محمد أيمن البخاري يكتب: إحترس‭ ‬من‭ ‬شارع‭ ‬الأندال‭ !!!!!‬

محمد أيمن البخاري يكتب: إحترس‭ ‬من‭ ‬شارع‭ ‬الأندال‭ !!!!!‬

مما‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬فيه،‭ ‬أن‭ ‬الحياة‭ ‬تمنحك‭ ‬حرية‭ ‬اختيار‭ ‬الشوارع‭ ‬التي‭ ‬تقودك‭ ‬إليها‭ ‬خطواتك،،‭ ‬ولكن‭ ‬الأهم‭ ‬من‭ ‬الاختيار‭ ‬هو‭ ‬إلى‭ ‬أين‭ ‬سوف‭ ‬تذهب‭ !!! ‬هل‭ ‬ستذهب‭ ‬إلى‭ ‬شارع‭ ‬النجاح‭ ‬حيث‭ ‬الخير‭ ‬والحب‭ ‬والعدل‭ ‬والسلام‭ ‬والإنسانية‭ ‬أم‭ ‬أنها‭ ‬ستقودك‭ ‬إلى‭ ‬شارع‭ ‬الأنذال‭ ‬،،‭ ‬حيث‭ ‬النفاق‭ ‬والغدر‭ ‬والغش‭ ‬والخداع‭ ‬والكذب،،‭ ‬ففي‭ ‬كلتا‭ ‬الحالتين‭ ‬‮«‬تكون‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الاختيار‭ ‬لا‭ ‬قيمة‭ ‬ولا‭ ‬معنى‭ ‬ولا‭ ‬رونق‭ ‬لها‮»‬،،‭ ‬إنما‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬البشر‭ ‬تصبح‭ ‬الحياة‭ ‬لا‭ ‬شيء‭!!‬‭!‬

هناك‭ ‬مثل‭ ‬شعبي‭ ‬قديم‭ ‬يقول‭ ‬‮«‬الحياة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬ناس‭ ‬ما‭ ‬تداس‭ ‬‮»‬،،‭ ‬أى‭ ‬ان‭ ‬الحياه‭ ‬بلا‭ ‬اناس‭ ‬يتعاونون‭ ‬مع‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض،،‭ ‬يتحدثون‭ ‬الى‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض،،‭ ‬يقفون‭ ‬بجوار‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض،،‭ ‬يشعرون‭ ‬ببعضهم‭ ‬البعض،،‭ ‬لا‭ ‬معنى‭ ‬لها‭ ‬ولا‭ ‬قيمة‭ ‬ولكن‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬الحياه‭ ‬مع‭ ‬اناس‭ ‬كالأفاعى‭ ‬والحرباء‭ ‬التى‭ ‬تكبر‭ ‬وتتلون‭ ‬وتتشكل‭ ‬حسب‭ ‬المصالح‭ ‬ويسود‭ ‬الطمع‭ ‬قلوب‭ ‬البعض‭ ‬وتسود‭ ‬الماديات‭ ‬عقول‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬ويكون‭ ‬الاساس‭ ‬هو‭ ‬النصب‭ ‬والاحتيال‭ ‬فهنا‭ ‬ارى‭ ‬ان‭ ‬الحياه‭ ‬اصبحت‭ ‬بلا‭ ‬أى‭ ‬قيمة‭ ‬مع‭ ‬هؤلاء‭ ‬البشر‭ ‬واصبح‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬على‭ ‬الانسان‭ ‬بترها‭ ‬من‭ ‬رحلة‭ ‬عمره‭ ‬كله‭ ‬وليس‭ ‬الابتعاد‭ ‬فقط‭.‬

فالحياة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬المتبادلة‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬الصداقة‭ ‬أو‭ ‬الأسرة‭ ‬أو‭ ‬العائلة‭ ‬لها‭ ‬قيمة‭ ‬كبيرة‭ ‬وتحث‭ ‬على‭ ‬الاستمرارية‭ ‬وتبث‭ ‬روح‭ ‬التعاون‭ ‬والمودة‭ ‬بين‭ ‬الجميع،،‭ ‬بل‭ ‬والثبات‭ ‬الذي‭ ‬حتما‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬النجاح‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬علاقات‭ ‬مهما‭ ‬طال‭ ‬بها‭ ‬الزمن‭ ‬تظل‭ ‬علاقات‭ ‬سامة‭!!‬

