تقرير: محمد أيمن البخاري

مهرجان كان السينمائي من أهم مهرجانات السينما في العالم. و قد أسس هذا المهرجان سنة 1946. و يقام هذا المهرجان في شهر مايو كل سنة في مدينة كان الواقعة جنوب فرنسا. يقوم المهرجان بتوزيع العديد من الجوائز من أبرزها جائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم. ويقام المهرجان في قصر المهرجانات في شارع لاكروازييت المعروف على سواحل خليج كان اللازوردية.

كيف انطلق مهرجان كان ؟
بدأت أول دورة من مهرجان مدينة كان الفرنسية في الأول من شهر سبتمبر سنة 1939. و في ثالث يوم من المهرجان اندلعت الحرب بين فرنسا و بريطانيا من جهة و بين فرنسا و ألمانيا من جهة أخرى، مما جعل المنظمين يؤجلون المهرجان إلى أجل غير مسمى بسبب ظروف الحرب المشتعلة.تزايدت تداعيات الحرب بين فرنسا و ألمانيا إلى قيام ألمانيا باحتلال أجزاء من الأراضي الفرنسية، مما أنهى فكرة استكمال المهرجان في باديته الأولى التي لم تتجاوز يومين.
و استمرت هذه الحرب للأسف لتصبح بداية الحرب العالمية الثانية التي لم تنتهي حتى نهاية سنة 1945. و لم يكن في ذلك الوقت من الممكن أن يتم إعادة تفعيل المهرجان، فانتظر القائمون عليه سنة حتى يعود للظهور من جديد في منتصف سنة 1946 التي شكلت سنة الانطلاقة الفعلية للمهرجان. لم يصمد المهرجان سوى سنتين حتى توقف سنة 1948 و توقف مرة أخرى سنة 1950 بسبب ظروف مادية، و توقف لآخر مرة سنة 1968 ، وهو صامد إلى غاية الآن دون توقف.
يشتهر مهرجان كان السينمائي بحضور ضخم و كبير و متنوع، حيث يعتبر المهرجان الوحيد الذي يلتقي فيه كم هائل من السينمائيين من كل أنحاء العالم في نفس الوقت في مدينة كان. إضافة إلى ذلك فإن مهرجان كان يعرف بتميزه و تجديده و قدرته الجميلة على مواكبة الأنماط الفنية الجديدة و دعمها عن طريق تكريمها في أروقة دورات المهرجان. و تختلف جوائز المهرجان من سنة لأخرى لكن الجوائز الأصلية للمهرجان تبقى هي نفسها و هي كالتالي:
السعفة الذهبية: يحصل عليها أفضل فيلم في الدورة كلها وفق تحكيم اللجنة.
الجائزة الكبرى: تمنح لأفضل فيلم سينمائي و هي مختلفة عن السعفة لأنها نتيجة رأي لجمة التحكيم فقط ولا علاقة لها بمعايير السينما. و هناك كذلك: جائزة لجنة التحكيم، جائزة أفضل إخراج، جائزة أفضل سيناريو، جائزة أفضل ممثل، جائزة أفضل ممثلة، جائزة أفضل فيلم قصير، جائزة أفضل فيلم قصير للجنة التحكيم. و هناك العديد من الجوائز الأخرى التي تتجاوز في بعض السنوات عشرين جائزة، فهي أحيانا تكون تابعة للجان معينة أو جمعيات سينمائية تقدم جائزتها عبر المهرجان، أو في بعض الأحيان تكون موسمية تنظم على إثرها مناسبة سينمائية خاصة.
يتم فرز الأفلام المرشحة لهذه الجوائز عن طريق المرور بمراحل فنية دقيقة، حيث يتجاوز عدد الأفلام المرشحة للفوز في المهرجان كل سنة عن ألفي فيلم. حيث تعمل مجموعة لجان متخصصة على فرزها إلى غاية الوصول إلى 22 فيلما متنافسا فقط، و أهم شرط فيها أن يكون أول عرض لها في المهرجان أولا. وعن المهرجان في دورة السادسة والسبعين والتي تقام من ١٦ إلى ٢٨ مايو الجاري ،ستكون السينما العربية حاضرة بقوة وبشكل خاص الدول الإفريقية منها وفق ما أعلنه تيرى فيرمو مدير المهرجان ، والذي رحب بالحضور القوي للقارة الإفريقية بشكل عام ، تشارك السينما العربية بستة أفلام ، خمسة منها من القارة الإفريقية ، في المقدمة تونس ، حيث يشارك الفيلم التونسى «بنات ألفة» للمخرجة كوثر بن هنية فى المسابقة الرسمية ، لتكن المرة الأولى التى تنافس فيها المخرجة المتميزة على السعفة الذهبية، بعد نجاحات دولية كان أبرزها وصول فيلمها «الرجل الذى باع ظهره» للقائمة النهائية لترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم أجنبى عام ٢٠٢١.


