عزيزي‭ ‬القارئ‭.. ‬في‭ ‬بداية‭ ‬حديثى‭ ‬معك‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أعبر‭ ‬لك‭ ‬عما‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬خاطري‭ ‬من‭ ‬أسف‭ ‬وحزن‭ ‬وألم‭ ‬لما‭ ‬أصاب‭ ‬مجتمعنا‭ ‬وخاصة‭ ‬بعض‭ ‬الرموز‭ ‬الفنية‭ ‬من‭ ‬سلوكيات‭ ‬مشينة‭ ‬وغير‭ ‬أخلاقية‭ ‬وغير‭ ‬مقبولة‭ ‬مثل‭ ‬الكذب‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬شائعًا‭ ‬بيننا،‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬غريزة‭ ‬طبيعية‭ ‬بالنسبة‭ ‬للبشر،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬عواقبه‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬وخيمة‭. ‬وقد‭ ‬نكتشف‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬يمارسون‭ ‬الكذب‭ ‬بسهولة‭ ‬شديدة،‭ ‬وكأنه‭ ‬عادة‭ ‬طبيعية‭ ‬مثل‭ ‬التنفس‭ ‬أو‭ ‬شرب‭ ‬الماء‭.‬ يعتبر‭ ‬أعظم‭ ‬أنواع‭ ‬الكذب‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭ ‬هو‭ ‬الكذب‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬ورسوله،‭ ‬ويكون‭ ‬الكذب‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬بتحليل‭ ‬حرام‭ ‬وتحريم‭ ‬حلال،‭ ‬يقول‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭: (‬وَيَوْمَ‭ ‬الْقِيَامَةِ‭ ‬تَرَى‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬كَذَبُوا‭ ‬عَلَى‭ ‬اللَّهِ‭ ‬وُجُوهُهُمْ‭ ‬مُسْوَدَّةٌ‭ ‬أَلَيْسَ‭ ‬فِي‭ ‬جَهَنَّمَ‭ ‬مَثْوًى‭ ‬لِلْمُتَكَبِّرِينَ‭) [‬الزمر‭-‬60‭]‬،‭ ‬ويقول‭ ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬السلام‭ :‬‮«‬ومن‭ ‬كذب‭ ‬علي‭ ‬متعمدًا‭ ‬فليتبوأ‭ ‬مقعده‭ ‬من‭ ‬النار‮»‬‭.‬ ولم‭ ‬يكن‭ ‬الكذب‭ ‬وحده‭ ‬ما‭ ‬أصابنا،‭ ‬ولكن‭ ‬انعدام‭ ‬الأخلاق‭ ‬أيضًا‭ ‬عند‭ ‬بعض‭ ‬البشر،‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬التربية‭ ‬السليمة‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭. ‬فالأمر‭ ‬ليس‭ ‬بظاهرة‭ ‬ولكنه‭ ‬أصبح‭ ‬واقعًا‭ ‬الآن‭ ‬وكارثة‭ ‬حقيقية‭ ‬بكل‭ ‬تفاصيلها‭.‬ فعندما‭ ‬يصل‭ ‬الأمر‭ ‬لأهل‭ ‬الفن‭ ‬والطرب‭ ‬ممن‭ ‬لديهم‭ ‬جماهيرية‭ ‬وشهرة،‭ ‬فنحن‭ ‬أمام‭ ‬كارثة‭ ‬أخلاقية‭ ‬حقيقية،‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬مجتمعنا‭ ‬بأكمله‭ ‬بالسلبية،‭ ‬وتفقد‭ ‬الفنان‭ ‬الاحترام‭ ‬وتفقد‭ ‬الجمهور‭ ‬الثقة‭ ‬والمصداقية،‭ ‬فما‭ ‬بالنا‭ ‬بما‭ ‬نراه‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬بعض‭ ‬الفنانين‭ ‬من‭ ‬الإدمان،‭ ‬ومعاناة‭ ‬الجمهور‭ ‬من‭ ‬السلوكيات‭ ‬الضارة،‭ ‬وعدم‭ ‬تحمل‭ ‬المسئولية‭ ‬تجاههم‭ ‬واتجاه‭ ‬الفن‭ ‬مثلما‭ ‬رأينا‭ ‬من‭ ‬التأثير‭ ‬السلبي‭ ‬على‭ ‬شهرة‭ ‬وسمعة‭ ‬الفنانة‭ ‬والمطربة‭ ‬شيرين‭ ‬عبدالوهاب،‭ ‬مما‭ ‬أثر‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬إنتاجها‭ ‬الفني‭ ‬لدى‭ ‬الجمهور‭ ‬وعدم‭ ‬التوازن‭ ‬في‭ ‬تصرفاتها‭ ‬وسلوكياتها‭.