تنتظر‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬السامة‭ ‬الفرصة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬انتهاز‭ ‬اللحظة‭ ‬للتربح‭ ‬والاحتيال‭ ‬على‭ ‬الآخرين،،‭ ‬وهنا‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬القلب‭ ‬والنفس‭ ‬غصة،،‭ ‬وفي‭ ‬الروح‭ ‬كسرة‭ ‬لا‭ ‬تنسى،،‭ ‬خاصة‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬تلك‭ ‬العلاقات‭ ‬السامة‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬أقرب‭ ‬الناس‭ ‬إليك،،‭ ‬فتتحول‭ ‬المودة‭ ‬إلى‭ ‬طمع،،‭ ‬والمحبة‭ ‬إلى‭ ‬بغضاء،،‭ ‬والعاطفة‭ ‬النقية‭ ‬إلى‭ ‬مشاعر‭ ‬سوداوية،،‭ ‬حتى‭ ‬يصبح‭ ‬طرفى‭ ‬العلاقة‭ ‬أعداء‭ ‬وليسوا‭ ‬بأحباء،،‭ ‬أن‭ ‬اللعبة‭ ‬تبدأ‭ ‬بالكلمة‭ ‬المعسولة‭ ‬ثم‭ ‬الزواج‭ ‬ثم‭ ‬الإفلات‭ ‬بالفوائد‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع‭ ‬وكلما‭ ‬طال‭ ‬الوقت‭ ‬كلما‭ ‬زادت‭ ‬الأعباء‭ ‬والمتطلبات‭ ‬وكأنه‭ ‬حق‭ ‬مكتسب‭ ‬ودور‭ ‬مرغومآ‭ ‬عليه‭ ‬شئت‭ ‬أم‭ ‬ابيت‭ ‬والا‭ ‬سيتم‭ ‬الطلاق‭ ‬والانفصال‭ ‬وذلك‭ ‬للخروج‭ ‬بأكبر‭ ‬مكاسب‭ ‬ممكنة‭ ‬من‭ ‬الشريك،،‭ ‬ولا‭ ‬انكر‭ ‬ان‭ ‬القضاء‭ ‬تنبه‭ ‬إلى‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الألاعيب‭ ‬ووضعت‭ ‬نصوصا‭ ‬واضحة‭ ‬تضمن‭ ‬حقوق‭ ‬الطرفين‭ ‬ممن‭ ‬يدخلون‭ ‬شراكة‭ ‬العمر‭ ‬بأجندات‭ ‬خفية‭ ‬هدفها‭ ‬التربح‭ ‬ثم‭ ‬الإفلات،،‭ ‬انما‭ ‬الكارثة‭ ‬الحقيقية‭ ‬هى‭ ‬ان‭ ‬تلك‭ ‬الاجندات‭ ‬ربما‭ ‬تطول‭ ‬لتصل‭ ‬مدتها‭ ‬إلى‭ ‬عمر‭ ‬كامل‭ ‬وهذا‭ ‬بسبب‭ ‬احتيال‭ ‬وابتزاز‭ ‬طرف‭ ‬من‭ ‬اطراف‭ ‬العلاقة‭ ‬للطرف‭ ‬الآخر‭ ‬عاطفيا‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬السيطرة‭ ‬عليه‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استخدام‭ ‬نقاط‭ ‬ضعفه‭ ‬والضغط‭ ‬بها‭ ‬مثل‭ ‬إستخدام‭ ‬حب‭ ‬الاب‭ ‬لابناءه‭ ‬واستغلال‭ ‬هذا‭ ‬الحب‭ ‬سواءا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الابن‭ ‬او‭ ‬الابنة‭ ‬لاستقطاب‭ ‬أمواله‭ ‬وخلافه‭ ‬من‭ ‬انواع‭ ‬الاستغلال‭ ‬والابتزاز‭ ‬العاطفى‭ ‬ضد‭ ‬الأب‭.‬

