الورم الدماغي هو نموٌ غير طبيعي للخلايا داخل الدماغ، أو في الطبقات المحيطة التي تحمي غشاء الدماغ، والتي يُطلق عليها اسم «الأغشية السحائية». وعلى الرغم من أنه حالة نادرة، غير أنه يعدّ سبباً مهماً للأمراض والوفيات؛ إذ إنه يعد من الأسباب الرئيسية لحالات الوفاة المرتبطة بالسرطان عند الأطفال دون سن الـ 14 عاماً. ويرتفع معدل الإصابة بأورام الدماغ مع التقدّم في السن.
ما أنواع الأورام الدماغية؟
هناك أنواعٌ واضحةٌ ومتعددةٌ من الأورام الدماغية، ولكل منها علاجٌ وتشخيصٌ خاصٌ بها. وحتى الأورام الحميدة قد تكون قاتلة بحسب الموقع الذي تتواجد فيه، وقدرتها على التسلل إلى المنطقة المحيطة بالدماغ واحتمالية تحولها إلى ورم خبيث. ما يقرب من 30% من الأورام الأساسية (التي تنشأ في الدماغ) خبيثة، من بينها الورم الأرومي الدبقي متعدد الأشكال الذي يعدّ النوع النسيجي الأكثر شيوعاً. فيما تشكل الأورام السحائية غالبية الأورام غير الخبيثة. ويتم تصنيف هذه الأورام من الدرجة 1 إلى الدرجة 4 باستخدام برنامج تصنيف وضعته منظمة الصحة العالمية.
تابعي المزيد: طرق الوقاية من سرطان الدماغ
ما سبب الإصابة بأورام دماغية؟
السبب الرئيس ليس معروفاً، لكن بعضها، ناجم عن متلازمات وراثية، وقد تم تحديد 30 متغيراً جينياً عالي المخاطر. كما أن عامل الخطر البيئي، على الأطفال قد يكون مسبباً، لا يوجد ارتباط واضح بين الأورام الدماغية واستخدام الهواتف المتحركة، أو استخدام منتجات التبغ، أو الحمية الغذائية، أو صدمات الرأس، ولا تزال البحوث حول العوامل الالتهابية والمناعية بوصفها مسببات مرضية محتملة، جارية.
أعراض الورم الدماغي
تشتمل الأعراض الأكثر شيوعاً على الصداع الذي تشتد حدته في الصباح، وغالباً ما يترافق مع التقيؤ الذي يخفف الصداع. وقد يعاني المرضى أيضاً من أعراض أخرى مثل عدم وضوح الرؤية، والرؤية المزدوجة، وفقدان المجال البصري. ومن الأعراض الأخرى الضعف في جانب واحد من الجسم، والمشي بصعوبة، وعدم القدرة على التوازن، والتغير في السلوك، والإصابة بنوبات، والمعاناة من مشكلات مرتبطة بالنطق والسمع والذاكرة والتركيز. وغالباً ما تتمثل هذه الأعراض عند الرضّع والأطفال الصغار في قلة الرضاعة، والكسل، والتقيؤ، والتراجع في النمو، والنوبات والغيبوبة. وقد يكون الرأس المتضخم أول أعراض المرض لدى الأطفال حديثي الولادة.
كيف يتم تشخيص الورم الدماغي؟
أهمها إجراء فحوص للدم التي قد تساعد على تحديد علامات الورم المرتبطة بأنواع أورام خاصة محددة، إضافة إلى الاختبارات الإشعاعية كالتصوير المقطعي، والرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، والتصوير المقطعي المحوسب بإصدار فوتون واحد، الذي يساعد على تحديد الورم ونوعه أيضاً. وقد تكون هناك أيضاً حاجة لإجراء البزل القطني (البزل الشوكي) لفحص السائل النخاعي، والبحث عن خلايا سرطانية، كما يساعد أخذ خزعة عبر عمل ثقب صغير في الجمجمة لفحص نسيج الورم، على الوصول إلى تشخيص صحيح.
ما العلاج؟
يعتمد علاج الورم الدماغي على موقعه، وحجمه ونوعه، كما قد يتطلب علاجه استخدام توليفة من الطرائق المتعددة:
تعد الجراحة عادةّ الخطوة الأولى والرئيسة لأي ورم دماغي. يتمثل الهدف منها في إزالة أكبر قدر ممكن من الورم، مع المحافظة على وظيفة الدماغ الطبيعية. ويمكن في كثير من الأحيان إجراء استئصال كامل بناءً على موقع الورم.
يستخدم العلاج الإشعاعي لتدمير خلايا الورم، وغالباً ما يتم فعل ذلك بعد العمل الجراحي اعتماداً على نوع الورم، ومدى إمكانية الاستئصال الجراحي.
ينطوي العلاج الكيماوي على استخدام أدوية مضادة للسرطان للقضاء على الخلايا السرطانية في الدماغ. وعادةً ما يتم البدء بذلك بالتزامن مع العلاج الإشعاعي أو بعده.
العقاقير التي تعمل على مهاجمة الجينات الخاصة بالورم.
العلاج الداعم مطلوب على شكل أدوية للنوبات، وتحديداً عند الأطفال لتقليل تجمّعات السوائل ضمن الدماغ، وكذلك العلاج الهرموني في بعض الأحيان.
تابعي المزيد: أعراض الصداع النصفي بالتفصيل الدقيق
الرعاية بعد علاج الورم الدماغي
إن احتمال عودة العديد من الأورام يظل قائماً، لذا من الضروري إجراء الرصد الروتيني للأعراض الجديدة وفحوص الرنين المغناطيسي بشكل منتظم. كما ينبغي أيضاً مراقبة الآثار الجانبية طويلة الأجل بعد العلاج الإشعائي. قد يحتاج بعض المرضى إلى الخضوع لعلاجات تأهيلية محددة على شكل علاج للنطق، وعلاج وظيفي وعلاج عصبي نفسي لرصد التغيرات السلوكية.
الآثار العاطفية والاجتماعية للورم الدماغي
قد تُخلّف الأورام الدماغية آثاراً عاطفيةً أو اجتماعيةً أو ماليةً على المريض وأسرته. وقد تسبب حزناً وقلقاً أو غضباً وتزيد مستويات التوتر. ومن المهم للغاية أن نعمل على توعية أفراد الأسرة وتهيئتهم لعملية العلاج؛ حيث يمكن الاستعانة بخدمات مستشارين اجتماعيين لتوفير تقنيات استرخاء ودعم عاطفي، وغيرها من العلاجات الأخرى. ويلعب مقدمو الرعاية دوراً محورياً بشكل خاص في توفير الرعاية الجسدية والعاطفية والعملية على أساس يومي، أو عند اللزوم، للمريض الذي تم تشخيص إصابته بورم دماغي.
أحدث التعليقات