بقلم / روان سامي

لا شك أن الموسيقى التصويرية تربط وجدان الشخص بالعمل الفني، وتجعله يستشعر الأحداث ويندمج معها، ولكني خلال مشاهدة مسلسل سِره الباتع للمخرج خالد يوسف، أرى تصوير وتمثيل رائعين، ولكن انزعج حين تعمل الموسيقى التصويرية الغير ملاءمة للمَشاهد لأنها خاصة بأعمال فنية أخرى وهي فيلم دكان شحاتة، وفيلم خيانة مشروعة، وفيلم هي فوضى، فأنا أراهم أمامي حينما تعمل الموسيقى التصويرية، وهذا يُسبب فشل العمل من وجهة نظري لأن كل عمل درامي يرتبط بالموسيقى التي تخصه، والتي يرتبط بها المُشاهد وتظل عالقة في ذهنه، لذلك لابد من القائمين على الأعمال الفنية أن يهتمون بكافة العناصر لكي يخرج العمل مُتكامل غير منقوص، خاصةً إذا كان عمل هام وبهذه الضخامة ويمزج بين ما حدث في الماضي في فترة احتلال الفرنسيين لمصر، وبين فترة قيام ثورة يناير في ٢٠١١م.

 

ويمكن القول بأن المخرج خالد يوسف نجح فقط في إدارة المجاميع الكبيرة الموجودة في المسلسل بشكل متميز للغاية، خاصةً في مشاهد الاشتباك والأكشن.

 

أما في مسلسل جعفر العمدة فهنا اعتمد المؤلف والمخرج محمد سامي على الحبكة “التيمة” التي تثير الجدل، وتجعل الجمهور متشوق للأحداث حلقة تلو الاخرى على الرغم من عدم تقديم شئ جديد خلال المسلسل فهو يدور عن عائلتين بينهم مشاكل وصراعات وانتقام، وسيدات تشتعل الغيرة داخل أحدهن فتكون هي محور الأحداث المؤلمة التي يتعرض لها الأبطال، ولكن تشعر كمُشاهد خلال الأحداث بأن هناك مباراة تمثيل رائعة ومتكاملة الأركان يقوم بها الممثلون خلال أداء مشاهدهم، فأدائهم يكون متقن وصادق، وربما يكون ذلك من الأسباب الرئيسية لمتابعة المسلسل، ونجاحه في الشارع المصري.

 

وعند رؤية مسلسل تحت الوصاية لمنى زكي ستجد دارما رائعة وحقيقة وكأن ما نراه هو تجسيد للواقع الذي يعيشه كثير من الأسر التي يتوفى زوجها، وتكون مسئولة عن أطفال صغار، وعن توفير احتياجاتهم الأساسية في ظل ظروف معيشية صعبة وقاسية، فكل ما في المسلسل حقيقي للغاية لدرجة أنك تتوحد مع الشخصيات وتعيش مأساتهم وآلامهم.

 

وجاء الإهتمام بالتفاصيل الدقيقة في صورة رائعة للغاية فالديكور يتماشى مع الملابس بشكل متقن، وكل شئ مدروس وتم نسكه في خيوط الدراما بإحترافية شديدة.

 

وفي النهاية من حق المُشاهد أن يرى ما يحلو له، وأن يَحكم على العمل، ويكون لديه وجهة نظر، دون تشويه أو تقليل من المجهود المبذول، ولكن عن طريق النقد البناء، ففي النهاية الأعمال الدرامية هي ابداع فني يتم عرضه على الشاشات، قد يمس البعض منه الواقع، وقد يكون هناك قصص خيالية، و على المُشاهد أن ينتقي العمل الذي يرغب في رؤيته.