«بيتر» هو الطفلُ الأكثر خجلًا وسط زملائه.nيحدث هذا دومًا له في كل الأماكن التي يذهب إليها، خاصة في المدرسة أو وسط حياته الاجتماعية البسيطة؛ إنه يعيش مع عمته «ماي» والعم «بن» منذ سنوات طويلة، بعد أن فقد أباه.nوانعكس هذا الخجل دومًا نحو جارته «ماري» التي صارت زميلته في المدرسة.nومرت السنوات على «بيتر» دون أن يتغلب على خجله..nوفي المدرسة الثانوية، راح زملاؤه يعرضونه لمواقف حرجة، من أجل التغلب على هذا الخجل، لكن أبدًا، فالشاب الطيب لا يعرف سوى التفوق المدرسي وخاصة في العلوم..nوكم عانى «بيتر» من هذا الخجل، خاصة أنه ودَّ أكثر من مرة أن يلفت أنظار «ماري» إليه، لكن بلا فائدة.nإلى أن جاء يوم، توجه فيه تلاميذ الفصل إلى المؤسسة العلمية لمشاهدة أحدث ما وصل إليه العلماء، وكان «بيتر» سعيدًا، فالمؤسسة مهتمة بالتطور المتلاحق في علوم الهندسة الوراثية.nوراح العالم يشرح لهم أنه تم عمل تجربة متطورة، على العناكب، من أجل أن تصبح خارقة القوة، خاصة العنكبوت الأحمر، وانبهر التلاميذ، في اللحظة التي انقطع فيها التيار، فتمكن العنكبوت من السقوط على يد «بيتر» وسرعان ما تم الإمساك به.nأحس الشاب بالعنكبوت، وقد لدغه، لكنه لم يهتم كثيرًا..nوفي المنزل بدأ «بيتر» يحس بأشياء تحدث له، في جسمه، وراحت تخرج من أطرافه خيوط أشبه بخيوط العنكبوت، وعندما خرج إلى الشارع، وجد نفسه قادرًا على الحركة بسرعة، وعندما انطلق وجد نفسه يطير إلى أعلى العمارات.. بل بين ناطحات السحب..nيا إلهي.. ماذا حدث بالضبط؟nلقد صار الشاب العنكبوت لديه قدرة على الطيران، والقفز بواسطة الخيوط القوية، كما أن لديه قدرة على تسلق البنايات من جدرانها، مثلما تفعل العناكب.nوأحس «بيتر» بالخوف.nتُرى، ماذا سيفعل بهذه القوة الخارقة؟، إنه لا يعرف كيف يواجهها.nبعد عدة أيام، قام بعض لصوص المدينة بعملية الاستيلاء على أحد البنوك، وتمكنوا من إلحاق الأذى بالمواطنين، وأطلقوا الرصاص على العم «بن».nواستطاع «بيتر» أن يرصد، بما لديه من قوي خارقة، مكان اللصوص، فانطلق وسط البنايات العالية، وتمكن من مواجهة هؤلاء الأشرار، ونجح في القبض عليهم، وأسرع ناحية العم «بن» قبل أن يفارق الحياة، وقال:nأعِدُكَ.. أن أحارب الشر في كل مكان.nلم يكن «بيتر» يعرف أنه في تلك اللحظات، تحدث أمور جسيمة في مكان آخر بالمدينة، فالسيد «نورمان» والد زميله «هاري» الذي تحبه «ماري» يقوم أيضًا بإجراء أخطر التجارب العلمية.nإنه يحاول كشف القوى الخارقة في الإنسان، وعندما أجرى تجربته الأخيرة خرج من الجهاز المتطور مخلوق شرير، سرعان ما اندفع نحوه، وألقاه أرضًا وقال:nمن الآن.. سنصبح شخصًا واحدًا، يظهر كلٌّ منا عند اللزوم.. أنا «النفخة الخضراء» سوف أسيطر على العالم.. وأنت «نورمان» ستحملني إلى الناس..nوهكذا تحول العالم «نورمان» إلى شخصيتين، فالشرير يسكنه، ويخرج من أعماقه إلى المدينة من أجل أن يدمر بناياتها، سعيًا وراء السيطرة عليها.nأما «نورمان» نفسه فهو طيب، معجب كثيرًا بذكاء «بيتر» ويحاول الاستفادة منه، ويتمنى لو صار ابنه «هاري» في مثل تفوقه.nكان «نورمان» يعاني من بعض مشاكل إدارية، في المؤسسة العلمية الضخمة التي يتولى رئاستها، فقد صدر قرار بإبعاده عن منصبه، نتيجة لأفكاره الخارقة.nلذا قرر الشرير أن يخرج من جسد «نورمان» وأن ينتقم شر انتقام.. في تلك الساعة، اجتمع الكثيرون من أعضاء المؤسسة من بينهم «هاري» والفتاة