علمونا منذ الصغر ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺮﺍﺏ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﺨﺮﺍﺏ وان البومة مشؤومة وان الثعبان يأكل ذيله وان الحرباء تغير جلدها ويتغير لونها وﻋﻠﻤﻮﻧﺎ أيضا ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ ﻣﺎﻛﺮ ﻭﺍن الحمار يظل حمارآ وان الذئاب لا تعرف الرحمة
لكنهم لم يعلمونا من قبل أن عجائب الدنيا ثمانية وليست سبعة كما قالوا.
فالعجيبة الثامنة هي أن هناك ذئابا من البشر حولنا ترتدى أقنعة لتختبئ خلفها.
إن الذئب صاحب معارك من الخصومات والغدر في بعض الأحيان،، ومن عادته أن يخرج ليلا إلى الافتراس، ويضرب به المثل في الخبث والغدر والخداع لأنه قد لا يتنازل عن الفتك بذئب آخر مثله وربما أيضا من نفس قطيعة أو النيل من فريسته إذا رآها دون أدنى شعور بالرحمة وتلك الصفات ليست ببعيدة عن صفات الكثير من البشر حولنا.
فقد يكونون هؤلاء من أقرب المقربين من الذين لا نتوقعهم ابدآ ولا حتى بأحلامنا.
فربما يكون الأب أو الأم صالحين ومن أصحاب السمعة الطيبة والتاريخ المحترم المشرف ومع ذلك قد نتفاجىء بابنة أو زوجة أو أخت دمرت وأهانت هذا التاريخ النظيف المشرف بالطمع والطموح القاتل ولو على حساب الشرف والأمانة ولهث بعض الفتيات من ناقصات الدين والعقل والتربية السوية والأخلاق الحميدة وراء الدجل والشعوذة والشرك بالله والسحر والأعمال الشيطانية للحصول على زوج الأحلام الغنى صاحب النفوذ والأموال ومحاولات الزوجة الطائشة فاقدة الإيمان بالله -عز وجل- الجاهلة بدين الله وحدود الله وتورطها في أعمال السحر من أجل السيطرة على الزوج أو تفريقه عن أحبائه وأقاربه وأيضا المرغوب في جلبه رغما عنه للاستيلاء على أمواله.
ومنهم من الأبناء أو الآباء من الذين يتسبب طمعهم في الحصول على الأموال أو في التورط بالتجارة غير مشروعة مثل تجارة الآثار والمخدرات ومنهم من يسرق ومنهم من يرتكب الجرائم من أجل المال والثروات والأحلام الشيطانية الواهمة والأمل في التربح السريع بل قد يصل الأمر إلى النصب والاحتيال على السيدات الأكبر سنا واستغلالهن ماديا وابتزازهن عاطفيا باستخدام قناع الحمل الوديع وهم يخبئون خلفه وجه الذئب الحقيقي.
ليس فقط هؤلاء، فهناك من أصحاب المهن الشريفة أيضا من باع وفقد ضميره المهني وخرج على القانون وعن سياق شرف مهنته التي أقسم يمينا أمام الله قبل البشر بالأمانة والوفاء لها ولكن شياطين الأنس ما أكثرهم في كل مجال فلم يفوتوا فرصة التربح الحرام فمنهم أطباء فسده باعوا ضمائرهم ليتاجروا في السموم من أجل المصلحة الشخصية والأهواء الشيطانية والأموال المشبوهة العفنة ومنهم من يشارك في جرائم بشرية كتجارة الأعضاء وتجارة الأدوية الممنوعة والمخدرات المصنوعة من مواد كيميائية قاتلة مثل حبوب الهلوسة ومساحيق قتل الحشرات واستخدامها في قتل البشر والسيطرة على عقولهم سواء كان بالإدمان أو الموت المحقق بهبوط حاد بالدورة الدموية وتوقف عضلة القلب وحالات تسمم الدم والجلطات والذبحات الصدرية والنزيف الدموى والشلل وغيرها
ومنهم من يقوم بالتزوير فى الأوراق الرسمية والرشاوى من اجل استخراج شهادات وفاة وميلاد وزواج وطلاق وخلافة من التسهيلات من أجل الحصول على معاشات او ميراث او ممتلكات وعقارات من حقوق للاخرين وسرقة مال الغير وربما يصل الأجرام لسرقة مال الدولة.
كل هذا وذاك هو عبارة عن صور وأشكال متعددة لحقيقة الذئاب البشرية التي حللت لأنفسها بأحقادها وطمع نفوسها الاستيلاء على حقوق الآخرين واعتبارها حقوقا مكتسبة تسلبها من أصحابها عنوة، وقتما تريد ورغم أي اعتبار عنوة، ضاربة أبشع وأخطر بل وأقبح الأمثال البشرية في الغدر والخداع والكذب وموت الضمائر
لذلك أدعوكم جميعا لاحترام الذئاب فهي على الأقل لا تبتسم في وجه فريستها عكس البشر التي في العلن تظهر كالضحايا المظلومين المساكين وفي الخفاء حاملين السكاكين في مشهد سودوا ألعن من الشياطين.
وفي النهاية وكما عودتكم قرائي الأعزاء والأحباء إلى قلبي لا يسعني إلا أن أقول ارحمونا يا بشر!!!!!!!!