كتبت : مريم يعقوب

تتواصل فعاليات المهرجان القومى للمسرح، برئاسة الفنان محمد رياض، والتى انطلقت مؤخرًا، وتتنوع الفعاليات خلالها بين الندوات والمحاور الفكرية، والاحتفاء بالمكرمين، وكذلك العروض المسرحية المشاركة.

وأقيمت ندوة بالمجلس الأعلى للثقافة، عن سيدة المسرح العربى الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، والتى تحمل الدورة الـ١٧ اسمها، ويحتفل بها المهرجان على مدار فعاليتين، الأولى جلسة فكرية وشارك بها الناقد الدكتور عمرو دوارة، والناقد أحمد خميس، ويدير الجلسة الدكتور والفنان أيمن الشيوى.

 

وتحدث الدكتور أيمن الشيوى، عميد المعهد العالى للفنون المسرحية، مدير المسرح القومى، مؤكدًا أن سميحة أيوب ظاهرة فنية تستحق الدراسة، وهى فنانة شاملة وشاهدة على عصور فنية، لأنها بدأت مبكرًا، وهى بالفعل سيدة المسرح وقدمت لنا أعمالًا عظيمة، كما أنها أدارت المسرح القومى من قبل باقتدار، وحققت نجاحًا كبيرًا فى مجال الإدارة، وإذا كان الرئيس السورى حافظ الأسد قد أطلق عليها لقب «سيدة المسرح»، فإنه يطلق عليها لقب «ظاهرة المسرح العربى» خاصة أنها نموذج لفنانة متطورة فى كل شىء ونشكرها على ما قدمته لنا من تراث مسرحى عظيم.

 

 

وأضاف الدكتور عمرو دوارة: «سميحة أيوب منتجة شاطرة جدًا، وأنتجت العديد من الأعمال، ولم يكن هدفها الربح، وهى بالمناسبة تعى دورها الوطنى، وقدمت من قبل الكثير من المسرحيات الوطنية فى المسرح الحديث، حينما تولت إدارته، من بينها (العمر لحظة، مدد.. شدى حيلك يا بلد)، أثناء حرب الاستنزاف، وكان لديها دور قوى فى دعم الفنانين ومنحهم الفرص، فهى لها أيادٍ بيضاء على المسرح المصرى، وقدمت ٩٥ عرضًا مسرحيًا، وقدمت كل أنواع العروض المسرحية، فهى أيقونة المسرح المصرى والعربى».

 

وأوضح الناقد أحمد خميس: «سميحة أيوب نموذج حقيقى للخروج من النموذج المعلب للممثل، وهى دائمًا تعمل على تنمية وتطوير قدراتها وتدربت على الغناء وعزف البيانو، فهى لم تقف عند الدراسة الاعتيادية، ولكنها تعاملت مع كل الاتجاهات المسرحية ومع الكثير من التجارب والمدارس الإخراجية، وعملت مع الكثير من المخرجين الكبار، وسأتوقف عند عرض لم تقدمه وهو «كان فيه واحدة ست»، الذى كانت ستقدمه مع المخرج خالد جلال، فهى دائمًا تستجيب لما يحدث حولها من تطورات فى الوطن، فهذا العرض كان عن ثورة يناير، ولكنه لم يخرج للنور». وأضاف «خميس»: سميحة أيوب لها دور مهم فى إدارة المسرح، حيث إنها وأثناء حرب أكتوبر كانت تعرض مسرحية «ألف بوسة وبوسة»، فأوقفت المسرحية واختارت نصًا يتواكب مع المرحلة، وكانت حريصة على مستقبل المسرح المصرى، وتتجاوب مع القضية ولديها وعى، وتجيد التعبير عن أفكارها، وعندما تتحدث فى قضية يكون لديها دائمًا وجهة نظر، وهى علامة مهمة فى مصر والوطن العربى، علامة فارقة لا يمكن تجاهلها».

وتضمنت فعاليات المهرجان أيضًا حفل توقيع لكتاب عن المؤلف والمنتج أحمد الإبيارى، والذى يكرمه المهرجان فى دورته الـ١٧، الكتاب أصدره المهرجان، وأعده الكاتب الصحفى رشدى الدقن.

