كتبت : اميرة خالد

بقدوم مسيو بروميو إلى الإسكندرية، نشرت جريدة لاريفورم الناطقة بالفرنسية والتى كانت تصدر من الإسكندرية فى ذلك الوقت: “أن مسيو بروميو يصور مناظر سينمائية لميدان القناصل من ناحية البورصة الخديوية والمعروف حاليا بـ”ميدان محمد على” وسوف يصور مناظر أخرى فى محطة شوتز “خط الرمل” وصول القطار من سان ستيفانو ورحيله إلى الإسكندرية وكذلك صور ركوب إحدى البواخر هناك، ثم انتقل مسيو بروميو بعد ذلك إلى القاهرة وصور بعض المناظر المتفرقة منها المجلس المختلط فى العتبة الخضرة والذى أصبح مكانه حاليا دار القضاء العالى، وفيلم عن قناطر النيل وهى القناطر الخيرية فضلا عن تصوير نزول البدو من أهرام الجيزة والذى حمل اسم نزول البدو من الهرم الأكبر وساحة جامع السيدة زينب وكبرى قصر النيل، وأسفرت رحلة مسيو بروميو عن تصوير ٣٥ فيلما سينمائيا قصيرا”.

وبدأ عرض الأفلام السينمائية التى صورها بروميو لأول مرة فى الإسكندرية الخميس ٢٠ مايو ١٨٩٧، حيث نشرت جريدة لاريفورم فى ذلك اليوم: “من بين المناظر الجديدة التى تقدمها الليلة سينماتوغراف لوميير بشارع المحطة نشير إلى منظرين “عائلة قنصل إيطاليا التى تتشرف سينماتوغراف الإسكندرية بحضور إحدى حفلاتها” و”راكبو الحمير فى سقارة”.

وبدأت الأفلام المصورة فى مصر فى احتلال مكانها فى جدول عرض الأفلام اليومى جنبا إلى جنب مع الأفلام الفرنسية، حيث نشرت جريدة لا ريفورم فى عدد السبت ٢٢ مايو من نفس العام جدول عرض الأفلام وكان من بين الأفلام المعروضة ٣ أفلام تم تصويرها فى مصر، وقامت سينماتوغراف لوميير بالإسكندرية بتخفيض أسعار تذاكر دخول السينما فى ذلك الوقت إلى قرشين للكبار وقرش واحد للأطفال، وذلك لتشجيع الجمهور على مشاهدة الأفلام المعروضة حيث كانت التذاكر تصل فى وقت سابق إلى خمسة قروش للدرجة الأولى وثلاثة قروش للدرجة الثانية.

يعود تاريخ أول فيلم سينمائى تم تصويره على أرض مصر إلى عام ١٨٩٧، وبالتحديد يوم الأربعاء الموافق ١٠ مارس١٨٩٧، وكانت مدة هذا الفيلم لا تتعدى بضع دقائق، عن “وصول قطار إلى محطة الرمل”، وتم تصوير هذا الفيلم على يد مسيو بروميو والذى كان مكلفا بتصويره من قبل دار لوميير الفرنسية التى كانت صاحبة اختراع التصوير السينمائى فى العالم كله.