كتبت : مريم يعقوب

اختتمت فعاليات مهرجان «مسرح الجنوب»، التى أقيمت بقصر ثقافة قنا وعدد من القرى، واستمرت على مدار 5 أيام متواصلة، إضافة إلى انتهاء الدورات وورش العمل فى مجالات الفنون المختلفة.

 

وقال هيثم الهوارى، رئيس المهرجان، إن الورش التدريبية هذا العام حققت نجاحا كبيرا، وتمت زيادتها إلى 10 ورش مختلفه لزيادة عدد المتدربين والاستفادة القصوى فى جميع المجالات، موضحا أنه من ضمن الورش التى تم استحداثها هذا العام ورشة التصوير، كما تمت إضافة ورشة التصوير المسرحى، لأهمية هذه المهنة وكذا لمساعدة شباب الجنوب على تصوير عروضهم المسرحية، بهدف تسويقها وتوثيقها بشكل احترافى

 

وأعرب حسن عمار، المصور الصحفى، عن سعادته بمشاركته فى المهرجان، خاصة أنه يخدم شباب الجنوب الذى يحتاج الدعم، ضمن محاولات توفير الجهود للشباب الشغوف والمتلهِف على الفرص الحقيقية، منوهًا بأنه أعد منهجاً يعتمد على أساسيات ومبادئ التصوير وكيفية التقاط صورة صحيحة هندسياً، بالإضافة للتعرف على أنواع الكاميرات ومميزاتها، مع إمكانية استخدام الهواتف المحمولة لصناعة صورة احترافية.

 

وأكد «عمار» أنه استخدم الهاتف فى التدريبات، لعدم توافر كاميرات احترافية مع جميع المتدربين، مضيفًا: «تفاجأت بعدد المتقدمين للورشة ومن استجابة المتدربين وسرعة التعلم والمهارة التى اكتسبوها فى هذه الفترة الوجيزة».

 

وأشار بولا أشرف، طالب بكلية حاسبات وذكاء اصطناعى، أحد المتدربين من محافظة قنا، إلى أن الورشة أضافت له الكثير، حيث تعلّم الكثير عن كيفية التقاط «صورة جميلة»، وكيف تختلف اللقطة باختلاف المصور، وفهمه لتكوين الصورة الجيدة، واستكمل: «نحتاج للمزيد من الوقت ومزيد من الورش.. نتعلم بطريقة ذاتية من خلال الإنترنت، لكننا لا نجد من يقدم لنا التغذية،ويبقى التعليم الذاتى تعليما غير تفاعلى».

وضمن فعاعليات اليوم الخامس من المهرجان المسرحى الدولى لشباب الجنوب، شهد مسرح قصر ثقافة قنا العرض العراقى «الشهداء لا يدخلون الجنة».

وقال الفنان العراقى سلام الفرطوسى، أحد أبطال العمل، إن العرض منظومة فكرية تعالج التغرير والترهيب والتغريب وفكرة «أنتم الصادقون وأنتم الشهداء»، بل هذه ورقة تحرق من أجل السياسة والسلطة، حيث تكمن جدلية المسرحية عن القاتل والمقتول فى الجنة، و«على كل فرد أن يحكم عقله فيما من يكون هو.. فما نحن إلا أوراق تستخدمها السلطة لتحقيق مكاسبها». وأضاف «الفرطوسى» أن الفكرة تعرض من خلال اثنين من الجنود ينتميان إلى دين وطائفة واحدة، لكن من دولتين مختلفتين، وتنشب الحرب بين الدولتين ليقتل بعضهما البعض بصاروخ بعيد المدى ثم يلتقيان فى يوم الحساب ولا يسمح لهما بالدخول إلى الجنة، وهناك يسجنان على بابها، ويدور حديث بينهما يعرض الأفكار التى اقتتلا من أجلها، مردفًا: «هناك يكتشفان أنهما قتلا بعضهما البعض.. بالمقابل، يؤكد العرض فكرة استخدام الدين من أجل الحرب وفكرة استخدام السلطة للحرب، والعرض فى النهاية ينتمى لعروض الديودراما وللمسرح المفتوح».

 

وعن مشاركته بالمهرجان، تابع «الفرطوسى»: «لفخر لنا أن نشارك فى مهرجان شباب الجنوب فى دورته الثامنة حيث أثبت نجاحه واستمراره وزيادة عدد الدول المشاركة غير أنه يقام بمحافظات الجنوب التى تمثل أصالة وعظمة الدولة المصرية، كما تميز بالتنوع، فلقد شاهدنا عروضا لمسرح الطفل وللمسرح المكشوف ولمسرح العلبة وأخرى لمسرح الشارع، وهذا التنوع الهائل والمختلف من العديد من الدول والثقافات يحسب لهذا المهرجان ويعبر عن دسامته وثقله».

 

وأعرب «الفرطوسى» عن دهشته وإعجابه بمدينة قنا، حيث وجد شعبًا طيبًا وأهالى كريمة ومبتسمة ومرحبة بوجود جميع الضيوف طول الوقت، كما استمع إلى ألوان متنوعة من الموسيقى والغناء الفلكلورى الجميل، الذى يحمل فى معانيه شجن مدينة جميلة، مقدمًا الشكر لكل القائمين على المهرجان