعة، وشاهد الفنان الراحل (نجيب الريحاني) وأعجب به في مسرحية (الدنيا على كف عفريت)، فانضم لفرقته المسرحية لعله يحظى بأحد الأدوار إلا أنه لم يساعده كثيرًا، وبعد وفاة الريحاني انضم لفرقة (ساعة لقلبك)، وكانت هذه بدايته مع التمثيل.
فنان كوميدي مصري من كبار الفنانين المخضرمين المحترمين الذين مثلوا في المسرح و السينما و التليفزيون كما كان له برنامج إذاعي اجتماعي يومي يسمى كلمتين و بس ، كما أنه خلف كماً كبيراً من الأغاني في أفلامه و مسرحياته ، و تميز في التليفزيون بتقديم أعمال كثيرة للأطفال أشهرها فوازير عمو فؤاد في شهر رمضان و التى لاقت نجاحاً كبيراً لدى الأطفال كما قدم مسرحيات كثيرة للأطفال منها هاله حبيبتى و غنى أغنيات للأطفال أشهرها هنوا أبو الفصاد و رايح أجيب الديب من ديله اللتان لايزال يرددها الأطفال إلى الآن ، كما أنه دخل تجربة الإنتاج السينمائي عندما أنتج فيلم فيفا زلاطا الكوميدي إلا أنه لم يلقى نجاحاً في وقتها.
أشهر أعماله في المسرح كانت مسرحيات (سيدتي الجميلة، السكرتير الفني، أنا وهو وهي، حواء الساعة 12، سك على بناتك)، وأشهر أفلامه كان (أرض النفاق، أخطر رجل في العالم، شنبو في المصيدة، العتبة جزاز). كما قدم للتلفزيون عدة مسلسلات منها (عيون) و(أرض النفاق).
وكان يرى أن الفن له رسالة سامية وهي خدمة المجتمع. توفي في 16سبتمبر عام 2006 إثر أزمة قلبية، وذلك في منزله في حي الزمالك بالقاهرة.

19 سبتمبر.. جميل راتب

لماذا رفض جميل راتب الإنجاب؟

ولد جميل راتب يوم 18 أغسطس عام 1926، بالقاهرة، وتوفي في 19 سبتمبر، لأب مصري مسلم وأم مصرية صعيدية، ابنة شقيق الناشطة المصرية هدى شعراوي، وليس كما يشاع أنه من أم فرنسية، كلٌ منهما من أسرة غنية محافظة، أنهى التوجيهية في مصر وكان عمره 19 عاماً، دخل مدرسة الحقوق الفرنسية، وبعد السنة الأولى سافر إلى باريس لإكمال دراسته، وقرر دراسة التمثيل فى السر بعيدا عن عائلته التى كانت ترفض عمله بالفن، وبسبب ذلك تم إيقاف المنحة التي كانت تبلغ 300 جنيه، وفي عام 1947 عاد إلى القاهرة لأسباب عائلية.
تزوج راتب مرة واحدة فقط، من فتاة فرنسية كانت تعمل بالتمثيل، تدعى “مونيكا مونتيفير”، اعتزلت التمثيل بعد ذلك، وتفرغت للعمل كمديرة إنتاج، ثم منتجة منفذة، ثم مديرة مسرح الشانزليزيه، إلا أنها تعيش في باريس، عندما كان يذهب إلى باريس يقوم بزيارتها في بيتها الريفي، لأنهما شبه منفصلين منذ فترة طويلة، لكنه يكن لها احتراماً وتقديراً.
وكشف راتب في أحد لقاءاته، أنه تزوج من سيدة فرنسية مسيحية، وكان هناك احترام متبادل بينهما، حيث تحترم هي ديانته التي يعتنقها، وهو نفس الأمر الذي يبادلها به، مشيرا إلى كون الصعوبة كانت ستظهر في حال كان لديهم أولاد، حيث كانت زوجته تفضل أن يكون أبناؤها على نفس ديانتها، وهو ما علق عليه قائلا: “ده كان هيبقى سبب نقاش بينا احنا الاتنين”، لافتا إلى أن مشروع الأبناء كان صعبا ومؤجلا بسبب هذا الأمر، كما أنه لم يرغب بعد هذه الزيجة في الارتباط بسيدة أخرى وإنجاب الأبناء منها، حيث كان يرى أن أهم أمر في حياته هو الفن، وهو ما كان يكتفي به.