 

 

 

وشهدت أيضا الأيام الأولى من المهرجان عددًا من العروض المسرحية، وهى «النقطة العامية، منحنى خطر، حديث الصباح والمساء، أرتيست، مملكة السحر والأسرار، طقوس الإشارات والتحولات».

وخصص مهرجان المسرح المصرى حفل توقيع كتاب «عاشق المسرح» عن مسيرة المؤلف والمنتج الكبير أحمد الإبيارى، والذى يكرمه المهرجان فى دورته الـ ١٧، والكتاب من تأليف الكاتب رشدى الدقن، وأدار الندوة وحفل توقيع الكتاب الإعلامى عبد الحميد السيد، بحضور رئيس المهرجان النجم محمد رياض، والفنان طارق الإبيارى نجل المنتج أحمد الإبيارى، والمخرج والناقد جمال عبدالناصر، رئيس اللجنة الإعلامية.

ووجه المذيع عبدالحميد السيد التحية للمهرجان لاختيار أولى ندوات المكرمين مع المؤلف والمنتج أحمد الإبيارى، لما له من تأثير كبير فى الوسط المسرحى.

وأضاف أن علاقته بالمؤلف والمنتج الكبير أحمد الإبيارى بدأت منذ سنوات، بعدما قرأ قصة حياة أبوالسعود الإبيارى كاملة، وكل ما تعرض له، ومشواره الحافل الذى لا يكفى له كتاب واحد، وعندما جاءته الفرصة للكتابة عنه شخصيًا سعد للغوص أكثر فى حياة الإبيارية.

 

من جانبه قال المؤلف أحمد الإبيارى: «أنا عاشق للمسرح وعندما تم سؤالى هل جاء هذا التكريم متأخرًا؟ قلت لا، لم أشعر بذلك، بعدما جاءتنى مكالمة من محمد رياض رغم أننى تعجبت إلا أننى كنت على يقين أن لكل جهد وتعب حقًا فى النهاية، وتعجبى كان بسبب أننى طوال عمرى لم يتم دعوتى لحضور مهرجان فكون المهرجان يريد أن يكرمنى، فذلك يعنى لى الكثير وأن ربنا لم يضيع أجر تعب والدى فى المقام الأول، لقد عشت ولمست كل أعماله ومشواره مع كافة النجوم وعمالقة الفن، ومع كل المعوقات التى واجهها أيضًا، وكل ما تعلمته منه كيفية إدارة منظومة بنجاح».

 

وأضاف: «مع بداية معرفة أبوالسعود الإبيارى بموهبتنا فى الكتابة انزعج وكان مشفقًا علينا من ممارسة هذه المهنة الشاقة، ولكنه شجعنا كوننا أبناء مدرسته الفنية». وتابع: «ابنى لديه موهبة ودارس ومطلع على كتاباتى وكتابات جده.. مقدرش أقول لابنى لا تمارس ما حاربت سنوات من أجله».

 

وردًّا على سؤال حول دوره فى مشاريع إحياء المسارح قال الإبيارى: «قمت بتجديد مسرح الريحانى وقدمنا فيه أعمالًا لسنين عديدة، أبرزها مسرحيات سمير غانم، وتعاونت مع سعيد صالح من خلال مسرح إسماعيل ياسين فى الإسكندرية وجددته وقتها أيضًا بالكامل، وأخدت أيضًا سينما الأنفوشى وحولتها لمسرح وعرضت فيها بشكل أسبوعى». كانت فعاليات الدورة الـ١٧ للمهرجان القومى للمسرح المصرى قد انطلقت برئاسة الفنان محمد رياض، وعرض فى حفل الافتتاح «أستاذ جمهور» وهو عرض استعراضى، بطولة طلبة ورش التمثيل بالمهرجان، والفرق الاستعراضية، والتأليف الموسيقى للموسيقار محمود طلعت، وتصميم الديكور لمحمد الغرباوى، وتصميم الجرافيك لمحمد عبدالرازق السيد، وتصميم أزياء لأميرة صابر، وتصميم الاستعراضات لمصطفى حجاج، وماكياج أحمد فكرى، وتصميم الإضاءة لياسر شعلان، وسلط العرض الضوء حول أهمية الجمهور، وكيفية استخدام جميع عناصر وأدوات العمل الفنى المسرحى من أجل إرضائه وحصوله على المتعة الفنية.