التي يحبها «ماري» للاحتفال بالمشروعات الجديدة المعتزم عملها..nوانطلق الوحش المعدني الشرير في الجو، واقترب من مكان الاحتفال، وراح يطلق عليه من أدوات التدمير التي يمتلكها، فاشتعل المبنى بالنيران، وراح يتصدع، وأخذ ينهار.nووجدت «ماري» نفسها تقفز من أعلى البناية، وتتعلق في طرفها، بين الحياة والموت، فأخذت تصرخ طالبة النجدة، لكن حجم الكارثة لم يتح لأحد أن ينقذ أخاه..nوفجأة وجدت «ماري» نفسها تحلق في الجو، يرفعها شخص غريب الشكل يرتدي قناعًا أحمر، ويطير بها، صاحت:nشكرًا.. لكن.. من أنت؟nقال وهو يضعها في مكان آمن: اسمي.. الرجل العنكبوت.. عن إذنك.. أمامي مهام إنسانية.. كان عليه أن ينقذ هؤلاء الذين تعرضوا للمخاطر، وأن يواجه الوحش المعدني الذي انطلق في الجو يطلق صيحات الفرح، لما حققه من تدمير.. بينما وقفت «ماري» تشاهد ما يحدث أمامها، وقد تساءلت في إعجاب:nتُرى من يكون هذا الشجاع؟.. أحس أنه يعرفني، ويفعل كل ذلك من أجلي..nلم تكن تتخيل أن «الرجل العنكبوت» الشجاع، هو نفسه زميلها وجارها «بيتر» الذي يتسم بخجل شديد، خاصة أنه بعد هذا الحادث لم يكشف قط أنه الرجل العنكبوت، الذي يقوم بأعمال الخير والإنقاذ في المدينة، وصار شخصًا محبوبًا، ومعروفًا من كل الناس لأعماله المتتابعة، في إنقاذ الناس من كوارث محققة..nوكان الوحش المعدني هو أول من تنبه إلى القوة الخارقة، التي يتمتع بها «الرجل العنكبوت» فقال في نفسه:nهذا الشخص، إنه يمتلك قدرات خارقة، سوف أضمه إلى قوتي وسنحكم العالم معًا.nقرر أن يعرف كل شيء عنه، وراقبه، وهو يقوم بإنقاذ «ماري» للمرة الثانية، حين اعترض طريقها أربعة لصوص وهي عائدة إلى المنزل، فلقنهم درسًا، وساقهم إلى قسم الشرطة، وعاد ليطير بالفتاة، فوق المدينة..nوفي طريق العودة، اعترض الوحش المعدني طريق «الرجل العنكبوت» وقال له:nإذا صارت لديك قوة.. فاستفد منها.. وعليك أن تختار أن تكون بجانبي..nورفض «الرجل العنكبوت» هذا العرض.. لكن الخصم اللدود، لم يتوقف عن ملاحقته، وعندما أدرك من رفضه النهائي، دخل معه في معركة قصيرة قاتلة..nوبدت القوة الشرسة في أعلى صورها، وهي تواجه القوة الطيبة، إنهما متقاربان؛ لذا أصيب «الرجل العنكبوت» بجرح في ذراعه، بينما صاح الوحش المعدني:n- سوف نلتقي.. إما أن تكون معي، أو سأتخلص منك..nوبعد أيام، كان «بيتر» في زيارة زميله «هاري» وعندما ظهر الأب «نورمان» سأل:nما هذا الجرح الذي في يدك.. من سببه لك؟nوعرف «بيتر» أن هناك من اكتشف سره، وأن الخطر لا شك قادم..nكان كل شيء ينبئ بالمواجهة الحاسمة، فالوحش الحديدي لا يزال يسيطر على «نورمان» بقوة، ويتقمص جسده، ويريد السيطرة على العالم بقوته، أما «الرجل العنكبوت» فهو يرمز دومًا إلى الخير..nوفجأة، وفي أعلى بنايات المدينة، وقف الوحش الحديدي أمام خصمه وقال له:nالليلة.. إما أنا.. أو أنت..nلم يكن هناك اختيار في هذه المرة.. بل مواجهة، صار على كل منهما أن يستخدم أقصى ما وصلت إليه قوته، وكان كل منهما قد عرف هوية الآخر..nوانطلق كل منهما يستخدم سلاحه الذي يمتلكه.nوقبل أن يلفظ الشرير روحه، تبدلت هيئته، وصار «نورمان» الذي قال:nاعذرني يا بني.. هذا الشرير تملكني.. وقد خلصتني منه.. أرجو ألا تخبر «هاري» بالحقيقة، وصار على «بيتر» أن يتكتم الخبر..nوأن يبارك زواج حبيبته «ماري» من صديقه.. «هاري» وأن يستمر في رسالته الإنسانية لحماية الطيبين مِن الأشرار..
التعليقات