مريم يعقوب تكتب: الحرافيش 2025

مريم يعقوب تكتب: الحرافيش 2025

 كلمة “الحرافيش” أصلها من الشارع. كانت زمان بتوصف الطبقة المطحونة، اللي تحت السلم، اللي مالهاش ضهر ولا صوت. نجيب محفوظ لما كتب عنهم، ماكانش بيكتب عن الفقر بس، كان بيكتب عن منظومة كاملة من القهر والسكوت وزى ما كل حاجة بتتغير كمان مفهوم الحرافيش أتغير هو كمان

الحرافيش اللي كانوا رمز للمظلومين، اتحولوا في 2025 لرموز للاستغلال، والضرب من تحت الحزام، والخيبة الأخلاقية.

بنشوفهم حوالينا في كل حتة:

ناس طلعوا من القاع، بس بدل ما يرتقوا بأنفسهم، قرروا يشدّوا الكل لتحت.

بقوا عبدة للمال، بيبيعوا ضميرهم عشان لقمة، أو وظيفة، أو حتى لايك على بوست!

وأصبحنا بنشوف:

 • المتسلق اللي يطبل للباطل عشان منصب.

 • الخاين اللي يبيع صاحبه عشان مصلحة لحظية.

 • الحاقد اللي يتمنى الخراب لغيره لمجرد إنه مش زيه.

دول مش بس فقدوا الكرامة… دول اختاروا يعيشوا بدونها، وافتكروا إنهم أذكياء

هنا وفى المقال ده تحديدا هتكلم عن نوع تاني من “الحرافيش الجدد”، نساء من القاع، مش قاع الفلوس، لا، قاع الأخلاق.

أمهات بتربي أولادها على المخدرات، أو سايبة بنتها تبيع شرفها مقابل موبايل حديث أو شنطة ماركة،

أو ست بتطبل لابنها وسايباه يخدع بنات الناس ويضحك عليهم ، وبتقول: “سيبه راجل!”

أو أم راضية إن بنتها تدخل علاقات سامة عشان لقمة أو شقة.

دول مش ضحايا الفقر

دول ضحايا العفن الداخلي… وده أخطر من أي فقر

عبدة المال: الحرافيش اللي بقوا فتوات

زمان، الحرافيش كانوا ضحية الفتوة…

دلوقتي، الحرافيش بقوا فتوات السوشيال ميديا.

يضربوا في الكل، يغلطوا في الشرف، يشتموا، يفضحوا…

وكل ده عشان فلوس، شهرة، وهم القوة.

ناس باعت إنسانيتها على باب إعلان مدفوع، أو بوست فيه فضيحة مصطنعة أو دعم مادى

ناس تتخانق على لايف فيه سباب، وتقول عليه “حرية رأي”!

ناس ترقص على الأطلال، وتعيط بكاميرا مفتوحة وتقول “أنا مظلومة”… وهي بتاكل حقوق الكل

إحنا في زمن الحرافيش؟ ولا زمن المسخ؟

الحرافيش الحقيقيين كانوا ناس موجوعين، ساكتين، بيتمنوا يوم نور.

لكن حرافيش 2025، دول ناس اختاروا يعيشوا في الضلمة…

ويقطعوا النور عن أي حد بيحاول يقوم.

فيه فرق كبير بين “الفقير المحترم”

وبين “الرخيص اللي باع نفسه

مش كل غلبان بريء… ومش كل سِت مضحية

فيه غلابة أنضف من أغنياء كتير،

لكن فيه برضه “حرافيش” وسخة، لازم نقولها كده… وسخة.

لأن الفقر مش مبرر لانعدام الأخلاق.

والظروف مش عذر للهوان والخيانة.

والمجتمع مش هيقوم على نكد وبكاء، لكن على وعي وكرامة.

 يا ترى…

إنت حتفضل تتفرج؟

ولا حتسأل نفسك:

أنا فين من الحرافيش دول.

Share:
img
الكاتب

مريم يعقوب

التعليقات

أضف تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مميزة بعلامة *