فيلم الافتتاح للدورة 76 للمهرجان
يشترك النجم الأسطوري، جوني ديب، مع المخرجة مايوين، في بطولة الفيلم السينمائي «جان دو باري»، والذي قد تم اختياره للعرض الافتتاحي لمهرجان كان ضمن دورته السادسة والسبعين، وساعدت مايوين أيضًا في كتابة الفيلم بالإضافة إلى تمثيلها دور البطولة، وتعرض هذه الدراما التاريخية لأوّل مرّة للعالم يوم 16 مايو 2023.
«جان دو باري» إنتاج دولي مشترك
اشترك مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي مع فرنسا في إنتاج فيلم «جان دو باري»، وأول فيلم من تمويل المملكة العربية السعودية للتنافس على العرض الافتتاحي في مهرجان كان السينمائي، أكثر المهرجانات السينمائية شهرةً على مستوى العالم، وجدير بالذكر أن مهرجان البحر الأحمر السينمائي بدأ الدعم لمراحل التطوير والإنتاج وما بعد الإنتاج منذ عام 2019 لـ170 فيلم عربي وإفريقي.
أبطال فيلم «جان دو باري
تشترك المخرجة مايوين في بطولة الفيلم مع النجم جوني ديب، الذي يلعب دور الملك الفرنسي لويس الخامس عشر، بالتعاون مع كوكبة منتقاة من نجوم السينما الفرنسية، مثل بنجامين لافيرن وميلفيل بوبو وبيار ريشار وباسكال جريجوري ونويمي لفوفسكي وإينديا هير.
قصة فيلم «جان دي باري»
تلعب «مايوين» دور امرأة شابة من الطبقة العاملة، متعطشة للثقافة والمتعة، تستغل ذكائها وجاذبيتها في ارتقاء قمّة الهرم الاجتماعي، لتصبح عشيقة الملك لويس الخامس عشر، الذي يستعيد بدوره شهيّته للحياة من خلال علاقته بها، ومع وقوع الثنائي في الحب بجنون، تنتقل جان إلى قصر فرساي، خلافًا لكلّ أصول اللياقة والآداب العامة، ويكون وصولها للبلاط الملكي جالبا للكثير من المصائب.
وعن أفلام المسابقة ينافس في المسابقة الرسمية حتى الآن فيلمي BLACK FLIES للمخرج الفرنسي جان ستيفان سوفير، وLE RETOUR لزميلته المخرجة كاثرين كورسيني.
فيلم BLACK FLIES من بطولة شون بن، كالي ريس، مايك تايسون، كاثرين واترستون، وغيرهم، وتدور أحداثه حول مسعف شاب يحصل على دورة مكثفة في تقنيات إنقاذ الأرواح أثناء العمل مع أحد المحاربين القدامى في نيويورك.
أما فيلم LE RETOUR من بطولة دينيس بوداليديس، و فيرجينيا ليدوين، أيساتو ديالو ساجنا، وغيرهم، وتدور أحداثه حول سيدة أربعينية تتيح لها الفرصة للعمل لدى عائلة باريسية غنية، لرعاية أطفالها في إجازة الصيف لتعود إلى بلدتها التي غادرتها مع أطفالها منذ 15 عاما في ظروف مأساوية.
أفلام العرض الأول
ويشهد مهرجان كان السينمائي الدولي هذا العام عرض 3 أفلام لأول مرة، وفق القائمة المعلنة حتى الآن، وهي PERDIDOS EN LA NOCHE، و L’AMOUR ET LES FORÊTS، وEUREKA.
أما خارج المسابقة فيعرض فيلم L’ABBÉ PIERRE، للمخرج والممثل فريدريك تيلير، وتدور أحداثه حول شخص يعاني من الفقر والتشرد بعدما عانى وكافح في الحرب العالمية الثانية
وتشهد مسابقة نظرة ما عرض فيلمين وهما وهي: ONLY THE RIVER FLOWS للمخرج وي شوجان، و UNE NUIT للمخرج الفرنسي أليكس لوتز ويعرض خارج المسابقة في حفل ختامها.
وقد أعلنت إدارة مهرجان كان السينمائي الدولي هذا العام اختيارها للفيلم المصري القصير “الترعة” ضمن مسابقة “LA CINEF” الخاصة بمدارس السينما والتي تعد إحدي مسابقات المهرجان الرسمية والذي سيشارك ضمن 14 فيلم تم اختيارهم من قبل المعهد العالي للسينما الفرنسي.


