تعتبر قضية العوض من الله ورد المظالم من القضايا التي تشغل بال الكثيرين في مختلف أنحاء العالم. فعندما يعاني الإنسان من ظلم أو ظروف قاسية، يبحث عن العدل والتعويض الذي يعوضه عن ما فقده أو ما تعرض له من ضرر. وفي هذا السياق، يأتي الاعتقاد بأن الله قادر على رد المظالم وأنه سيعوض الناس عن كل ظلم يتعرضون له.
تعلم البشرية منذ القدم أن الله هو العادل الذي لا يظلم أحدًا، وأنه يراقب كل شيء ويعلم بكل ظلم يحدث.
وفي العديد من الأديان والمعتقدات، يعتقد الناس أن الله يعوض الأشخاص عن ما فقدوه أو ما تعرضوا له من ظلم في الدنيا أو في الحياة الآخرة.
قصة النبي يوسف عليه السلام تعتبر من أبرز القصص التي تجسد فكرة العوض من الله ورد المظالم. ففي هذه القصة، تعرض يوسف للظلم من قبل إخوته الذين ألقوا به في البئر وباعوه كعبد للرقيب المصري. ومع ذلك، تدل هذه القصة على أن الله لا يترك عباده في محنتهم، فقد تمكن يوسف من الصبر والثبات وأصبح وزيرًا لمصر وتم تلافيف الأحداث بحيث تمكن يوسف من العفو عن إخوته والتصالح معهم.
ومن القصص الأخرى التي تجسد فكرة العوض من الله ورد المظالم، قصة النبي أيوب عليه السلام. فقد تعرض أيوب لابتلاءات عديدة، ففقد أمواله وأهله وصحته، ولكنه تمكن من الصبر والثبات والاعتماد على الله. وفي النهاية، عوضه الله عن ما فقده بأضعاف الأضعاف، فرد عليه أمواله وأهله وأعطاه صحة أفضل مما كان عليه من قبل.
تعلمنا من هذه القصص وغيرها أن الله يعوض الناس عن ما فقدوه أو ما تعرضوا له من ظلم، ولكن قد يكون العوض في صورة مختلفة عما نتوقعه. فقد يكون العوض في الدنيا من خلال استعادة ما فقدناه أو تحقيق ما نتمناه، وقد يكون العوض في الحياة الآخرة من خلال الثواب والمكافأة السماوية.
ومع ذلك، يجب أن نفهم أن العوض من الله ليس ضمانًا لتحقيق كل رغباتنا أو إصلاح كل ظلم يحدث في العالم. فالله يمتلك الحكمة الكاملة والمعرفة الكاملة، وقد يكون هناك حكمة خفية وراء بعض المحن والمظالم التي نتعرض لها.
فقد يكون الله يختبر صبرنا وإيماننا، أو يعلمنا دروسًا هامة من خلال تجاربنا.
لذلك، يجب علينا أن نتعامل مع المظالم والصعاب بالصبر والثبات، وأن نعتمد على الله ونثق بأنه سيعوضنا عن كل ظلم نتعرض له، سواء في الدنيا أو في الآخرة. يجب أن نسعى للعدل والإصلاح في العالم، وأن نعمل على تحقيق العدل والمساواة بين الناس، وذلك بالعمل الصالح والمساهمة في بناء مجتمع أفضل.
يعوضك الله بعوض ينسي الصابرين مرارة الانتظار.
كما يصبح العوض أجمل بكثير كلما طال الصبر.
ويختفي ألم الانتظار بلحظة العوض الجميل.
لا يتخلى الله عن صابر إلا يرزقه العوض.
وعندما ترفع يدك للسماء داعيًا الله ستنال العوض الذي لا تتوقعه.
كذلك بحلاوة العوض تنسى مرارة الصبر.
وسوف يأتي العوض مهما طالت الأيام هذا وعد الله للصابرين.
كذلك ستغدو أحلامك حقيقة بهيئة عوض يرضيك ويسعدك.
كما يجعلك العوض تنسى ما مررت به من يأس وحزن.
مهما مررت بليال مظلمة وباردة ستشرق الشمس بالعوض الذي يصيبك
وليس هناك ختام لهذا المقال اجمل من قول الله تعالى ( وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون ).
صدق الله العظيم