مما لا شك فيه، أن الحياة تمنحك حرية اختيار الشوارع التي تقودك إليها خطواتك،، ولكن الأهم من الاختيار هو إلى أين سوف تذهب !!! هل ستذهب إلى شارع النجاح حيث الخير والحب والعدل والسلام والإنسانية أم أنها ستقودك إلى شارع الأنذال ،، حيث النفاق والغدر والغش والخداع والكذب،، ففي كلتا الحالتين «تكون الحياة من دون الاختيار لا قيمة ولا معنى ولا رونق لها»،، إنما من دون البشر تصبح الحياة لا شيء!!!
هناك مثل شعبي قديم يقول «الحياة من غير ناس ما تداس »،، أى ان الحياه بلا اناس يتعاونون مع بعضهم البعض،، يتحدثون الى بعضهم البعض،، يقفون بجوار بعضهم البعض،، يشعرون ببعضهم البعض،، لا معنى لها ولا قيمة ولكن إن كانت الحياه مع اناس كالأفاعى والحرباء التى تكبر وتتلون وتتشكل حسب المصالح ويسود الطمع قلوب البعض وتسود الماديات عقول البعض الآخر ويكون الاساس هو النصب والاحتيال فهنا ارى ان الحياه اصبحت بلا أى قيمة مع هؤلاء البشر واصبح من الواجب على الانسان بترها من رحلة عمره كله وليس الابتعاد فقط.
فالحياة القائمة على المشاركة المتبادلة سواء في مجال العمل أو الصداقة أو الأسرة أو العائلة لها قيمة كبيرة وتحث على الاستمرارية وتبث روح التعاون والمودة بين الجميع،، بل والثبات الذي حتما يؤدى إلى النجاح ولكن من الواضح أن هناك علاقات مهما طال بها الزمن تظل علاقات سامة!!
تنتظر هذه العلاقات السامة الفرصة من أجل انتهاز اللحظة للتربح والاحتيال على الآخرين،، وهنا تقع في القلب والنفس غصة،، وفي الروح كسرة لا تنسى،، خاصة عندما تكون تلك العلاقات السامة هي من أقرب الناس إليك،، فتتحول المودة إلى طمع،، والمحبة إلى بغضاء،، والعاطفة النقية إلى مشاعر سوداوية،، حتى يصبح طرفى العلاقة أعداء وليسوا بأحباء،، أن اللعبة تبدأ بالكلمة المعسولة ثم الزواج ثم الإفلات بالفوائد على قدر المستطاع وكلما طال الوقت كلما زادت الأعباء والمتطلبات وكأنه حق مكتسب ودور مرغومآ عليه شئت أم ابيت والا سيتم الطلاق والانفصال وذلك للخروج بأكبر مكاسب ممكنة من الشريك،، ولا انكر ان القضاء تنبه إلى مثل هذه الألاعيب ووضعت نصوصا واضحة تضمن حقوق الطرفين ممن يدخلون شراكة العمر بأجندات خفية هدفها التربح ثم الإفلات،، انما الكارثة الحقيقية هى ان تلك الاجندات ربما تطول لتصل مدتها إلى عمر كامل وهذا بسبب احتيال وابتزاز طرف من اطراف العلاقة للطرف الآخر عاطفيا من اجل السيطرة عليه وذلك من خلال استخدام نقاط ضعفه والضغط بها مثل إستخدام حب الاب لابناءه واستغلال هذا الحب سواءا من خلال الابن او الابنة لاستقطاب أمواله وخلافه من انواع الاستغلال والابتزاز العاطفى ضد الأب.
لكن التعاملات بين الزوجين من المفترض في الحالات الطبيعية أنها مبنية على ثقة متبادلة وأمانة وصدق،، إنما للأسف في بعض الأحيان يصل الأمر إلى التفريط في الحقوق حبا في أشخاص يسببون نقاط ضعف للآخر أو خشية الملامة من الأهل والأقارب والمقربين،، لذلك ينبغي دائما الحرص على عدم التفريط والتهاون في التعاملات المالية، وقبل الحرص على المال أن يحسن كل طرف في اختيار شريك حياته فذلك الأهم.
ولأن الزواج ميثاق غليظ يقوم على المودة والرحمة والاستمتاع بحياة الطرفين معا،، فيجب هذه الأيام أن نقوم بإنهاء أي علاقة سامة تؤذينا وتؤثر سلبآ علينا وتجهض أي نجاح أو تطور بالحياة،، وانصح الجميع وأقول لهم لا تجهدون أنفسكم في إصلاح نفوس وقلوب تتصف بالأحقاد والطمع والجحود بل انظروا إلى قطار العمر فهناك محطات لم نصل إليها بعد مهما طال الزمن ولكن لا تنسون أن استرداد الحقوق لا يعد انتقاما وإنما هو واجب.
وقد حثنا النبي الكريم على استرداد الحقوق فقال ﷺ : أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخون من خانك وبين قول الله سبحانه وتعالى: وجزاء سيئة سيئة مثلها [الشورى: 40] وقوله: وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به النحل: [126].
فيا عزيزي القارئ… احترس أن تقودك خطواتك إلى شارع الأنذال ولا تدع حقك يضيع واعلم جيدا أنه ليست كل النهايات خسارة… إنما في بعض الأحيان قد تكون النهايات هي بدايات حقيقية.
محمد أيمن البخاري
خيوط من حرير!!!
أحدث التعليقات