والفيلم تدور أحداثه حول شاب من صعيد مصر يذهب لترعة ملعونة ويتعرض لأمور غريبة تدفعه للشك في كل ما حوله ليواجه مصيره المحتوم.
وكان لصناع الفيلم عدد من التصريحات الصحفية منهم المخرج جاد شاهين والذي عبر عن سعادته بمشاركة الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي كونها المرة الثانية لمشاركة مصرية بهذه المسابقة والأولي كانت بفيلم “ما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام بالكيلو 375” للمخرج عمر الزهيري.
وتعد هذه الدورة هي دورة إستثنائية للمهرجان نظراً للتحديات والتخوفات التي من المتوقع مواجهتها من قبل إدارة المهرجان والمقرر إقامة فعالياته في الفترة من 16-27 مايو المقبل وذلك بسبب التظاهرات والاحتجاجات المعترضة على قانون رفع سن التقاعد والذي أصدره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
وأشار موقع “VARIETY” في تقريره عن المهرجان أن دورة هذا العام ستشهد قلقاً من قبل الكثيرين وذلك لما تتعرض له فرنسا مؤخراً حيث من المتوقع أن تنقطع الكهرباء عن فعاليات المهرجان وذلك بعد تهديدات نقابة عمال الطاقة الفرنسية اعتراضاً على قرار الرئيس الفرنسي الأخير
وأصدرت نقابة الطاقة الفرنسية بياناً وجاء كالتالي “في مايو افعلوا ما تريدون، لكن فعاليات مهرجان كان السينمائي وجائزة موناكو ودورة رولان جاروس ومهرجان أفينيون المسرحي ستكون في الظلام”.
وكشفت الإدارة عن البوستر الرسمي لدورته هذا العام والذي تصدرته النجمة الفرنسية كاترين دونوف
المشاركة العربية
يشارك في المسابقة الرسمية الفيلم التونسي “بنات ألفة” LES FILLES D’OLFA، للمخرجة كوثر بن هنية، وبطولة هند صبري وإنتاج حبيب عطية ونديم شيخ روحه، وعبّرت المخرجة والمؤلفة عن سعادتها بمشاركتها في المهرجان المرموق، عبر حسابها بموقع فيس بوك وقالت إنه فخر كبير لها.
تستند أحداث فيلم “بنات ألفة” لقصة واقعية حول امرأة تدعى “ألفة” لديها 4 بنات، مستعرضة كاميرا المخرجة بأسلوب جديد في حياتها بطريقة تجمع بين الوثائقي والدراما، وكان الفيلم ضمن القائمة النهائية لمشروعات أفلام “ملتقى القاهرة السينمائي”.


