من الواضح أننا لم نفقد فقط الفنان المصرى الخلوق « مصطفى درويش» ومن الواضح أيضا انه لم يدفن وحده تحت التراب،، بل اننا قد دفنا معه القيم والأصول،، دفنا معه حرمة أى شيء وكل شيىء حتى وإن كانت تلك الحرمة هى حرمة الموت ،، حرمة المتوفى وأهله،، وكل هذا من أجل لعنة وهوس أصابنا جميعآ وانتشر وتكاثر بيننا منذ سنوات كإنتشار النار فى الهشيم،، إنه هوس التريند وهوس الإستحواذ على «اللقطه» بأى شكل وتحت أى مسمى وفى أى وقت دون أى اعتبار لمشاعر أهل المتوفى واسرته وعائلته أو أى اعتبار لأصول وحدود الأدب والإحترام خلال الجنازات ،، فما اشبه اليوم بالبارحة ففى سبتمبر عام 2022 تعرضت الفنانة الجميلة «ميرفت أمين» لانتقادات لاذعة وتنمر قاسى أثناء إلتقاط بعض المصورين صورآ لها من عزاء المخرج الراحل «على عبد الخالق»
وهى في اشد لحظات حزنها وضعفها ولم ترحم تم التنمر عليها بشكل مبالغ فيه يدل على نقص وتربية غير سوية أفرزت عن هؤلاء المتنمرين ،، وها نحن اليوم حيث يشهد مجتمعنا قيام فتاتين تعملان فى موقع صحفى تقومان أثناء تغطية جنازة الفنان مصطفى درويش بالضحك ليتم رصدهن بمقاطع فيديو للجنازة على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يتعارض مع الأخلاق التي تنادي بالاحترام والتقدير لحرمة الميت ومشاعر أهله،،كأننا لم نكتفى بالألم والحزن الذى يسببه الموت وفاجعته لأهل المتوفى، بل اصبحنا نتفنن فى إختراق القيم لنجعل من عملية النعي والتعازي أكثر ألمآ،، ضاربين بكل الأخلاق الإسلامية والقيم الإنسانية عرض الحائط ،، فليس من آداب المهنة الصحفية أو الإعلامية التعدى الصارخ على خصوصية أهل الميت ومضايقته وزيادة ألمه فى حين ان مهنة الصحافة من المهن الراقية وأكثر المهن احترامًا وتأثيرًا في حياة الناس والمجتمعات والشعوب ، خاصة أنّها تُسلّط الضوء على القضايا المجتمعية التي تهم الناس، وتسهم في حل المشكلات والتخفيف من معاناتهم لأنها مجهرًا للآفات وليست سلاحآ يذبح ويهين ويتنمر على حياة الناس والمجتمعات والشعوب ولذلك يجب توعية الأنسان بأهمية الإلتزام بالأخلاق والقيم الإنسانية والدينية خلال الجنازات، وتجنب السلوكيات الغير لائقة التي تتعارض مع حرمة الميت ومشاعر أهله،، يمكن إطلاق حملات توعوية على وسائل التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام المختلفة لتوعية الناس بأهمية الالتزام بالأخلاق والقيم الإنسانية خلال الجنازات، وتجنب السلوكيات الغير لائقه ووضع تشريعات تحظر نشر صور ومقاطع فيديو للجنازات دون موافقة أسرة الميت، وتنص على عقوبات رادعة للأشخاص الذين ينتهكون حرمة الميت ومشاعر أهله.
في النهاية، يجب علينا أن نتذكر ان الموت ليس لقطة ترصدها عدسات فقدت الضمير والأنسانية ولكنه جزء من دورة الحياة ان لم نحترمه لن تحترمنا الإنسانية ولن تحترمنا الحياه.
أحدث التعليقات