كتبت : مريم يعقوب
أسدل مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى الستار على فعاليات الدورة الثامنة من المهرجان، الذى شهد العديد من الفعاليات على مدار ستة أيام، بدأت يوم الجمعة قبل الماضى، فى حفل الافتتاح، بحضور عدد كبير من الفنانين من مصر والعالم العربى، والجميع يرفعون شعار حب المسرح وبذل المجهود بجميع أشكاله من أجل بقاء هذا النوع من الفن، الذى طالما كان نقطة انطلاق عدد كبير من النجوم فى جميع أنحاء العالم.
وشهد المهرجان لقطات متنوعة، حيث بدأ يومه الأول بحضور كثيف من الفنانين والضيوف، وعلى رأسهم سميحة أيوب، الرئيس الشرفى للمهرجان، والتى أعربت عن سعادتها البالغة لرؤيتها المهرجان ينضج أمامها ويستقطب عددًا أكبر من الفنانين وشباب المسرح، خاصةً المُحبين لمحاورة العالم كله من خلال لغة الفن، وصديقتها سميرة محسن، التى عبّرت عن سعادتها البالغة لحصولها على درع التكريم الحامل اسم صديقتها الغالية سميحة أيوب، وكذلك الفنان الشاب محمد فهيم، الذى وصف شعور اختياره للجائزة من المهرجان بـ«السعادة البالغة».
وربما كانت اللقطة الأبرز ضمن فعاليات المهرجان هى دعم فلسطين وشهداء غزة بشكل صريح، حيث قرر القائمون على المهرجان عرض فيديو يُلخص أحداثًا صعبة ودموية شهدتها فلسطين، على مدار 50 يومًا، بين القصف المتتالى واستشهاد الكثير من السكان، وتهجير البغض رغمًا عنهم، وغيرها من التفاصيل المؤلمة، أما فى حفل الختام، فقد وقف جميع الحضور لمدة دقيقة حِدادًا على أرواح الشهداء والضحايا فى العالم كله، ودعا الكاتب الأمريكى سكوت توست إلى هذه الوقفة إيمانًا منه بأهمية نبذ العنف.
وفى إطار فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى، تم توزيع شهادات مشاركة على كل المتدربين فى الورش، التى أُقيمت ضمن فعاليات تلك الدورة، بحضور رئيس المهرجان، المخرج مازن الغرباوى، ومدير المهرجان، الدكتورة إنجى البستاوى، ومدربى الورش، سكوت تروست ودينى دينيس ومعز الأقديرى.
وقالت «إنجى»: «الورش من أهم الفعاليات التى تُقام بالمهرجان، ونقوم بصناعتها لأن تأثيرها مباشر على الشباب، وهو هدف من أهداف المهرجان، وسعيدة بمشاركة الدول المشاركة هذا العام فى الدورة الثامنة،
وفخورة بأن استجابات متدربى الورشة كانت الأسرع فى تاريخ كل الورش التدريبية التى كانت من قبل، وسعيدة بتلك النتيجة التى توصلنا إليها».
وتحدث المدرب الأمريكى «تروست» عن ورشته وفلسفة ما يقدمه للمتدربين، وقال إن الورشة هذا العام تختلف عن العام الماضى، وقال الدكتور الدنماركى دينى دينيس: «قدمت ورشة عن الأداء الحركى للممثل فى الدورة الثامنة من مهرجان شرم الشيخ، وسعيد جدًّا بمشاركتى».
وقال الفنان التونسى معز الأقديرى: «الهدف الأسمى لدينا المسرح، ونجحنا فى الورشة التى قدمتها هذا العام، وتعلمت منها أكثر مما قدمته وعلمته، وسعيد جدًّا بها وبكل المشاركين فيها».
وضمن فعاليات الختام، كرم مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى، برئاسة «الغرباوى»، خلال ختام دورته الثامنة 6 فنانين من مختلف أنحاء العالم، فمن مصر كرم الدكتور عمرو دوارة، والفنان محمد فهيم، الفائز بجائزة أفضل شخصية مسرحية شابة، وكرم من دولة الكويت الفنان عبدالله عبدالرسول، ومن سلطنة عمان الفنان عماد الشنفرى، ومن سوريا الفنان أسعد فضة، «الشخصية العربية المكرمة»، والذى اعتذر لأسباب خاصة خلال فيديو تم عرضه على الشاشة فى ختام المهرجان، كما كُرمت الفنانة والنجمة الإيطالية ماريتسا تيديسكى.
كما أعلن مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى جوائز مسابقاته الثلاث بدورته الثامنة، خلال ختام الدورة الذى أُقيم على مسرح قصر ثقافة شرم الشيخ، وقد جاءت جوائز مسابقة العروض الكبرى كالتالى: جائزة أفضل عمل جماعى ذهبت إلى إيطاليا- أبنيا، أما جائزة أفضل عمل موسيقى فذهبت إلى سلطنة عمان- عرض «الأول من تشرين الأول»، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة حصل عليها الفنان القدير عبدالله مسعود عن عرض «احتراق شمعة» من دولة الإمارات العربية المتحدة، والفنانة الدكتورة أحلام حسن شاكر عن عرض «طاهرة» من الكويت.
أما جائزة أفضل تأليف مسرحى فقد ذهبت مناصفة بين عرض «طاهرة» لدولة الكويت، وعرض
«Disappearing» من بلغاريا، وجائزة أفضل سينوغرافيا ذهبت إلى عرض «طاهرة» من دولة الكويت، وجائزة أفضل ممثل ذهبت مناصفة بين كميل العلى عن عرض «الغريب والنقيب» من المملكة العربية السعودية، وعبدالله الخديم عن عرض «احتراق شمعة» من دولة الإمارات العربية المتحدة، وحصلت على أفضل ممثلة Ivana Todorova Keranova- Disappearing عن عرض بلغاريا.
