لم نكن نسمع يومآ ان المصريون بأخلاقهم المشهود لها فى القيام بالواجب والأصول المتعارف عليها فى تقديم واجب الجنائز والتعزية للاقارب او الاصدقاء او الاهل او المعارف او حتى الشخصيات العامة بقيامهم بالتعدى على حرمة الموتى والضرب بأخلاقيات التعامل فى الجنائز كمناسبة حزينة ومؤثرة عرض الحائط،، فالجميع يتمنى الوداع الأخير لأحبائهم بكرامة واحترام.
ولكننا من الواضح فى زمن يهدم بل وينسف كل الأعراف والقيم،،زمن لايعترف بالحدود واحترام مشاعر الآخرين ،، وبعد ان كنا من اوائل المجتمعات المشهود لها باحترام خصوصية اهل الميت والقيام بواجب العزاء بكامل الاحترام،، اصبحنا نتسابق فى الرقم القياسى للتنمر واستغلال المشهد بعمل الترند والتصوير والفيديوهات الجارحة التى تفتقد لادنى مستويات الأدب
وهذا ما نراه الان فى العديد من المواقف والمشاهد المخزية ببعض الجنائز مثل ما حدث بجنازة الفنان « مصطفى درويش» ففى صورة واحدة ترى اخيه يبكى بكاءا مريرا بوداعه وفى نفس اللقطة والصورة ترى فتاتين تقومان بالتصوير وتضحكان باستهزاء دون الشعور ولو بنسبة ضئيلة بالمسئولية اتجاه مايحدث حولهن،، ليستنكر كل من يرى تلك الصورة هذا الفعل اللا اخلاقى واللا انسانى ولا عزاء لحرمة المتوفى وأهله،، فكل هذا من هوس الإستحواذ على «اللقطه» بأى شكل وتحت أى مسمى وفى أى وقت دون أى اعتبار لمشاعر أهل المتوفى واسرته وعائلته أو أى اعتبار لأصول وحدود الأدب والإحترام خلال الجنائز ،، وما اشبه اليوم بالبارحة ففى سبتمبر عام 2022 تعرضت الفنانة «ميرفت أمين» لإنتقادات لاذعة وتنمر قاسى أثناء إلتقاط بعض المصورين صورآ لها من عزاء المخرج الراحل «على عبد الخالق»
وكانت في اشد لحظات حزنها وضعفها ولم يرحمها أحد من التنمر عليها بشكل مبالغ فيه،،ان دل فهو يدل على تربية غير سوية أفرزت عن هؤلاء المتنمرين ،، فليس من آداب المهنة الصحفية أو الإعلامية ذلك التعدى الصارخ على خصوصية أهل الميت ومضايقته وزيادة ألمه فى حين ان مهنة الصحافة من اكثر المهن التزاما واحتراما وشعورا بالاخرين بل وتأثيرًا في حياة الناس والمجتمعات والشعوب ، خاصة أنّها تُسلّط الضوء على القضايا المجتمعية التي تهم الناس، وتسهم في حل المشكلات والتخفيف من معاناتهم لأنها مجهرًا للآفات وليست سلاحآ يذبح ويهين ويتنمر على حياة الناس والمجتمعات والشعوب ولذلك يجب توعية الأشخاص بأهمية الإلتزام بالأخلاق والقيم الإنسانية والدينية خلال الجنازات، وتجنب السلوكيات الغير لائقة التي تتعارض مع حرمة الميت ومشاعر أهله،، يمكن إطلاق حملات توعوية على وسائل التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام المختلفة لتوعية الناس بأهمية الالتزام بالأخلاق والقيم الإنسانية خلال الجنازات، وتجنب السلوكيات الغير لائقه ووضع تشريعات تحظر نشر صور ومقاطع فيديو للجنازات دون موافقة أسرة الميت، وتنص على عقوبات رادعة للأشخاص الذين ينتهكون حرمة الميت ومشاعر أهله
في النهاية، يجب علينا أن نتذكر ان الموت جزء من دورة الحياة إن لم نحترمه لن تحترمنا الإنسانية ولن تحترمنا الحياة.