من أخطر الآفات فى مجتمعنا المصرى،، آفة الخلط بين المفاهيم،، كتير بتقابلنا مصطلحات شائعة ومتقاربة لكنها مختلفة في معانيها زى بالظبط الفرق بين الطموح والطمع واللى معناهم بيشير لرغبة الفرد في تحقيق شيء بيتمناه،، ولكن اختلافهم عن بعض في المعنى والدلالة هو اختلاف كبير جدا.

الطموح كلمة بتعبر عن حق الإنسان فى رغباته ومحاولاته لتحقيق النجاح والتقدم في مجال معين، ومن الافضل ان يكون بأسلوب إيجابي ومنطقي،،  فالشخص الطموح بيسعى لتحقيق أهدافه بشكل مستمر من خلال العمل الجاد والتفاني والتطوير الذاتي، وتركيزه على تحقيق النجاح والتقدم دون الإضرار بالآخرين.

أما الطمع فهو الرغبة الشديدة في الحصول على الثروة أو السلطة أو النفوذ، ويعتبر سلوكًا سلبيًا ممكن جدا ان يؤدي لممارسات غير أخلاقية زى الفساد والاحتيال والاستغلال.

لان الشخص الطامع بيركز على تحقيق مصالحه الشخصية بأي وسيلة ممكنة، بيهمل الآثار السلبية اللي بيترتب عليها سلوكه.

بالتالي، نقدر نقول إن الطموح بيعبر عن رغبة صادقة في تحقيق النجاح والتطور، في حين أن الطمع بيشير إلى رغبة شديدة في الحصول على المزيد على حساب الآخرين.

وبالتالي، الطموح سلوكًا إيجابيًا بيدفع الفرد للنجاح، انما الطمع سلوكًا سلبيًا  لن يؤدي إلا للفشل الزريع والخسارة المؤكدة.

من هنا نقدر نقول ان الطمع يسبب ضرر بالغ على مصلحة الفرد والمجتمع والأمة، ويؤدي إلى أسوأ المفاسد والأخلاق، لأن اللى انحرفت فطرته وتغلب على سلوكه الطمع بنشوف انه ميهموش المكاسب الحرام ، اللى بيخسر في سبيلها دينه وعرضه.

وللأسف بقينا بنقابل صور كتيرة ومتعددة من البيع والتكسب اللى بيسعى ليها الطامعين، ولا بتهمهم إلا مصالحهم الشخصية فقط ،، والإفساد على المجتمع والأمة والفرد، منها: بيع الأشياء المحرمة، زى بيع المخدرات،   وغيرهما، ومنهاالبيع على أساس التلاعب بالأسعار، والضمائر المتلونة والبيع على أساس الاحتكار فبيخفي التاجر اللى بيحتاج ليه الناس من حاجة ضرورية، من اجل التحكم في السعر في الوقت المناسب، ومنها البيع عن طريق الغش، وبيظهر صاحب الطمع الشيء اللى عاوز يبيعه على خلاف حقيقته، دون علم المشتري، وبيدخل فيه الغش في الكيل والميزان.

ومن صور الطمع البيع أو الشراء عن طريق السرقة والاغتصاب، والتكسب،. كل التعاملات دى هي صور من صور الطمع اللي حرّمها الإسلام لان لها آثار سيئة مفسدة لضمائر الناس، وأخلاقهم.

أشكال وصور الطمع متعددة وبنعانى منها إلى الآن زى اللى بنشوفه بيحصل في المحاكم بين الاخوات على الميراث وان أخ عنده استعداد يقتل أخوه علشان ياخد حق مش حقه حتى لو كان ملاليم لا تذكر،  واماكن العمل اللى بسهولة زميل يأذي  زميله في الشغل علشان طمعان ياخذ مكانه أكبر أو مرتب أعلى.

وغيرها من الأشكال المتعددة ولكن دائما إرادة الله أكبر واقوى وده اللى تجلى بقوة فى بعض العبر والقصص الحقيقية الملهمة واللى تطرق ليها القرآن الكريم فى قصة سيدنا يوسف عليه السلام وغيرة اخواته منه واللى ادت لفعلهم المشين اتجاهه واتجاه ابوهم.

ولكن دايما الحياة بتقدم لينا العبر والمواقف اللى بتوصل لينا رسايل من خلالها بنشوف الحقيقة ونتفكر ونتأمل للوصول للفطرة السليمة وده اللى حصل فى قصة أكبر معمرة فرنسية «جين كالمنت» واللى تعتبر أكبر المعمرين بحسب السجلات الرسميّة،، عاشت 122 عام و164 يوم، و أصبحت معروفة بشكل خاص في سن 113 بسبب صفقة عقدتها چين مع محامى فرنسى و هو انه عرض عليها وهى فى سن ال90 عام،، دفع مبلغ وقدره 2500 فرانك شهريا مقابل الحصول على منزلها بعد وفاتها،،  ولكن يشاء القدر ان كالمنت تعيش بعد التسعين أكثر من ثلاثين عامآ آخرين حتى وفاة المحامى قبل وفاتها بعامين.

ومن هنا لازم نعمل وقفه مع الذات ونتأمل كل اللي بيدور حوالينا من قصص حقيقية واحداث حياتيه حتى الأمثال الشعبية مكانتش من فراغ.

ده زمان كان في أمثال بتقول ياوارث مين يورثك، والطمع يقل ما جمع، وطمعنجي بناله بيت فلسنجي سكنله فيه

هختم كلامي بالتمسك بالرضا والقناعة وان كل لما نرضى بالمقسوم كل لما ربنا هيبارك في اللي معانا وبين ايدينا

وان مفيش حد بياخد اكتر من نصيبه لان ربنا اسمه العادل وكل واحد فينا واخد ال 24 قيراط كاملين

ولو تخيلنا حياتنا بشكل تاني غير اللي احنا فيه هنلاقي ان ده الأفضل لينا وان ربنا مختار لينا الأنسب والاصلح

وافتكروا وعد الله (ولإن شكرتم لازيدنكم).

ادعوا الله لي ولكم بالرضا والحمد حتى نرضي