 

كما تم عرض فيلم لـ«سيدة المسرح العربى»، تأليف نادر صلاح الدين، وإخراج أشرف فايق، بطولة الفنانة سميحة أيوب، والفنان أيمن الشيوى، ومازن نادر محمد، وسارة الشرقاوى، ومحمد يوسف المنصور وحنين وهدير طلعت، وعدد من طلبة وطالبات ورش التمثيل بالمهرجان القومى للمسرح.

 

وكرم المهرجان ١٠ قامات مسرحية متعددة التخصصات، حيث حرص الفنان محمد محمود على تقديم أول تكريم للفنان أحمد بدير، وقدم الفنان صلاح عبدالله تكريم الفنان أحمد آدم، وقدم الفنان طارق النهرى تكريم الفنان حسن العدل، وقدمت الفنانة مادلين طبر التكريم للفنان المخرج عبدالله سعد، كما قدمت الفنانة جميلة عوض التكريم للدكتور عاطف عوض، وقدمت الدكتورة رانيا يحيى التكريم للدكتورة نجوى عانوس، وقدم الفنان أحمد فؤاد سليم التكريم للفنان أسامة عباس، الذى تغيب عن الحضور وتسلم حفيده تكريمه، وقدم الفنان صلاح عبدالله التكريم للفنان أحمد الإبيارى، وقدم الفنان أحمد كمال التكريم للفنانة سلوى محمد على، وقدمت الفنانة رانيا شوقى التكريم للفنان عزت زين، وقدمت الفنانة إلهام شاهين التكريم للفنانة سميحة أيوب.

 

وقال الفنان محمد رياض، رئيس المهرجان: الدورة السابعة عشرة من المهرجان القومى للمسرح المصرى تحمل اسم رمز كبير من رموزنا الفنية الخالدة، سيدة المسرح العربى الفنانة الكبيرة سميحة أيوب.

 

وأضاف: نسعى لأن يكون المهرجان ساحة للنقاش والتقاء المدارس المسرحية بكافة أطيافها، من خلال مشاهدة العروض وحضور الندوات الفكرية التى أعدتها إدارة المهرجان والورش المسرحية بكافة تخصصاتها، واسمحوا لى أن أشكر كل مدربى الورش، ونحن نلتقى مجددًا اليوم فى حب المسرح فى أكبر ملتقى للعروض المسرحية المصرى، مجددين الأمل فى مشاهدة أعمال تمثل نهضة فنية ومسرحية جديدة، ورؤية أجيال جديدة تنهض لتصنع وترسم مستقبلها ومستقبل المسرح المصرى، ومتابعة أجيال أخرى، لا تزال ترسى وتقدم الإبداع من أجل إسعاد الجمهور، وتعبر عن قضايا الوطن.

 

وأضاف «رياض»: «أوجه الشكر إلى الراحلين الكبيرين أشرف عبدالغفور وطارق عبدالعزيز، اللذين رحلا عن عالمنا قبل شهور لكنهما باقيان بما قدماه من فن وعطاء وإبداع، وعلى ما قدماه من جهد وخدمات كبيرة للمهرجان بمنتهى الإخلاص والتفانى، كما أوجه الشكر للراحل الكبير الناقد عبدالغنى داوود». وأشار رياض: «أؤكد التضامن مع القضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطينى للحصول على حريته واستقلاله».

 

وقال وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو فى كلمته: «نحتفل برمز عظيم، وهى سيدة المسرح العربى سميحة أيوب، واختيار اسم الفنانة صاحبة العطاء الفنى هو احتفاء بمسيرة إبداع، مسيرة ساهمت فى الإبداع لكافة الفنانين، والمسرح المصرى ليس مجرد فن، بل هو جزء بسيط من هويتنا المصرية، وساهم فى تشكيل وعى المجتمع، وقدم العديد من النماذج فى الإبداع والتميز والرقى، وما زال المسرح المصرى ينشر الثقافة».

 

وأضاف: «نحتفل بإرث كبير وعريق، فالمسرح المصرى مسيرة من الإبداع، ونطمح لأن يعطينا المسرح قوة لنساهم فى نشر الثقافة والحفاظ على هذا البلد وتطويره، والمسرح وسيلة فعالة لنشر الوعى، وعليكم نشر إبداعاتكم».