لكن‭ ‬التعاملات‭ ‬بين‭ ‬الزوجين‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬في‭ ‬الحالات‭ ‬الطبيعية‭ ‬أنها‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬متبادلة‭ ‬وأمانة‭ ‬وصدق،،‭ ‬إنما‭ ‬للأسف‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬يصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬التفريط‭ ‬في‭ ‬الحقوق‭ ‬حبا‭ ‬في‭ ‬أشخاص‭ ‬يسببون‭ ‬نقاط‭ ‬ضعف‭ ‬للآخر‭ ‬أو‭ ‬خشية‭ ‬الملامة‭ ‬من‭ ‬الأهل‭ ‬والأقارب‭ ‬والمقربين،،‭ ‬لذلك‭ ‬ينبغي‭ ‬دائما‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬التفريط‭ ‬والتهاون‭ ‬في‭ ‬التعاملات‭ ‬المالية،‭ ‬وقبل‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬المال‭ ‬أن‭ ‬يحسن‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬شريك‭ ‬حياته‭ ‬فذلك‭ ‬الأهم‭.‬

ولأن‭ ‬الزواج‭ ‬ميثاق‭ ‬غليظ‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬المودة‭ ‬والرحمة‭ ‬والاستمتاع‭ ‬بحياة‭ ‬الطرفين‭ ‬معا،،‭ ‬فيجب‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬أن‭ ‬نقوم‭ ‬بإنهاء‭ ‬أي‭ ‬علاقة‭ ‬سامة‭ ‬تؤذينا‭ ‬وتؤثر‭ ‬سلبآ‭ ‬علينا‭ ‬وتجهض‭ ‬أي‭ ‬نجاح‭ ‬أو‭ ‬تطور‭ ‬بالحياة،،‭ ‬وانصح‭ ‬الجميع‭ ‬وأقول‭ ‬لهم‭ ‬لا‭ ‬تجهدون‭ ‬أنفسكم‭ ‬في‭ ‬إصلاح‭ ‬نفوس‭ ‬وقلوب‭ ‬تتصف‭ ‬بالأحقاد‭ ‬والطمع‭ ‬والجحود‭ ‬بل‭ ‬انظروا‭ ‬إلى‭ ‬قطار‭ ‬العمر‭ ‬فهناك‭ ‬محطات‭ ‬لم‭ ‬نصل‭ ‬إليها‭ ‬بعد‭ ‬مهما‭ ‬طال‭ ‬الزمن‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬تنسون‭ ‬أن‭ ‬استرداد‭ ‬الحقوق‭ ‬لا‭ ‬يعد‭ ‬انتقاما‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬واجب.

وقد‭ ‬حثنا‭ ‬النبي‭ ‬الكريم‭ ‬على‭ ‬استرداد‭ ‬الحقوق‭ ‬فقال‭ ‬ﷺ‭ : ‬‮‬أد‭ ‬الأمانة‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬ائتمنك،‭ ‬ولا‭ ‬تخون‭ ‬من‭ ‬خانك وبين‭ ‬قول‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭: ‬‮ ‬وجزاء‭ ‬سيئة‭ ‬سيئة‭ ‬مثلها‮ ‬‭ [‬الشورى‭: ‬40‭] ‬ وقوله‭: ‬‮‬ وإن‭ ‬عاقبتم‭ ‬فعاقبوا‭ ‬بمثل‭ ‬ما‭ ‬عوقبتم‭ ‬به‮ ‬‭ ‬النحل‭: ‬[126‭].‬

فيا‭ ‬عزيزي‭ ‬القارئ‭… ‬احترس‭ ‬أن‭ ‬تقودك‭ ‬خطواتك‭ ‬إلى‭ ‬شارع‭ ‬الأنذال‭ ‬ولا‭ ‬تدع‭ ‬حقك‭ ‬يضيع‭ ‬واعلم‭ ‬جيدا‭ ‬أنه‭ ‬ليست‭ ‬كل‭ ‬النهايات‭ ‬خسارة‭… ‬إنما‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬النهايات‭ ‬هي‭ ‬بدايات‭ ‬حقيقية‭.‬

محمد أيمن البخاري

خيوط‭ ‬من‭ ‬حرير‭!!!‬

أحدث التعليقات