22 سبتمبر.. الفنان هشام سليم

أشهر البرامج التي قدمها “النادي الدولي”.. واستضاف فيه كبار الفنانين العرب والغربيين

ولد الفنان هشام سليم في مدينة الاسكندرية عام 1958. والده هو اللاعب المشهور ورئيس النادي اللأهلي الأسبق صالح سليم وأخوه هو خالد سليم زوج الفنانة يسرا.
أحب التمثيل منذ صغره ولفت إليه الأنظار في أول أدواره، وكان لايزال طفلاً، والذي كان في فيلم “امبراطورية ميم” مع الفنانة فاتن حمامة وأحمد مظهر ومن إخراج حسين كمال عام 1972. شارك أيضاً في فيلم “أريد حلاً” مع فاتن حمامة ورشدي أباظة وإخراج سعيد مرزوق عام 1975 وفيلم “عودة الإبن الضال” مع الفنانة ماجدة الرومي وهدى سلطان ومن إخراج يوسف شاهين عام 1976.
تابع دراسته في معهد السياحة والفنادق وتخرج منه عام 1981 ثم درس الفن في الأكاديمية الملكية بلندن من خلال دراسات حرة ودرس أيضاً اللغة الفرنسية.
عاد إلى عالم التمثيل من خلال مشاركته في فيلم “تزوير في أوراق رسمية” مع محمود عبد العزيز وميرفت أمين وإيمان البحر درويش ومن إخراج يحيى العلمي عام 1984.
في نفس العام شارك في فيلم “لا تسألني من أنا” وهو آخر أفلام الفنانة الكبيرة شادية ومن إخراج أشرف فهمي. حتى نهاية الثمانينات شارك في العديد من الأعمال وهي: فيلم “سترك يارب”، فيلم “سنوات الخطر”، فيلم “بصمات فوق الماء”، فيلم “رجب الوحش”، فيلم “ساعات الفزع”، فيلم “الانتقام”، فيلم “السفلة”، فيلم “الأوباش”، فيلم “الزيارة الأخيرة”، فيلم “رجل لهذا الزمان”، فيلم “نداء الدم”، فيلم “الملعوب”، فيلم “حارة الجوهري”، فيلم “عطشانة”، فيلم “عندما يتكلم الصمت”.
عام 1988 شارك في أول أعماله الدرامية وحققا نجاحاً كبيراً لدى الجمهور وهما مسلسل “الراية البيضاء” مع سناء جميل وجميل راتب ومن إخراج محمد فاضل كما إنضم إلى أسرة مسلسل “ليالي الحلمية” بكافة أجزاءه التالية من خلال دور “عادل سليم البدري” من إخراج اسماعيل عبد الحافظ. بعدها شارك في فيلم “اغتيال مُدرّسة”، فيلم “بنت الباشا الوزير”، مسلسل “اليقين”، فيلم “الأراجوز” وفيلم “فضيحة العمر”.
خلال سنوات التسعينات شارك في الكثير من الأعمال وهي: فيلم “اسكندرية كمان وكمان”، فيلم “قسمة ونصيب”، فيلم “الخادم”، مسرحية “شارع محمد علي”، فيلم “اللعب مع الشياطين”، فيلم “الجبلاوي”، فيلم “يا مهلبية يا”، فيلم “السجينة 67″، فيلم “الهجامة”، مسلسل “ومازال النيل يجري”، فيلم “أرض الأحلام”، فيلم “كريستال”، مسلسل “أرابيسك أيام حسن النعماني”، فيلم “قليل من الحب كثير من العنف”، مسلسل “أهالينا”، فيلم “ميت فل”، فيلم “يا دنيا يا غرامي”، مسلسل “هوانم جاردن سيتي” بجزئيه الأول والثاني، مسلسل “إمرأة من زمن الحب”، مسلسل “خيانة” وفيلم “جمال عبد الناصر”. عام 2010 شارك في مسلسل “لحظات حرجة” الجزء الثاني ومسلسل “اختفاء سعيد مهران” كما وضع صوته على شخصية هدهد سليمان في مسلسل الرسوم المتحركة “قصص الحيوان في القرآن” عام 2011.
عام 2016 شارك في الجزء السادس من ليالي الحلمية وعام 2017 شارك في مسلسل كلمة سر. عام 2018 شارك في مسلسل لدينا أقوال أخرى مع النجمة يسرا ومسلسل طايع ومسلسل اختفاء. عام 2019 شارك في مسلسل كلبش 3 وفي عام 2021 شارك في مسلسل هجمة مرتدة وفيلم موسى.
توفي في 22 سبتمبر 2022 بعد معاناة مع مرض سرطان الرئة.