‬ ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬إننا‭ ‬قد‭ ‬تفاجأنا‭ ‬جميعًا‭ ‬بمهزلة‭ ‬فعلية‭ ‬وقضية‭ ‬في‭ ‬منتهي‭ ‬الظلم‭ ‬والتجني‭ ‬على‭ ‬زوجة‭ ‬كل‭ ‬ذنبها‭ ‬أنها‭ ‬تزوجت‭ ‬مطرب‭ ‬المهرجانات‭ ‬‮«‬حسن‭ ‬شاكوش‮»‬،‭ ‬ولم‭ ‬يكتمل‭ ‬ستون‭ ‬يومًا‭ ‬على‭ ‬زواجهما،‭ ‬حتى‭ ‬طردت‭ ‬من‭ ‬منزلها‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬زوجها‭ ‬عديم‭ ‬الإحساس‭ ‬بالمسئولية‭ ‬واتهامها‭ ‬بالمرض‭ ‬والطعن‭ ‬بشرفها‭ ‬ومعايرتها‭ ‬بسابق‭ ‬زواجها‭ ‬من‭ ‬آخر،‭ ‬ولم‭ ‬يكتفِ‭ ‬بهذا‭ ‬كله‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬يتعاطي‭ ‬المخدرات‭ ‬ويسهر‭ ‬بالملاهي‭ ‬الليلية‭ ‬بعد‭ ‬زواجه‭ ‬بأسبوع‭ ‬واحد‭ ‬فقط،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يقوم‭ ‬بالسرقة‭ ‬وتلاحقه‭ ‬قضايا‭ ‬تبديد‭ ‬وخلافه‭.. ‬يعدد‭ ‬الزوجات‭ ‬كما‭ ‬يعدد‭ ‬ملابسه‭. ‬فسبق‭ ‬له‭ ‬الزواج‭ ‬سرًا‭ ‬‮«‬عرفيًا‮»‬‭ ‬أربع‭ ‬مرات‭ ‬وعلنًا‭ ‬ثلاث‭ ‬مرات،‭ ‬بخلاف‭ ‬من‭ ‬أوقعهن‭ ‬في‭ ‬براثنه‭ ‬وأنيابه‭ ‬ممن‭ ‬عشمهن‭ ‬بالزواج‭.‬ وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬السيدة‭ ‬‮«‬ريم‭ ‬طارق‮»‬‭ ‬الزوجة‭ ‬الحالية‭ ‬لحسن‭ ‬شاكوش‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬على‭ ‬ذمته‭ ‬شرعًا‭ ‬وقانونًا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأخير‭ ‬خرج‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ببث‭ ‬مباشر‭ ‬يسيء‭ ‬لسمعتها‭ ‬وتشويهها‭ ‬ويتهمها‭ ‬عدة‭ ‬اتهامات‭ ‬غير‭ ‬مبالٍ‭ ‬بما‭ ‬بينهما‭ ‬من‭ ‬ميثاق‭ ‬غليظ،‭ ‬ضاربًا‭ ‬بكل‭ ‬القيم‭ ‬والأصول‭ ‬والأخلاقيات‭ ‬الإنسانية‭ ‬عرض‭ ‬الحائط‭.‬ وفي‭ ‬الختام‭ ‬يمكننا‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬الأخلاق‭ ‬هي‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬التي‭ ‬تحدد‭ ‬سلوك‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬وتعكس‭ ‬شخصيته‭ ‬وترسخ‭ ‬قيم‭ ‬الاحترام‭ ‬وإنها‭ ‬من‭ ‬الجوانب‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الفنان‭ ‬والتي‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬مصداقيته‭ ‬لدى‭ ‬الجمهور‭ ‬ومدى‭ ‬تحمله‭ ‬مسئولية‭ ‬حب‭ ‬الناس‭ ‬له‭ ‬وبناء‭ ‬علاقة‭ ‬قوية‭ ‬مع‭ ‬معجبيه‭ ‬ومحبيه‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬قوي‭ ‬صلب‭ ‬من‭ ‬القيم،‭ ‬ولأن‭ ‬الحال‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬ساكنًا‭ ‬مستكينًا،‭ ‬فنحن‭ ‬ننتظر‭ ‬بتلهف‭ ‬علامات‭ ‬الضي‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تساعدنا‭ ‬على‭ ‬المرور‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬بنورها‭ ‬وأن‭ ‬نلتمس‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬خيوط‭ ‬الحرير‭!!!.‬

محمد أيمن البخاري

خيوط‭ ‬من‭ ‬حرير‭!!!‬