وتشهد المنافسة المرتقبة في مهرجان كان عودة للعديد من صنّاع الأفلام سبق لهم الفوز بالسعفة الذهبية مثل نوري بيلج جيلان، ناني موريتي، كين لوتش، ويم فيندرز وهيروكازو كورييدا.
أما عن قائمة الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان كان بدورته الـ76، فتشمل 19 فيلمًا من دول مختلفة، تحمل عناوين CLUB ZERO، وTHE ZONE OF INTEREST، وFALLEN LEAVES، وأيضا ASTEROID CITY، وANATOMIE D’UNE CHUTE، و L CHIMERA.
كما تشمل القائمة أيضًا أفلام LA PASSION DE DODIN BOUFFANT وRAPITO وMAY DECEMBER وJEUNESSE وTHE OLD OAK، وأيضا BANEL E ADAMA وPERFECT DAYS وFIREBRAND
وتشهد الدورة المقبلة لمهرجان كان السنيمائية رقمًا قياسيًا للمشاركة النسائية، إذ تشارك 6 مخرجات وهن التونسية كوثر بن هنية، أليس روهفاشر، وجيسيكا هاوسنر، وكاثرين بريلات، وجوستين ترييت والسنغالية متا تولاي سي.


وللمرة الأولى تشارك السينما السودانية في قسم “نظرة ما” بمهرجان كان السينمائي، إذ اختارت إدارة المهرجان الشريط السينمائي الجديد للمخرج محمد كردفاني “وداعًا جوليا”، ليكون العمل السوداني الأولى في المهرجان الدولي.
فيلم “وداعًا جوليا” من نوعية أعمال الدراما الاجتماعية يتماس مع السينما الواقعية، إذ يسلّط الضوء على الجوانب المتعددة للثقافة السودانية التي لم تعرض من قبل على الشاشة الكبيرة، وتدور أحداثه في الخرطوم قبيل انفصال الجنوب.
الأفلام العربية المشاركة
تونس: “بنات ألفة” للتونسية كوثر بن هنية أول الأفلام العربية المشاركة، وهو من بطولة هند صبري وتأليف وإنتاج حبيب عطية ونديم شيخ روحه، وتم تصويره وتنفيذه في تونس العام الماضي.
يجمع العمل بين الوثائقي والدراما، حيث استُلهم من قصة حقيقية لامرأة تدعى “ألفة” في الأربعينيات من العمر، تنحدر من بيئة فقيرة وهي ربة منزل وأم لـ4 فتيات. ويركز الفيلم على كيفية تعاملها مع بناتها المراهقات وميولهن نحو التطرف وهروبهن إلى ليبيا للانضمام إلى تنظيم “الدولة” وانتهائهن في السجن.
السودان: ويشارك ضمن مسابقة “نظرة ما” في المهرجان، 3 أفلام عربية أولها الفيلم السوداني “وداعا جوليا”(Goodbye Julia) للمخرج محمد كردفاني، ويعد أول فيلم سوداني يقع عليه الاختيار في مهرجان “كان” عبر التاريخ.


وتتناول قصة الفيلم تبعات الصراع السياسي في السودان اجتماعياً، من خلال رصد الصراع الدائر داخل المنازل في شمالي السودان وجنوبيه.
المغرب: ويشارك في منافسات المسابقة أيضاً، فيلمان من المغرب هما: “كذب أبيض” The Mother of All Lies للمخرجة أسماء المدير. وتدور قصة الفيلم حول رحلة أسماء لاكتشاف طفولتها مع متابعة قصة انتفاضة الخبز عام 1981 وكيف أثَّرت هذه الانتفاضة في المجتمع المغربي.
والفيلم المغربي الثاني هو “كلاب الصيد” Hunting dogs للمخرج كمال لزرق، وتدور قصته حول أب يعيش مع ابنه في الضواحي الشعبية ويحاولان البقاء على قيد الحياة يومياً بالعمل في الأحياء الفقيرة، ويتعرضان لموقف صعب حين يجدان جثة رجل اختطف عن طريق الخطأ في سيارتهما.
الجزائر: ويشارك الفيلم الجزائري “عمر الفراولة” (Omar la Fraise) للمخرج إلياس بلقدار بالمسابقة أيضاً، ويتناول قصة محتال هارب في شوارع الجزائر يواجه مواقف غير متوقعة.