28 سبتمبر.. أحمد رمزي

كان أول أفلامه “أيامنا الحلوة” عام 1955 مع عبدالحليم حافظ وعمر الشريف وفاتن حمامة

أحمد رمزي ولد في 23 مارس 1930، رحل عن عالمنا يوم 28 سبتمبر 2012، لأب مصري يعمل طبيبا هو الدكتور محمود بيومي، وأم إسكتلندية هيلين مكاي، شقيقه الوحيد سار على طريق والده وأصبح طبيبا، بينما هو درس في مدرسة الأورمان ثم مدرسة فيكتوريا، قبل أن يلتحق أيضا بكلية الطب لكنه تركها بعدما رسب ثلاث سنوات.
التحق أحمد رمزي بعدها بكلية التجارة ولم يكمل تعليمه بعد أن اكتشفته السينما، ولم يكن يفكر في دخول عالم التمثيل، ولكن عندما شاهده المخرج يوسف شاهين رفقة صديقه الفنان عمر الشريف، حيث أقنعه بالتمثيل وقال له إن ملامحه سينمائية.
وبالفعل، كان أول أفلام أحمد رمزي “أيامنا الحلوة” عام 1955 مع عبدالحليم حافظ وعمر الشريف وفاتن حمامة، ثم توالت مشاركاته وبطولاته في السينما بعد ذلك ووصلت نحو 120 عملا، ومن أهم أفلامه (بنات اليوم، 3 نساء، حب إلى الأبد، ثرثرة فوق النيل، تمر حنة، الوسادة الخالية، الخروج من الجنة، عائلة زيزي، شلة المراهقين، شقة الطلبة) وغيرها.
وحاول “رمزي” أن يجرب حظه في السينما العالمية لكن التجربة لم تكتمل، واعتزل السينما لسنوات طويلة بعد انتهائه من تصوير فيلم “الأبطال” مع فريد شوقي 1974، وقرر الانسحاب من الوسط الفني والاشتغال بالتجارة وعمل في بناء السفن، ولكن مشروعه خسر وترك مصر قبل أن يعود إليها بعد 10 سنوات ونجح في تسوية أوضاعه المالية.
وعاد أحمد رمزي للسينما بفيلم “قط الصحراء” عام 1995 مع يوسف منصور، وفي عام 2000 شارك في بطولة آخر أفلامه “الوردة الحمراء” مع يسرا، باﻹضافة إلى مسلسل “وجه القمر” مع فاتن حمامة، واختتم مشواره بمسلسل “حنان وحنين” مع صديقه عمر الشريف كما كانت انطلاقته. وتوفي أحمد رمزي في 28 سبتمبر 2012 بمنزله بالساحل الشمالي عن عمر يناهز 82 عامًا إثر سكتة دماغية حادة.