عندما نتحدث عن القيم الإنسانية فإن الحق قيمة من أهم القيم البشرية،، ولكن اسم الحق من أسماء الله الحسنى، إذ جاء في قوله تعالى: (ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق)، ومعناه الثابت بلا شك، وهو نقيض الباطل، أما في فقه القانون، فقد اختلف فقهاء القانون على وضع تعريف واحد للحق، وذلك لكثرة الحقوق وتنوع خصائصها، فكان من الصعب عليهم الاجتماع على رأي واحد
بينما اتجه البعض الآخر إلى إثبات فكرة الحق، وقد عرف الحق بعدة تعريفات مختلفة، ومنها أن الحق هو مصلحة تقدر بقيمة مالية يحميها القانون، أو أنه السلطة المخولة لأحد الأشخاص من القانون في نوع معين من النطاقات
وبما أن من طبع الإنسان هو النسيان فإن الإنسان للأسف أول ما ينساه هو القيم حتى وصل به الأمر إلى تزييف الحقيقة فأصبحوا السيئين يلبسون الحق بالباطل والباطل بالحق، وأصبحت ظاهرة تزييف الحقائق وتحريف الواقع لتناسب أجندات شخصية أو جماعية. يعد هذا الموضوع مهما جدا في عصرنا الحالي، حيث يتم تداول المعلومات بشكل واسع عبر وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية. يؤثر هذا التزييف على الشكل الذي نفهم به العالم من حولنا ويؤثر على قراراتنا ومعتقداتنا.
تعد تزييف الحقائق ظاهرة قديمة، ولكن مع التطور التكنولوجي السريع، أصبح من الأسهل على الفرد ترويج الأكاذيب والمعلومات غير الصحيحة. يساهم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير في انتشار تلك الأكاذيب، حيث يمكن لأي شخص أن ينشر معلومات بسرعة فائقة دون الحاجة إلى التحقق من صحتها وهذا أيضا نوع من أنواع تزييف الحق وإلباسه الباطل واستخدام واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي في هذا الفعل المشين.
وهناك أمثلة كثيرة لا حصر لها ومن أهمها هي تبرير واختلاق الأسباب التي يتخطى بها الإنسان حدود الله لكي يقوم بأفعاله المشينة أو إعلاء مصلحته الشخصية والخاصة وتحكم الأهواء الخاصة والغرائز
في النهاية يجب أن ندرك أن حدود الله ليست تعليمات عشوائية أو قيودا للحرية الشخصية. بل هي توجيهات وقواعد مؤسسة بحكمة لتوجيه سلوك الإنسان وحمايته من الآثار السلبية. عندما يتعدى الإنسان على حدود الله، فإنه يخل بالتوازن الروحي والأخلاقي، ويتعرض للعواقب السلبية.
وإن التعدي على حدود الله يعكس عدم احترام الإنسان للخالق وللقيم الروحية. يعتبر الله مصدرا للحقيقة والأخلاق والعدالة، وعندما يتجاوز الإنسان حدوده فإنه يعبر عن تجاهل هذه القيم ويستبدلها بمصالحه الشخصية ورغباته الفانية. هذا يؤدي إلى ضياع الروحانية والفساد الأخلاقي في المجتمع.

الكاتب الصحفي/ محمد أيمن البخاري