تقدمها: ريهام محمد

بطلة الفيلم إيمان يوسف على جائزة أفضل ممثل في النسخة الـ١٨ من مهرجان قبرص السينمائي الدولي

نجح كردفانى فى أن يحكى حكاية امرأة وزوجها عاديان من الطبقة الوسطى

حظي فيلم “وداعا جوليا” بنجاح جماهيري إلى جانب النجاح النقدي، إذ توج بـ١٤ جائزة من مهرجانات عالمية، حيث تجاوزت إيراداته بدور العرض المصرية أكثر من مليوني جنيه خلال أسبوعين، هو ثاني فيلم سوداني يُعرض في الصالات السينمائية المصرية بعد «ستموت في العشرين» للمخرج أمجد أبو العلا، المنتج الرئيسي لـ«وداعاً جوليا»، بالشراكة مع جهات إنتاجية مصرية، وسعودية، وفرنسية وسويدية.

وكان عرض الفيلم السوداني بدأ مؤخرا في عدد من الدول العربية وفي فرنسا، في نجاح يضاف إلى حصوله على جائزة الحرية بمهرجان كان السينمائي، كما رشح ليمثل السودان في جوائز الأوسكار ضمن فئة «أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية»، في مارس.

كما حصلت بطلة الفيلم إيمان يوسف على جائزة أفضل ممثل في النسخة الـ١٨ من مهرجان قبرص السينمائي الدولي، وحاز محمد كردفاني جائزة أفضل مخرج في عمل روائي أول بذات المهرجان. وفاز “وداعا جوليا” أيضا بجائزة روجر إيبرت في مهرجان شيكاغو السينمائي الدولي، إلى جانب جائزتين من مهرجان الحرب على الشاشة في فرنسا، وهما جائزة الجمهور وجائزة الصحافة.

وحصد الفيلم أيضًا ٣ جوائز دولية في مهرجان صانعي الأفلام الفرنسي (Paysages de Cinéastes) وهي جائزة لجنة تحكيم الصاعدين، وجائزة الجمهور، وجائزة لجنة تحكيم المرأة، كما فاز بجائزة أفضل فيلم أفريقي في جوائز سبتيموس الدولية. أما آخر الجوائز، فكانت جائزة الجمهور في مهرجان السينما العربية والبحر المتوسط بكتالونيا.

وقد فاز فاز الفيلم بجائزة أفضل فيلم وهي الجائزة الأهم ضمن فعاليات النسخة ٢٣ من مهرجان بلفاست السينمائي، حيث نافس الفيلم ضمن المسابقة الدولية في المهرجان، ليصبح في رصيده ١١ جائزة دولية، وذلك بالتزامن مع انطلاقة الفيلم تجاريًا في دور العرض الفرنسية حيث يُعرض في أكثر ٥٠ شاشة في ٢١ مدينة داخل حدود الدولة الأوروبية.

كما شهد الفيلم نجاحًا ملفتًا في دور العرض المصرية، بإيرادات وصلت إلى مليوني جنيه في أول أسبوعي عرض، ويستمر الفيلم في أسبوعه الثالث من خلال ١٠ شاشات، كما سينطلق قريبًا في دول مجلس التعاون الخليجي.

وقد فاز بجائزة سينما من أجل الإنسانية (جائزة الجمهور) ضمن فعاليات النسخة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي، ليرتفع رصيد الفيلم إلى ٢١ جائزة دولية، وتُعد تلك هي جائزة الجمهور السابعة التي يفوز بها الفيلم، وهي أيضًا الجائزة الثالثة على التوالي التي يحصل عليها الفيلم خلال أسبوع، إذ تلقى مؤخرًا جائزة أفضل فيلم من مهرجان أفريكاميرا للفيلم الأفريقي في بولندا، وجائزة موهبة العام في الشرق الأوسط التي قدمتها مجلة فارايتي لمحمد كردفاني تقديرًا لإنجازه في فيلمه الروائي الطويل الأول.

وتسلم الجائزة ثلاثى البطولة سيران رياك وإيمان يوسف ونزار جمعة، وتعليقًا على فوز الفيلم بجائزة الجمهور فى مهرجان الجونة السينمائى قال كردفانى “شاكر وممتن لفوز فيلم وداعًا جوليا بجائزة الجمهور في مهرجان الجونة السينمائي، هذه الجائزة التي تحمل اسم الإنسانية هي تكريم لفيلم صنع بأيدي شباب أرواحهم مشبعة بثورة ديسمبر وقيمها المجيدة، مضيفا: “ويأتي هذا الفوز والسودانيون حول العالم، ومن بينهم هؤلاء الشباب، لاجئون ونازحون تتمزق بلادهم أمام أعينهم، وتشهد حربًا تهدد حياة الملايين من الأبرياء”.

صناع الفيلم وأبطاله

الفيلم من إخراج وتأليف محمد كردفاني، وبطولة الممثلة المسرحية والمغنية إيمان يوسف وعارضة الأزياء الشهيرة وملكة جمال جنوب السودان السابقة سيران رياك ويشارك في بطولة الفيلم والممثل المخضرم نزار جمعة وقير دويني الذي اختارته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سفيرًا للنوايا الحسنة عن منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي، وتصوير بيير دي فيليرز ومونتاج هبة عثمان، ومهندسة الصوت رنا عيد وتصميم أزياء محمد المر.

أحداث الفيلم

تتناول أحداث الفيلم السوداني، من كتابة محمد كردفاني وإخراجه، قصة «جوليا» التي تنتمي أصولها إلى جنوب السودان، لكنها تقيم في الشمال قبل الانفصال، وتتسبّب «منى» السيدة الشمالية برفقة زوجها «أكرم» بقتل زوج جوليا، فتبدأ في مساعدتها بتعيين جوليا التي تبحث عنه كخادمة في منزلها سعياً للتطهُّر من الذنب من دون أن تُبلغ زوجها، وذلك بإطار اجتماعي لم يخلُ من السياسة خلال الفترة التي شهدت توجّه السودان نحو الانفصال.

ويعتبر الفيلم دعوة للتصالح كما يلقي الضوء على القوى المحركة الاجتماعية التي أدت إلى انفصال جنوب السودان، ويقول: “أنا لست سياسيّاً، لكنّ فيلمي “وداعاً جوليا” يتناول ويلات الحرب، التي اعتبرها “أمّ البلاءات” وقد اجتاحت الحرب كل تفاصيل حياتنا…. يسعى الفيلم إلى سبر أغوار هذه الكارثة التي تضرب الشعوب وتُخلّف وراءها أحزاناً ودماراً تحتاج تلك الشعوب إلى دهورٍ طويلة لتجاوز آثارها وتداعياتها

وقد أشاد المخرج يسرى نصرالله بـ فيلم وداعًا جوليا، الذى يتنافس حاليًا فى دور العرض المصرية، إذ كتب على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعى، «فيسبوك»: «من أجمل وأرق وأقوى وأعنف ما شاهدته ..فيلم وداعا جوليا روحوا شوفوه شكرا لكل صناعه».

وأضاف: «نجح كردفانى فى أن يحكى حكاية امرأة وزوجها عاديان من الطبقة الوسطى، هى كانت تريد أن تغنى وهو جعلها تتنازل عن حلمها. قصة تبدو عادية، وفجأة تجد الشخصيات نفسها وسط جرح وطن بأكمله. السينما فى أبسط وأعمق أشكالها: عن ناس يكتشفون مكانهم فى العالم، ما أجمله».