تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان الراحل علاء ولي الدين حيث وافته المنية في 11 فبراير 2003، الذي يعد واحد من  أشهر ممثلي الكوميديا في السينما المصرية، إذ تمتع بخفة ظل وروح دعابة جعلت محبوب جمهوره حتى أصبح ناظر مدرسة الكوميديا.

وفارق الفنان علاء ولي الدين الحياة عن عمر 39 عاماً ووافق ذلك عيد الأضحى على آثر مضاعفات السكري الذي كان يعاني منه، وكان آخر عرض سينمائي له فيلم «ابن عز» وفيلم «تعريفة» الذي لم يكتمل تصويره، ومن أهم أعماله الفنية: «غبي على الزيرو، وأيام الغضب، وآيس كريم في جليم، وهدى ومعالي الوزير، وخلطبيطة وحلق حوش»

تروي ابنة شقيقه المخرجة الشابة «آلاء محمود»، كواليس وأسرار عن حياته ، كما تستعرض العديد من المواقف التي جمعتها به، حيث كان الفنان علاء ولي الدين شخص بسيط للغاية يتعامل مع كل شيء بالضحك والكوميديا، وتسعده مفاجأت الأهل والأصدقاء، حسبما ذكرت آلاء محمود المخرجة الشابة ابنة شقيقته، التي أكدت رفض خالها دخولها مجال التمثيل وتمنى لها أن تكون مهندسة لصعوبة مجال التمثيل، وهذا لأنه تعب في تحقيق ما وصل إليه.

حياته الشخصية

وكانت غرفته تحتوى العديد من بوسترات الأفلام ذات الطابع المميز، وكانت علاقة علاء ولي الدين بالأكل والحلوى مثل علاقة أم كلثوم بمنديلها، فقد كان يحب الأكل الحلو اللذيذ الذي ويحب التعرف على أنواع الأكلات المختلفة والمميزة لكل بلد، وبالإضافة إلى ذلك فقد كان علاء ولي الدين لديه حس روحاني كبير، وكان حريصًا على الورد اليومي، فعندما كان يصور فيلمه الأخير في البرازيل كان يسبح الله كثيرًا وسط الجبال والبحر ويقول «أنها تشهد لنا».

 

قبل وفاته بأيام ورحلة البرازيل

وقبل أيام من وفاة علاء ولي الدين، كان يصور بعض مشاهد فيلمه الأخير «العربي تعريفة» في البرازيل، وتحديدًا في منتجع «بورتوبيلا»، الذي كان يعيش فيه وفريق العمل مع جو شديد الحرارة، وفي إحدى فترات الراحة نزل «علاء» مرتديا المايوه إلى المحيط الأطلنطي التي تتميز هذه المنطقة بأنّ سطحها ساخن للغاية وفي العمق يكون باردًا جدًا، وحينها سيطرت الدهشة عليه قائلا لمن حوله: «تفتكروا الجنة حلوة زي المنطقة دي؟»، ثم استدرك مسرعا: «أعتقد أن الجنة ستكون أحلى بكثير».

وبحسب حواره في صحيفة مصرية قديمة نُشر عام 2003، فقد استغرقت الرحلة الأخيرة لعلاء ولي الدين في البرازيل نحو 12 يومًا وكان بصحبة مخرج الفيلم عمرو عرفة، وعلاء حسين «اللبيس» الخاص به، وطلعت زين وطارق صيام واثنين من الإنتاج، وأثناء التصوير، تلقى من والدته عدة اتصالات هاتفية، حيث طلبت منه أن يشتري لها «بوك بأرواح كبيرة» أي بجيوب كبيرة، وبعد انتهاء التصوير عادت حنان ترك وزوجها إلى مصر، وظل هو يومًا آخر ليشتري لأصدقائه هدايا العيد، بينما قضى في لندن ترانزيت لمدة 8 ساعات، منها نصف ساعة داخل الفندق ثم ذهب للتسوق واشترى «بورنيطة» واحدة فقط وكان يردد دائمًا: «أنا عايز أكون أكثر التخان أناقة في مصر».

لم ينسى الفنان أصدقائه، فبعد وصوله إلى مصر، اتصل علاء ولي الدين بهم ليفتحوا معه الشنط ويتناولوا معه الغداء، ليلة وفاته استعرض الأماكن التي سيصور فيها أحداث فيلمه وقرأ حوار نبيلة عبيد في مجلة الكواكب والذي قالت فيه إنّ هنيدي ورفاقه يتساقطون كأوراق الشجر، وسأله أحد أصدقائه عن أهم شيء رآه في البرازيل فرد عليه قائلًا: «الأطفال هناك بيرضعوا كورة».

 

آخر كلمات علاء ولي الدين قبل وفاته

في صباح يوم العيد، استيقظ  علاء ولي الدين، مبكرا ليصلي الفجر وتحدث مع شقيقه معتز عن ترتيبات اليوم وزيارات الأقارب، وصلى العيد وتناول إفطاره مع أشرف عبدالباقي ووالدته وشقيقه، وبعد دقائق دخل في غيبوبة عادية، وعندما طالت نقله «عبدالباقي» إلى مستشفى كليوباترا بمصر الجديدة ولكن مات قبل أن يصل إليه.

وقبل لحظات من دخول الغيبوبة قال لمن حوله: «خلي بالكم من أمي يا جماعة، لأنها سبب الخير اللي أنا فيه بدعواتها لي»، وأصرت والدته على دفنه في نفس يوم وفاته من منطلق أن إكرام الميّت دفنه، ولم تستجب لما قاله محمد هنيدي الذي أراد دفنه في اليوم التالي حتى تكون الجنازة كبيرة تليق به.

كان وفاة الفنان علاء ولي الدين صدمة كبيرة للوسط الفني، فقد أوقف الفنان عادل إمام، مسرحيته «بودي جارد» خلال أيام العيد، حدادا على علاء ولي الدين، الذي يعتبره واحدًا من أخلص تلاميذه.