وذهبت جائزة أفضل مخرج مناصفة بين Dumitru Acris- Disappearing من بلغاريا، وعمير أنور البلوشى عن عرض «الأول من تشرين الأول» من سلطنة عمان، أما أفضل عرض مسرحى فقد حصل عليها «A Pond in the Memory» من كوريا الجنوبية.
بينما مسابقة مسرح الشارع والفضاءات المسرحية غير التقليدية جاءت جوائزها كالتالى: جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وذهبت مناصفة لكل من: محمد زكى من دولة العراق عن إخراج العرض المسرحى «ليلة ماطرة»، ومحمود بكر من جمهورية مصر العربية عن دوره فى العرض المسرحى «حيث لا يرانى أحد»، بينما جائزة أفضل عرض مسرحى ذهبت بالأغلبية إلى عرض «التائهان» من الجمهورية التونسية.
أما جوائز مسابقة المونودراما فحصل على جائزة سعادة المهندس محمد سيف الأفخم لأفضل عرض متكامل العرض المسرحى «women fish»، من المكسيك، وذهبت جائزة أفضل ممثلة إلى إيفا دراجان من كرواتيا، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة ذهبت لسينوغرافيا عرض «فونكس» من مانغوليا.
وضمن فعاليات اليوم الأخير، خصص مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى برئاسة المخرج والفنان مازن الغرباوى ندوة للاحتفاء بالفائزين فى مسابقة أبوالحسن سلام للبحث العلمى التى تشكلت لجنة تحكيمها من د. أبوالحسن سلام، د. سيد الإمام، والدكتورة سكينة مراد من الكويت، وأدار الندوة الكاتب الصحفى جمال عبدالناصر، موضحًا أن وجود مسابقة فى البحث العلمى من الأمور المهمة التى اعتنى بها مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى، وتُعد فرصة جيدة للباحثين فى التواجد وعرض أبحاثهم ومنجزهم العلمى.
وفى كلمته، قال الدكتور أبوالحسن سلام إن هناك تداخلًا فى العديد من المفاهيم والمصطلحات التى تجعل هناك صعوبة بالغة فى التفرقة بين عالِم ومثقف ومُدّعى علم، وهو أمر يحتاج لإعادة وقفة وإعادة تأكيد على الأدوار والفصل فيما بينها وإعادة نقد المصطلحات والمفاهيم، موضحًا أن الحديث عن المسرح المصرى وما كُتب عن أن تاريخه ١٥٠ عامًا هو كلام لا يجوز، فهناك منذ ٢٥٠٠ عام المسرح الفرعونى الطقسى، موضحًا استعانته بنص مسرحى منذ العهد الفرعونى، يثبت أن كل حوار يخص كل شخصية بعينها، فكل شخصية لها حبكة ورسمة، وهناك نص محقق فى سلسلة المسرح العالمى الكويتى، وهو نص «انتصار حورس».
وأشارت د. سكينة مراد، عضو لجنة تحكيم مسابقة أبوالحسن سلام للبحث العلمى، إلى أنه قد تم تقييم هذه الأبحاث مع مراعاة قواعد البحث العلمى، وتم التركيز من خلال هذه القواعد على الزاوية التى تناولها كل باحث ونظر إليها فى بحثه وكيفية تتبع الباحث للإشكالية والموضوع، معتمدًا على منهجية البحث العلمى وكيفية توظيف المراجع فى البحث، وأوضحت د. سكينة أن الباحثين التزما بالمحور الأساسى، وهو المسرح الموسيقى، وفى كل بحث مميزات وعيوب تمت مناقشتها مع اللجنة، والتوصل إلى نتائج تشجع الكُتاب على الكتابة فى هذا المجال، وهو المسرح الموسيقى الذى به صعوبة بالنسبة للبعض، وذلك لقلة الدارسين والباحثين، ولذلك قررت اللجنة منح الجائزة مناصفة، واختتمت حديثها مباركة للفائزين.
أما الدكتور سيد الإمام فقد قدم بعض الملاحظات على المسابقة، ومنها أن العنوان الذى وضعته إدارة المهرجان حصر الأبحاث فى نوعية معينة، خاصة أنه من الصعب إيجاد باحث دارس للمسرح والموسيقى، وهما شرطان فى غاية الصعوبة، ولذلك أشفق على الباحثين، فهى مهمة بالغة الصعوبة، وهى تحويل الأغنية الفردية من التجريب إلى التغيير عن المدلول الدرامى، موضحًا أن الفنان سيد درويش نقل الأغنية الفردية، وأضفى عليها البعد التعبيرى، وهنا يلعب الزمن الخيالى دورًا كبيرًا، وينقل الملحن إلى أفق آخر، والفرضية التى تعاملت بها الباحثة نانسى محمد هى الزمن الخيالى، فهى قضية الزمن الخيالى، وقد قدمت الباحثة إضافة جديدة، خاصة أن هناك فقرًا فى المعلومات، فالملحن فى هذه النقطة يلعب دورًا فى هذا الجانب، لذلك قامت بعمل حوار مع الموسيقار الكبير حلمى بكر.
كما قدم ختام مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى الفنان المصرى طه خليفة والفنانة التونسية مريم الصياح، وكان ختام المهرجان قد بدأ بعرض فيلم تسجيلى عن فعاليات المهرجان من عروض وورش ومحاور فكرية، كما عُرض نتاج ورشة المدرب العالمى سكوت تروست، والتى تحمل عنوان «مبادئ طريقة مايزنر فى فن الأداء التمثيلى»، التى شارك فيها المتدربون فى الورشة.
أحدث التعليقات